وثائق سوريا
كلمة مدير شركة المشاريع الفرنسية في حفل وضع حجر الأساس لمرفأ الإسكندرونة عام 1922
كلمة المسيو سويره مدير شركة المشاريع الفرنسية التي ألقاها بحضور الجنرال غورو في حفل وضع حجر الأساس لمرفأ الإسكندرونة والذي جرى في الثالث والعشرين من جزيران عام 1922م.
نص الكلمة:
سيدي الجنرال:
قد شئت تأخذ صالح البنائين لتظهر بذلك أنك أول عامل في المشروع العظيم الذي ستقوم به الصناعة الفرنسوية في الإسكندرونة، وهذه هي يا فخامة الجنرال مرة أخرى تنشئ فيها للتاريخ مرة أخرى تربط بها حاضر هذه البلاد السورية ومستقبلها بماضيها المجيد.
منذ ثلاثة وعشرين جيلاَ قدم إلى هذا المكان حيث نجن قاطنون اليوم رجل حرب آخر كان يميل أيضاً إلى التنظيم بعد العراك هذا الرجل هو الإسكندر الكبير.
أنه رأى سكينة هذا الخليج المدهشة أيام العواصف تترك بقية سواحل سوريا وكيليكيا صعبة الاقتراب فقدرها قدرها واجتاز سهول دجلة والفرات الفسيحة ورأي محصولاتها التي لا تنفذ وفهم روح التجارة والإقدام المتصفة بهما شعوبها واجتاز أخيراً قمة بيلان هذه حيث نرى الجبل كأنه تخرم خصيصاً لتسهيل المواصلات بين هذه الأراضي الخصبة وهذا البحر فاتخذ قراراً لم تزل الأجيال تردد ذكراه إذ أنه امر بإنشاء مرفأ في هذه النقطة التي لم تتخذ لغاية اليوم اسماً غير اسمه.
إن العمل الذي عدت اليه اليوم يا فخامة الجنرال يوافق الحاجة التي أسس لأجلها المرفأ أما هذه الحاجة قد تضاعفت بل تضاعفت مئات من المرات نظراً لاحتياجات الحياة الحديثة والتي تتطلب استخدام كل موارد الصناعة المستحدثة.
في بعضة أشهر يصير في الإمكان الابتداء بالعمل على هذا الرضيف الموقت حيث نحن واقفون.
ونأمل أنه في سنين قليلة سيقوم رصيف كبير مواز للشاطئ على عمق 15 متراً تتمكن من الرسو عنده البواخر العظيمة التي تنزل في المادة إلى عمق عشر أمتار أو أزيد وسيكون هذا الرصيف متقناً حاوياً الخطوط الحديدية والمستودعات والارتاج الكهربائية.
سينبسط هذا المرفأ على طول الخليج بأحواض تتابع تدريجياً حسبما يقتضيه الحال وإذ لم يقدر لنا أن نتمم هذا العمل فسوف لا يتهمنا أحفادنا بأن نظرنا إلى المستقبل كان نظراً خاسراً واننا بدأنا عملاً صغيراً وتركنا لهم توسيعه.
وليسمح لي هنا أن أحيي باحترام ذكر أحد مساعدينا الأولين وأضع صور مشروعنا الفنية العالم الشهير رينو الذي استقبلته يا فخامة الجنرال بكل ترحاب في شهر كانون الأول سنة 1916 حينما جاء لدرس هذه السواحل وكانت هذه المهمة آخر مهماته ولم تكن الأقل نفعاً لأنها أزالت كل تردد في اختيار مركزاً أكبر مرفأ على سواحل سورية وكيليكيا.
وهل من حاجة إلى القول بأن تجفيف المستنقعات الضروري لمستقبل مدينة الاسكندرونة قد تقرر وهو ايضاً كما تقررت أشغال المرفأ واننا نعرف في فرنسا كيف نستفيد من المستنقعات فهذه بساتين السوم الغناء ومراعي السيفر الزاهرة تشهد على ذلك أنك يا فخامة الجنرال بإنشائك مرفأ الاسكندرونة وفتحك هذا الباب الكبير للعالم الشرقي منقاد بروح غير الروح التي قادت الألمان إلى هذه البلاد لعشر سنوات خلت فإنهم كانوا يرمون إلى تثبيت تسلطهم الاقتصادي والسياسي الثقيل عليها وأنت تريد أن تساعد شعبها على الرقي باتحاده المتين مع فرنسا.
ستستعيد سورية الشمالية بفضل هذا المشروع مركزها التجاري القديم بين أوربا وأسيا وسيكون نجاحها ثابتاً تستفيد منه سوريا بكاملها.
وسيكون هذا الفضل راجعاً إليك يا فخامة الجنرال فضل يكسبك فخراً وان لم يعادل المجد وسيكون هذا الفضل راجعاً اليك يا فخامة الجنرال فضل يكسبك فخراً وان لم يعادل المجد الذي اكتسبته في سهول شامبانيا فليس أقل قيمة في عينيك.
فبعد ان حملت العالم على الاعجاب بفرنسا قمت تسعى بتحبيبها اليه.
انظر:
الجنرال غورو ووضع حجر الأساس لمرفأ الإسكندرونة عام 1922