صورة وتعليق
صحيفة 1919: قوات بريطانيا في سورية وهي لا تريدها
نشرت صحيفة التايمز في عددها الصادر في 23 أيار 1919 مقالة لمراسلها في باريس تناول فيها خبر تحليلي نشرته صحيفة الايكودي حول سورية.
صحيفة لسان الحال ترجمت المقال ونشرته في العدد الصادر في العاشر من حزيران عام 1919م.
نص المقال:
ظهرت هذا الصباح في جريدة الايكودي باريس مقالة بتوقيع بارتيناكس كشف عن اضطراب الفرنسيين بشأن مستقبل سوريا الذي أعربت عنه أبحاث الصحافة الفرنسوية أكثر من مرة أثناء انعقاد المؤتمر.
وجل ما دار بحث الكاتب عليه هو أن انشغال السياسة الفرنسوية عن مسائل الشرق باهتمامها بالموقف في الجهة الغربية قد أدى بالنفوذ الفرنسوي في سوريا إلى أن تغتصبه بريطانيا العظمى.
وقال بارتيناكس أنه فيما يقرر اليوم تقسيم الوصايات على أجزاء المملكة العثمانية المختلفة وتوزيعها على الدول الكبرى نجد أن الأمير فيصل المشايع للإنكليز مستقر في دمشق وسوريا تحميها جنود إنكليزية أو حجازية لا غير.
أنه يجب أن يكون ثمة من سبب لاضطراب عقول حلفائنا فيما يتعلق بسياستنا في الشرق فإن بريطانيا العظمى كانت دائماً تعترف بحقوق فرنسا في سوريا كمنطقة نفوذ ولكن ينبغي أن لا ينكر أن بعض الدوائر الإنكليزية الرسمية لم تقدر تقديراً وافياً القيمة التي علقتها فرنسا على تأييد مطاليبها التقليدية هناك وتنظر باغضاء وعدم مبالاة إلى التخوف الذي حدث في بارس نظراً لبقاء الجنود الإنكليزية المحتلة.
والآن لابد لدولة من الدول أن يكون لها الوصاية على سوريا. إن بريطانيا العظمى لا تريدها والمستر لويد جورج صرح بذلك أمام العالم طراً والدول الأخرى الوحيدة التي لما منافع هناك هي فرنسا.
أما بريطانيا فتنحصر مصلحتها بالعهود التي قام بها عام 1915 الكولونيل لورنس مع الأمير فيصل بالنيابة عن إنكلترا معترفين بسيادته على الشعوب العربية وليس ثمة من سبب يحمل فرنسا على عدم البر بهذا الميثاق وعلام لا تتولى هي دفع الإعانة المالية المقرر للأمير من خزينتها وتمنح الوصاية على سورية ويكون موقف الأمير فيصل إزائها كموقف السلطان قبل الحرب إزاء بريطانيا العظمى ومصر.
ثم انتقل مراسل التيمس إلى التكلم من الوصاية قال: إن هنالك نقطة ثانية يجب أن تنجلي غيمة الشكوك عنها سريعاً لأن عدم انجلائها قد يكون حاجزاً دون تسوية مسألة سوريا وغيرها من أقسام العالم.
لقد كثر الكلام عن الوصاية ومنحت الوصايات فعلاً لبريطانيا العظمى وغيرها من الدول الكبرى على بعض المستعمرات الألمانية، ولكن حتى الآن لم يفسر أحد معنى كلمة الوصاية تفسيراً جلياً.
وسيكون ولا شك أنواع مختلفة من الوصايات. فالترك والأرمن مثلا يكون مجالهم في الحكم الذاتي أكبر من سكان شرقي أفريقيا أو غينيا الجديدة.
في كل حال فإن خطة الوصايات يجب أن تحدد وتبين علاقة كل واحدة من الوصايات التي قسمت على الدول العظمى بجمعية الأمم.