من الصحافة
صحيفة 1931- دفاع إيران عن سورية في مجلس عصبة الأمم 1931م
في جلسة مجلس عصبة الأمم الذي عقد في أيلول عام 1931 ذكر مندوب إنكلترا ما قررته دولته من إلغاء انتدابها على العراق وطلب إلحاقها بالعصبة.
وكان موقف ممثلي فرنسا وإيطاليا هو وضع التحفظات والإشتراطات أمام هذا القرار الذي لجأت إليه إنكلترا مضطرة، وقد واجه المندوب الإيراني في مجلس العصبة الموقف الفرنسي.
صحيفة الجامعة العربية نشرت في عددها الصادر في يوم الأربعاء السادس عشر من أيلول عام 1931 خبراً عن تفاصيل ما جرى في مجلس العصبة نقلاً عن صحيفة “شفق سرخ”.
عنوان الخبر:
دفاع إيران عن سوريا والعراق في مجلس عصبة الأمم عام 1931م
نص الخبر:
(نشرت جريدة “شفق سرخ” التي تصدر في طهران مقالاً افتتاحياً ضمنته وقائع إحدى جلسات مجلس جمعية الأمم، وهي التي دار فيها البحث حول اقتراح إدخال العراق وسوريا عضوين في مجلس الجمعية، جاء فيها:
“كانت جلسة خطيرة تلك التي طرحت فيها أمام عصبة الأمم أقوال المندوبين الإنكليز والفرنسيين عن العراق وسوريا.
وقد ظهرت من خلالها كيف ينتصر الشرقي لأخيه الشرقي، وكيف يمكن الإستفادة من وجود ممثلين لأمم الشرق في هذه المؤسسة الدولية يرفعون أصواتهم بالحق أمام الضمير الدولي ولا يعدمون من بين ممثلي الأمم المحايدة البعيدة عن الإستعمار من يقررون أن الحق معهم وأنهم يدافعون عن قضايا عادلة ولا سبيل إلى إستقرار السلم في العالم واستتباب الأمور في الدنيا إلا إذا حلت على وجه مرض.
تقدم مندوب إنكلترا فذكر ما قررته دولته من إلغاء انتدابها على العراق وطلب إلحاقها بالعصبة، إلا مضطرة أمام مشيئة الشعب العراقي الذي أخذ على نفسه عهد الكفاح في سبيل حرية بلاده وإرغام البريطانيين على الإعتراف.
فما كان من ممثلي فرنسا وإيطاليا إلا أن وقفا يضعان التحفظات والإشتراطات أمام هذا القرار الذي لجأت إليه إنكلترا مضطرة.
وبعبارة أخرى قاما يضعان القيود أمام الحرية العراقية ويشيران إلى ما اصطلح عليه من أن الدول التي ترفع عنها الوصاية الانتدابية يجب أن تكون مستوفية شروط القدرة الذاتية على الدفاع عن نفسها.
وهنا دوى في قاعة العصبة صوت شرقي جهير، هو صوت المندوب الإيراني يقول ما معناه: “كيف يوضع هذا الشرط الدقيق للحرية العراقية وبين الدول المندمجة في العصبة الآن دول غير مستوفية هذا الشرط”.
وقد كان هذا القول قائماً على الصراحة المطلقة، بعيداً عن المداراة والرياء السياسي متجرداً إلا من الحق والصدق، فإن بلجيكا وكوبا وغيرهما من البلاد المندمجة في العصبة تقف موقفاً عسكرياً لا يمكن وصفه بالكفاية.
ولذلك فقد اضطرب له مندوبو الغرب اضطراباً شديداً. وقام السير روبرت سيسل يقول (أنه لا ينبغي تفسير هذا الشرط أيضاً من قدرة الدولة على الإنفاق على نفسها أمر لا يمكن تحقيقه بالدقة في هذه الظروف”.
وهنا لم يسع مجلس العصبة إلا أن يبتسم وإلا أن يتذكر أعضاؤه أن بريطانيا العظمى بجلال قدرها وعظيم شأنها أصبحت في المدة الأخيرة تحتاج في توازن ميزانيتها إلى مساعدات أميركية وفرنسية!
على أن معارضة مندوبي فرنسا وإيطاليا في الموقف الجديد للعراق لم تمنع ما كان متوقعاً قبل ذلك وهو إعراب فرنسا عن رغبتها إلى العصبة في تعديل موقفها في سوريا بإلغاء الانتداب قريباً.
وهكذا يأبى الشرف إلا أن يحرز انتصارين في هذه الجلسة، وإلا أن يسجل على الغرب اعترافه بأن ما يأخذه على بعض الأمم الشرقية من وجوه القصور العسكري والمالي له نظائر كثيرة ومشابهات عديدة بين كثير من الأمم الغربية.
وهكذا تسنح الفرصة للتنويه بأن هذا التسجيل لم يكن ليحدث لولا أن هناك دولة شرقية، هي إيران، ممثلة في العصبة وأن ممثلها قاد المناقشة إلى هذا الإعتراف الخطير).