من الصحافة
صحيفة 1944- الرئيس شكري القوتلي .. الصناعي الأول في حلب
قام الرئيس شكري القوتلي في النصف الثاني من شهر آذار عام 1944 بحولة في المحافظات السورية. وصل القوتلي إلى اللاذقية في يوم التاسع عشر من آذار، وفي صباح يوم الجمعة الثالث والعشرين من آذار غادرها إلى حلب.
أطلع الرئيس القوتلي في حلب على أوضاعها وقابل العديد من الوفود والفعاليات في المحافظة، كما زار خلال جولته عدد كبير من المنشآت الصناعية والتجارية.
صحيفة ألف باء خصص افتتاحية العدد الصادر في الثاني من نيسان للحديث عن زيارة الرئيس شكري القوتلي إلى حلب.
نص الافتتاحية:
(غدت مدينة حلب لسورية، كمدينة ليون لفرنسا أو منشتر لإنكلترا، فهي قد سارت شوطاً بعيداً في حقل الأعمال الصناعية، حتى جعلت مجموع الأمة يتغاضى عن الهنات “ولا نقول أكثر” التي تصدر عن فريق من أصحاب هذه الأعمال، لأن الأزدهار متى كان عاماً، يجعل المجموع يتسامح مع افراد يستثمرون هذا الأزدهار.
قلنا أن حلب اليوم تعد مدينة صناعية من طبقة عليا، ولهذا لم نستغرب اللقب الذي أطلقه خطباؤها على فخامة رئيس الجمهورية في هتافهم، وهو : “ليحيي الصناعي الأول” ومثل هذا اللقب جدير بأن يدخل إلى أعمال قلب الرئيس ويثلج صدره، لأنه يذكر الأمة بجهاده الصناعي كما ذكرها بجهاده السياسي، والحقلان واحد في نظر فخامته، فهو قد خصص يوماً كاملاً في تفقد كل محل له علاقة بالصناعة في حلب، فكان يقابل إينما دخل “كأبن كار” مع احترام الجميع لمقامه العالي، وكان احترام الجميع لمقامه العالي، وكان يباحث ويفحص وينصح ويشير، ويسأل عن الصغيرة والكبيرة.
ويقدر جهود كل صاحب محل، ويثني على إقدامه وينشطه ليثابر على تحسين عمله، وكانت ألوف العمال تنظر بدهشة واغتباط إلى هذا الرئيس الأول الذي يطوف فيما بينهم، ويسمعهم كلمات الثناء والعطف، ولهذا كانت الهتافات تصدر من أعماق قلوبهم وهم يحيون “الصناعي الأول”.
وحقيقة القول إن فخامة الرئيس كان موفقاً في جميع مواقفه مع كل الطبقات والفئات وتمكن من اجتذاب حب الناس، وإننا لنذكر كلمة قالها الأستاذ الصقال رئيس المؤسسة المسيحية المعروفة باسم “مشروع الكلمة” فإنه صرح أثناء خطابه الترحيبي بالرئيس بهذه العبارة: “ان الله وهبك نعمة اجتذاب القلوب حتى الذين لم يخالطوك ولا تعرفوا عليك – وأنا منهم – فكلهم يشعرون بأنك صرت قريباً إلى قلوبهم، ويمكن فخامتكم بعد هذه الرحلة أن تعيدوا كلمة يوليوس قيصر وهي: “حئت ونظرت وانتصرت..” وكم كان فخامة الرئيس حاضر الخاطر في جوابه على الخطيب عندما وصل إلى عبارة يوليوس قيصر قال: “نعم جئت ونظرت ولكن لا أقول انتصرت لأن انتصاري لا يكون الا بكم..” وهكذا ظهر الرئيس الأول أنه الخطيب والصناعي والسياسي وفقه الله وأتاح له جني ثمار ما غرسته رحلته هذه في قلوب الأمة).
انظر:
زيارات وجولات شكري القوتلي الخارجية
زيارات وجولات واستقبالات شكري القوتلي الداخلية