You dont have javascript enabled! Please enable it!
عام

التراث اللامادي في إدلب

التراث اللامادي في إدلب


العادات والتقاليد في محافظة إدلب:

الوفاة والعزاء:

ولم تمضِ سوى أسابيع قليلة حتى تصيب حمى المرض الحاجة زلوخ أم أحمد، وفي إحدى ليالي الصيف الحارقة.

أم أحمد : يابنتي ياأسوم، يابنتي يا أم خالد وينك تعالي.

أسوم: يللّه جاي يامرة عمّي سامعتك جاي.

وتحضر أسوم، اشبكْ يامرة عمّي خير إن شاء الله؟

الحاجة زلوخ: يابنتي حلقي جاف، وأشعر بنار تحترق داخلي وتصعد إلى رأسي.

أسوم: يامرة عمّي بفيّق أحمد يجبلك الحكيم حلمي؟

الحاجة زلوخ: لايابنتي لايا أم خالد ما بدّي حكم،وأشو بدّو يساوي الحكيم، لكن أعطيني شويّة ميْ باردة من الجب لأشرب والله عطْشاني كتير، وشيعرا أنّو الأجلْ قرّبْ.

أسوم: لايامرة عمّي،وحْدي الله،بعد عمر طويل إن شاء الله.

تشرب الحاجة زلوخ الماء وتحمد الله، خدي ياأم خالد الشّربة من إيدي،الله يعطيك العافية, بسْ تفقّدني كل ماسنحتلكْ الفرصة يمكن تكون هذه آخر ليلة إلي بينكم، هيكي حيسه يابنتي.

أسوم:بعد عمرٍ طويل يامرة عمّي, وحْدي الله، وشيلي هلوسواس من راسك، أشو ها لحكي! وتخرج من عندها وهي تقول لاحول ولاقوّة إلا بالله.

أحمد: مابك ياأسوم تتحدثين لوحدك هلْ أصابك المس.

أسوم: والله ياأبا خالد ماذا أقول لك؟!

أحمد: قولي لقد أخفتني …مالأمر.!

أسوم: أمك حرارتها مرتفعة ،وطلبت مني الماء وسقيتها ووضعها لا يعجبني.

أحمد: وكّلي الله … كل من بترتفع حرارته يعني أنّه سيموت.

وخلد كلّ من أحمد وأسوم للنوم، ولم يمضِ من الليل إلا قليلة حتى استيقظت أسوم من نومها لتتفقد مرت عمها.

أسوم :مرة عمّي… مرة عمّي كيف حالك الأن؟

وهي تقترب شيئاً فشياً من فراشها… يا إلهي لم تجبني، وجلست إلى جوارها ومدّت يدها على وجهها وهي تلامس جبينها مرة عمّي… ياإلهي إن جبينها بارد، وهي هامدة لاحراك لها.

عندها تذكرت كلمات مرة عمها الأخيرة… ،فصرخت بأعلى صوتها ياإلهي أتكون ماتت حقاً؟! لك أحمد،أبو خالد… لك،يا خالد… تعالوا شوفو مرة عمّي أشو صايرلها؟!

وعندما استيقظ الجميع على صراخ أسوم، قالو بصوت واحد: لاحول ولاقوّة إلا بالله… لاحول ولا قوّة إلا بالله.

أحمد: الحمد لله يارب أنني لم أعصِها يوماً، وانني نفّذت رغبتها بأن أخذتها إلى الحج.

وكاد الفجر يبزغ بنوره، وبدأ المؤذنون تراتيل قبل الآذان يطلقون الواحد تلو الأخر.

أحمد: يا ابني ياخالد،اركب الفرس, وانطلق إلى كل جوامع إدلب؛ لتؤذّن لستّك زلوّخ معلناً عن تشيع جنازتها بعد صلاة الظهر من جامع الشيخ خليل.

خالد: حاضر يا أبي سألحق بجميع المؤذنين إن شاء الله قبل إقامة صلاة الفجر،وانطلق أولاً إلى جامع الشيخ خليل, ثم جامع المبلط, ثم بقية الجوامع, الأقرب, فالأقرب على التوالي للإعلان عن وفاتها. أعلن مؤذّن جامع الشيخ خليل بعد أذان الفجرذلك على النحو التالي:

( ياحيّ ياقيّوم،يابديع السموات والأرض،يامالك الملك ياذا الجلال والإكرام، ياأرحم الراحمين ارحمنا، وعافينا وعفو عنا ياكريم، وصرف البلاء عنا بجاه سيدنا محمد (ص)،سبحان من قهر عباده بالموت، سبحان الحيّ الذي لايموت، ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، إنا لله وإنا إليه راجعون، ياإخوان إختكن بالله، المرحومة الحاجة زلوخ الحفيان زوجة المرحوم خالد الخرفان أم أحمد، قد انتقلت من هذه الدار الفانية إلى الدار الأخرة الباقية، تشيع الجنازة بعد صلاة الظهر من جامع الشيخ خليل، إلى روح النبي المصطفى وروحها وإلى أرواح المسلمين الفاتحة).

يعود خالد بعد أن أبلغ جوامع المدينة. ياب لقد أبلغت كافة مؤذني الجوامع ماذا تريدني أن أفعل الآن؟

أحمد:يابني روح لعند المغسلي أم حمدو, وقلها أنّو تجيب الذهبة، معها،بعد ها روح لعند إبن عمك فيصل, وقلّو يشتري المونسة، وينصب الخيمة عند القبر, ويأمّن قرّاء القرآن، وبعدها روح إلى السوق واشتري تنكتين حلاوة, وكيس ملح, وبتطالع من العنبر من عنّا تنكتين زيت, وبتوزّعهم على الفقرا، وأنا رايح لدار حفار القبور أبو صطيف مشان حفر قبر ستك ، عرفت أشو بدّك تساوي يا ابني.؟

خالد:عرفت بالتفصيل ياياب خاطرك.

وتأتي المغسلة أم حمدو، لتغسّل المتوفاة, وتلبسها ثوباً، أبيض،كانت المتوفاة قد جهزته قبل وفاتها، ثم تكفّن بعد ذلك ويجتمع أقرباء, وأهل وأصدقاء المتوفى؛ لتحمل الجنازة إلى جامع الشيخ خليل، ليصلي الجميع صلاة الظهر, ثم يطلب الشيخ من خالد حمل الجنازة؛ ليصلّى عليها من قبل المصلّين جميعاً, ومن ثم حملها على أكتاف المشيّعين إلى المقبرة القريبة لتدفن, ويوارى ثراها مع قراءة الشيخ بعض الآيات الكريمة، ومن ثم الدعاء للمتوفى، وبعدها تبدأ التعازي في المقبرة مباشرة ولتستمر في منزل المتوفى ولمدة ثلاثة أيام، حيث يقف أقرباء المتوفى على صف واحد لقبول التعازي.

ينادي أبو فيصل كبير العائلة على أحمد ولد المتوفاة وبعض أقربائه للوقوف بجواره؛ لتلقي التعازي.

وبدأ المشيعون بالمرور أمامهم فرداً فرداً مرددين الكلمات ذاتها… عظّم الله أجركم… رحم الله ميتكم… وتكون الإجابة دائماً من أهل المتوفى وأجركم عظيم… وأجركم عظيم.

وفي المساء يقف الشباب صغار السنّ من أقرباء المتوفى على باب دار المتوفى؛ لتلقّي التعازي, والترحيب بالقادمين، ويبقى وجهاء العائلة, وكبار السنّ في داخل الدار, لتلقّي التعازي, وحضور المقرية مع الحضور والمعزين, وتستمر التعازي هذه, والمقرية ثلاث أيام, حيث تنتهي بعد التيلت أي مساء اليوم الثالث للدفن, حيث تنتهي التعازي, وقراءة القرآن تطبيقاً للحديث الشريف أنه لاحزن فوق ثلاث.


عبد الحميد مشلح: عيد الفطر في إدلب

المراجع والهوامش:

(1). عبد الحميد مشلح، العادات والتقاليد في ادلب



 أحداث التاريخ السوري بحسب السنوات


سورية 1900 سورية 1901 سورية 1902 سورية 1903 سورية 1904
سورية 1905 سورية 1906 سورية 1907 سورية 1908 سورية 1909
سورية 1910 سورية 1911 سورية 1912 سورية 1913 سورية 1914
سورية 1915 سورية 1916 سورية 1917 سورية 1918 سورية 1919
سورية 1920 سورية 1921 سورية 1922 سورية 1923 سورية 1924
سورية 1925 سورية 1926 سورية 1927 سورية 1928 سورية 1929
سورية 1930 سورية 1931 سورية 1932 سورية 1933 سورية 1934
سورية 1935 سورية 1936 سورية 1937 سورية 1938 سورية 1939
سورية 1940 سورية 1941 سورية 1942 سورية 1943 سورية 1944
سورية 1945 سورية 1946 سورية 1947 سورية 1948 سورية 1949
سورية 1950 سورية 1951 سورية 1952 سورية 1953 سورية 1954
سورية 1955 سورية 1956 سورية 1957 سورية 1958 سورية 1959
سورية 1960 سورية 1961 سورية 1962 سورية 1963 سورية 1964
سورية 1965 سورية 1966 سورية 1967 سورية 1968 سورية 1969
سورية 1970 سورية 1971 سورية 1972 سورية 1973 سورية 1974
سورية 1975 سورية 1976 سورية 1977 سورية 1978 سورية 1979
سورية 1980 سورية 1981 سورية 1982 سورية 1983 سورية 1984
سورية 1985 سورية 1986 سورية 1987 سورية 1988 سورية 1989
سورية 1990 سورية 1991 سورية 1992 سورية 1993 سورية 1994
سورية 1995 سورية 1996 سورية 1997 سورية 1998 سورية 1999
سورية2000

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى