عام
معارك تلكلخ عام 1919- 1920
بدأت المقاومة في تلكلخ بحادثة الهجوم على المخفر ودار الحكومة – السرايا- عام 1919 بعيد توقيع اتفاق لويد جورج كلمنصو في الثالث عشر من أيلول 1919م، والذي ينص على استبدال القوات الفرنسية بالقوات البريطانية.
هاجم أفراد عائلة الدنادشة وشخصيات من حمص مخفر تلكلخ والسرايا في الأول من كانون الأول عام 1919م، ما أدى إلى سيطرتهم على تلكلخ وقتل الملازم “بوسكه” وجرج الكابيتان “برناده” اللذان كانا يقومان في جولة في المنطقة.
في الخامس عشر من كانون الأول عام 1919 انطلقت حملة فرنسية بقيادة الكابتن “بتي دمانج” من طرابلس لنجدة القوات الفرنسية واستعادة سيطرتها على تلكلخ.
يذكر أدهم الجندي أن (الحملة كانت تضم كتيبة من الزواف ومفرزة من الشركس، وقد حالت دون وصولها موانع قاهرة، فاتجهت غي اليوم الثالث نجدة أخرى من بيروت إلى طرابلس بحراً تتألف من “لواء برنار” التابع لفيلق الرماة الأفريقيين الثاني والعشرين)(1).
اصطدمت القوات الفرنسية مع المقاومة في تلكلخ، واستطاع الفرنسيون ردهم واستعادة السيطرة على تلكلخ في السابع عشر من كانون الأول(2).
وبعيد ذلك وصلت قوات فرنسية بقيادة الليوتان “نيجر” واستطاعت القضاء على المقاومة في تلكلخ.
أدت معركة السيطرة على المخفر والسرايا إلى مقتل نحو سنة عشر شهيداً وعدداً من الجرحى من عائلة الدنادشة، ونزوح زعماء العشيرة مع عائلاتهم إلى حمص التي أقاموا فيها.
لم تتوقف المقاومة بعد ذلك واستمرت حتى سيطرة القوات الفرنسية على دمشق بعيد معركة ميسلون، وجرت خلال تلك الفترة مناوشات وجولات أشهرها الجولة التي جرت في الثالث والعشرين من تموز عشية معركة ميسلون.
استمر الاشتباك ست ساعات، وكان القتال فيها سجالًا حتى مجيء تعزيزات الفرنسيين المؤلفة من طابور كامل للمشاة وثمانية رشاشات ومدفع جبلي ضخم أجبر القوات العربية على التقهقر بعد أن استشهد من أفرادها 100 شهيد، كان منهم يحيى شكري الترجمان؛ ومحمد بن الحاج سليم السباعي(3).
(1) الجندي (أدهم)، تاريخ الثورات السورية في عهد الانتداب الفرنسي،صـ 157.
(2) صحيفة لسان الحال – بيروت، العدد الصادر في الثالث من كانون الثاني عام 1920م.
(3) الأتاسي (فارس)، يحيى شكري الترجمان، التاريخ السوري المعاصر.