وثائق سوريا
تصريح عبد الله بن الحسين حول احتمال قيام نظام ملكي في سورية عوضاً عن الجمهورية عام 1939
تصريح الأمير عبد الله بن الحسين إلى الوكالة العربية في السادس والعشرين من ايار عام 1939 حول القضية السورية وحول احتمال قيام نظام ملكي في سورية عوضاً عن الجمهورية.
نص التصريح:
وثيقة رقم (1) (108- 180)
تصريح للوكالة العربية حول القضية السورية في السادس والعشرين من أيار عام 1939م
أوفدت الوكالة العربية مندوباً خاصاً إلى عمان لاستطلاع رأي الأمير عبد الله أمير شرق الأردن في القضية السورية بمناسبة الإشاعات التي تروج عن احتمال إيجاد نظام ملكي عوضاً عن النظام الجمهوري القائم الآن.
وقد قابل مندوب الوكالة العربية الأمير عبد الله في قصر رغدان في السادس والعشرين من أيار عام 1939م، وحصل على التصريح التالي:
(إن ثقتي بنجاح القضية السورية هي مطلقة لا حد لها، فالرأي العام السوري له من مؤهلاته ونضوجه ما يمهد السبل لتحقيق أمانيه القومية العادلة. وقد مر على الشعب السوري طيلة الأعوام العشرين الأخيرة تجارب سياسية قاسية لابد أن يكون قد أخذ منها فكرة صحيحة عن المستقبل وماذا يجب أن يكون عليه.
وكذلك فالحكومة المنتدبة على سورية عرفت الحقيقة من أماني البلاد وأهدافها، فاذن ليس من الصعب على الطرفين الاهتداء إلى طريقة ترفع سورية متحدة إلى مصاف شقيقاتها من البلاد العربية وتضمن للحكومة المنتدبة الصداقة المتينة بعهد طويل لا يمس الشرف السوري ولا يتنافى مع العلاقات القديمة بين سورية وفرنسا.
وبما أنني لست بالغريب عن القضية السورية وانني كما يعلم الناس أحد مؤسسي القضية العربية أقول، بأنني أتمنى للشعب السوري ولفرنسا هذه الغاية التي تصبو إليها البلاد ولاشك إنها لا تتنافى مع الرغائب النزيهة لدولة الانتداب وما على السوريين إلا أن يتجهوا إلى ما فيه خير سورية غير متبعين الرجال على أسمائهم بل متخيرين أحسن الآراء على أحسن المناهج التي تودع إلى خيرة الناس الذين لم تكن لهم سابقة إلا الإخلاص يبنون اغراضهم على ما نوهنا به من تفاهم ودي مع حكومة الانتداب.
ثم سأل مندوب الوكالة العربية سموه عن أسباب سفر نجله سمو الأمير نايف إلى تركيا فأجاب:
هو أولاً ليتمرن تمريناً عسكرياً جندياً في جيش من الطراز الأول فيه أخلاق الشرق ورجال الشرق ثم لينتقل إلى البلاد العربي وشباب العرب ما يراه هناك من وسائل جديدة وتحسينات عصرية مع وقوفه على روح الاقتصاد والصبر مع الإبتعاد عن بعض المظاهر التي لا تتناسب مع اقتصادياتنا ونشوئنا، وحيث يجد البسالة والطاعة والإتقان والبساطة مع المتانة في الألبسة والسلاح وسائر التجهيزات إلى غير ذلك).
عمان 26 أيار 1939