عام
جولة عقيلة الرئيس القوتلي على المشافي وتفقد حالة الجرحى بعد عدوان أيار 1945
في مساء الرابع من حزيران عام 1945 قامت السيدة بهيرة الدالاتي “صاحبة العصمة” عقيلة الرئيس شكري القوتلي بزيارة المستشفى الوطني والمستشفى الإنكليزي في حي القصاع لتفقد حالة جرحى الإعتداء الفرنسي على دمشق الذي جرى في أواخر شهر أيار عام 1945م.
رافق السيدة بهيرة وابنتيها هدى وهناء وطالب داغستاني مرافق الرئيس شكري القوتلي، وبعض موظفي القصر الجمهوري، وأثناء الزيارة أثنت على بطولات الجرحى وواستهم بكلمات التشجيع والإكبار ووزعت عليهم الهدايا والحلوى.
وذكرت الصحف أنه “لوحظ أن عصمتها عندما شاهدت ثلاثة أطفال جرحى من عائلة البزرة قتل أبوهم ضحية قصف المدفعية الفرنسية لم تتمالك نفسها فترقرقت عيناها بالدموع وقالت لمن حولها من الأطباء والممرضات لئن كان عمل فرنسا الإجرامي أفقدهم أمهم وآباهم فإن الوطن السوري هو أمهم وأبوهم، وسيجدون من حديه وعطفه عليهم مالا يقل عن حنان الأم وعطف الوالد فهتف الجميع بجياة فخامة الرئيس وحياتها وحياة الوطن”.
وقبيل انصرافها من كلا المستشفيين ألقت كلمة على الأطباء والممرضات أطرت فيها جهودهم الوطنية والإنسانية، وذّكرتهم أن البلاد لا تنسى للمحسنين من أبنائها حسن صنيعهم وجميل صبرهم وبلائهم، وقد شيعت عصمتها أمام المستشفى الإنكيزي من قبل فرقة الكشاف الأرثوذكسية للقديس جورجيوس فشكرتهم على جزيل خدماتهم للوطن وجرحاه الأبطال.
وكانت السيدة بهيرة قد شاركت في ذلك اليوم في إجتماع لجمعية الهلال الأحمر النسائية حضرته عقيلة المستر آلن شون وزير بريطانيا المفوض في سورية، وتقرر على آثر ذلك الإجتماع الشروع بجمع التبرعات لجرحى وضحايا العدوان(1).
(1) صحيفة ألف باء – دمشق، العدد 7037 الصادر يوم الثلاثاء الخامس من حزيران عام 1945م.