You dont have javascript enabled! Please enable it!
وثائق سوريا

من الأرشيف العثماني 1879- المقالة التي أوجبت إغلاق صحيفة “اعتدال” لعبد الرحمن الكواكبي

من الأرشيف العثماني الرسمي COA؛
المقالة التي أوجبت إغلاق صحيفة ” اعتدال”  “إعتدال” لمحررها عبد الرحمن الكواكبي، وهي من العدد السادس الصادر بتاريخ 10 رمضان 1296هـ/ 26 اغسطوس 1879م

نص المقال:

نقلت جريدتا مصر والجنة في شأن خير الدين باشا وخروجه من الصدارة عدة آراء من جرنالات [تقارير] أوربا فاستأثرنا نقلها عنهما، قالتا:

فقد جاء في التان [صحيفة عثمانية من اسطنبول] ما محصله.. قد انتهى الاضطراب السياسي في الاستانة باستعفاء خير الدين باشا واستبداله بعارفي باشا سفير الدولة السابق في باريس، فتبين من ذلك أن الجناب السلطاني يروم البقاء على الاستبداد، إذ لو كان راغبًا في الشورى لقبل لائحة خير الدين باشا ولم يحمله على الاستعفاء، فإن تلك الائحة إنما هي منطوية على الدستور الشوروي والقانون النيابي. ولقد ظهر لنا من مجمل هذه الأمور أن التركية لم تزل بعيدة عن المدينة وما برحت متهورة في مهاوي التأخر.

وقال في جريدة فرمدنبلت أن خير الدين باشا قد أراد بالدولة خيرًا ورام أن ينفذ فيها أحكام الشورى والحرية فعارضه الجناب السلطاني وحمله على اعتزال الخدمة، فدلنا بذلك على بعده عن الميل إلى رفع الدولة التركية لمقام الدولة المتمدنة الاوروبوية.

وجاء في الديبا ما مفاده .. ينبغي أن لا نبخس خير الدين باشا حقه فقد سقط عن منصة المنصب شريفا، فهو الآن مستحق لثنائنا كما استحق اللوم غير مرة بما كان يبدي من التضامن لأوامر القصر ( يريد البطانية السلطانية) وما كنا نلومه إلا اعتقادَا أنه يجب على من كان ذكيا نبيها مثله أن يبذل المجهود في إنقاذ السلطنة التي انتدب لخدمتها مما يحف بها من الأخطار، ولقد حاول ذلك فأخفق وكانت الحجة غالبة لأهل القصر، فصار خير الدين في جملة كبار الوطنيين المسلمين الذين حاولوا نشر لواء الحرية، ولعلنا نراه بعد حين منفيًا كما وقع ذلك من قبله لمدحت ورشدي وأمثالهما، إلا أن هذا الوزير يذهب إلى المنفى متأسيًا بكونه قد أحسن النهوض بخدمته وأبان للباب العالي مرة أخرى أن لا بد له من ترك السلطنة الاستبدادية أو تتجزأ البلاد وتتلاشى أحوالها.

فما عساه أن ينشأ عن هذا الانقلاب وأي أثر يكون له في البلاد العثمانية.. لا جرم انه سيحمل الدول على التداخل في أمورها فيكون هذا التداخل معجلًا للسقوط، إذ تخرج به الدول عن خطة الرفق والتؤدة وتبدي العنف والغلظة فتكره الباب [العالي] على إجراء ما تروم وإنفاذ ما تأمر، وتطلب إنكلترة لآسيا الصغرى واليًا عموميًا واستقلالا إداريا وتجعل الولاية عليها لنفس خير الدين، فيكون تداخل الدول السياسي وتجزئة القسم الآسيوي من موجبات إقلاع الدولة عن الحكم الاستبدادي.

وقال في الدالي [Daily] أن الانقلاب الوزاري في الاستانة قد زاد أحوال الدولة اختلالًا وأمورها إشكالًا فتعيّن على انكلترة أن تتداخل في أمرها بعزم أكيد لإجراء ما تقرر من أحكام الاصلاح في العهدة الانكليزية العثمانية. هذا ما اخترنا جمعه من آراء الجرائد المهمة في هذه المسألة مراعين في نقلة جانب الأدب وواجبات التابعية وحقوق الإخلاص.

قال في التيمس [Times] نقلًا عن مكاتبه بالاستانة بتاريخ 1 الجاري أن الحضرة السلطانية عينت لخير الدينا باشا راتبًا سنويًا قدره 36000 فرنك وأمرته بإبقاء دائرة بيته على ما كانت عليه في أيام صدارته ووعد خير الدين باشا بحضور المذاكرات الوزارية إذا مكنته صحته من ذلك. قال وقد أبلغتكم قبلا ملخص قرار العلماء، ومن ثم تزحزح عن وجهه القناع فأحدث في الشعب انذهالًا وغيظًا ليس بخفي على من لهم علائق مودة مع أكابر مشايخ المسلمين في الاستانة ان كثيرين من عقلائهم يعتبرون استئثار السلطان بمصالح الدولة أمر جديد مخالف لحقيقة روح السلام، وبعض الذين اشتركوا في المذاكرات الأخيرة صرحوا بذلك تكرارا، ولذلك كان ينتظر منهم عضد لائحة خير الدين باشا، أما مخالفتهم لها فالظاهر أنها نشأت عمّا للحضرة السلطانية من السطوة الشخصية عليهم، وعن فحوى اللائحة المذكورة والهيئة التي جعلت لها وعن مسلك خير الدين باشا نفسه لأن العلماء الذين اجتمعوا للمشاورة علموا أن الحضرة الشاهانية راغبة في التخلص من صدر متكبر غير موافق لها ووجدوا في الاصلاحات التي كان يطلب الموافقة السنيةفيها ما تكرهه أنفسهم.

وفي أخبار شركة روتان دوالي انكلترا وفرنسا ألحّتا على الباب العالي بإجراء الاصلاحات التي وعدا بإنفاذها في القسم الآسيوي من السلطنة، فطلبت إليهما أن نتخبا المأمورين الذين تروم أن تعينهم للتفتيش في المالية والأحكام وتنظيم الجندرمة. وأن خير الدين باشا لم يقبل الراتب الذي عيّن له ويقال انه ربما يحدث تغيير في الوزارة، فتوجه الصدارة العظمى إلى صفوت باشا ونظارة الخارجية إلى عارفي باشا ورئاسة ديوان الشورى إلى خير الدين باشا ونظارة المالية إلى صادق باشا ونظارة البحرية إلى محمود نديم باشا ونظارة النافعة إلى سرور باشا.

انتهى كلام مصر والجنة. فلينظر إلى مقاصد أوروبا ولسان جرائدها بحثنا. نسئل الله الانصاف لها والانتباه لنا!


انظر:

من الأرشيف العثماني 1913- حقوق إمتياز التنقيب عن النفط في حوران

من الأرشيف العثماني 1913- إعدادية إناث حلب

من الأرشيف العثماني 1896- إقامة مراسم تكريم للمتفوقين في ثانوية حماة

من الأرشيف العثماني 1895- لوحة بقلم سعد الدين بك معلم الرسم في ثانوية حماة

من الأرشيف العثماني 1910 – خرّيجو قسم الصيدلة في المدرسة الطبية بدمشق

من الأرشيف العثماني 1902- الكادر التعليمي لمكتب عنبر بدمشق

من الأرشيف العثماني 1909- أعيان وعلماء حلب يعترضون على مسرحية أقيمت في المدينة

من الأرشيف العثماني 1916- تعميم بخصوص مشفى الوطن العسكري بدمشق

من الأرشيف العثماني 1900- المدرسة المهنية للإناث في دمشق

انظر ايضاً:

وثائق سورية في أواخر العهد العثماني

المصدر
الأرشيف العثماني COA, İ.DH.793/64342



 أحداث التاريخ السوري بحسب السنوات


سورية 1900 سورية 1901 سورية 1902 سورية 1903 سورية 1904
سورية 1905 سورية 1906 سورية 1907 سورية 1908 سورية 1909
سورية 1910 سورية 1911 سورية 1912 سورية 1913 سورية 1914
سورية 1915 سورية 1916 سورية 1917 سورية 1918 سورية 1919
سورية 1920 سورية 1921 سورية 1922 سورية 1923 سورية 1924
سورية 1925 سورية 1926 سورية 1927 سورية 1928 سورية 1929
سورية 1930 سورية 1931 سورية 1932 سورية 1933 سورية 1934
سورية 1935 سورية 1936 سورية 1937 سورية 1938 سورية 1939
سورية 1940 سورية 1941 سورية 1942 سورية 1943 سورية 1944
سورية 1945 سورية 1946 سورية 1947 سورية 1948 سورية 1949
سورية 1950 سورية 1951 سورية 1952 سورية 1953 سورية 1954
سورية 1955 سورية 1956 سورية 1957 سورية 1958 سورية 1959
سورية 1960 سورية 1961 سورية 1962 سورية 1963 سورية 1964
سورية 1965 سورية 1966 سورية 1967 سورية 1968 سورية 1969
سورية 1970 سورية 1971 سورية 1972 سورية 1973 سورية 1974
سورية 1975 سورية 1976 سورية 1977 سورية 1978 سورية 1979
سورية 1980 سورية 1981 سورية 1982 سورية 1983 سورية 1984
سورية 1985 سورية 1986 سورية 1987 سورية 1988 سورية 1989
سورية 1990 سورية 1991 سورية 1992 سورية 1993 سورية 1994
سورية 1995 سورية 1996 سورية 1997 سورية 1998 سورية 1999
سورية2000

فارس الأتاسي

بكالوريوس في الهندسة المعمارية، باحث وكاتب في التاريخ السوري بالحقبة العثمانية fares.atasizade@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى