من الصحافة
صحيفة 1931 – مطالب حركة الانفصال في جبل الدروز
في شهر تشرين الأول اجتمع المجلس الاستشاري الذي شكله حاكم جبل الدروز الجنرال غرانكور والذي لم يكن يتجاوز عدد أعضائه أكثر من 10 أعضاء، وقرر تأييد استقلال جبل الدروز عن سورية.
شكلت تلك المساعي الانفصالية في جبل الدروز والتي أقرها ما يسمى بـ مجلس نوابه بالإجماع شكلت الكثير من ردود الأفعال، فأقبل قسم من السكان على تأييدها وتوقيع مضابط تدعو للإنفصال واستقلال الجبل عن سورية، فيما ندتت شريحة أخرى من الجبل بتلك المحاولة، ورفضت تلك المساعي الانفصالية.
جرت هذه الحادثة أثناء غياب سلطان باشا الأطرش ورفاقه عن الجبل ونفيهم إلى خارجه.
ضمن تلك المساعي الرافضة للانفصال أرسلت مجموعة من المجاهدين الذين تم نفيهم إلى خارج المحافظة كتاباً إلى صحيفة ألف باء باسم مجاهدي الصحراء،وحمل توقيع يوسف العيسمي، وكذلك أصدر سلطان الأطرش من منفاه في وادي السرحان بياناً استنكر واحتج على هذه الدعوات التي قال أنها صدرت من فريق في الجبل لا يمثل إلا نفسه.
صحيفة فلسطين الصادرة في يافا نشرت خبراً عن ما سمي بـ حركة الانفصال في جبل الدروز في العدد الصادر الرابع والعشرين من تشرين الأول عام 1931م،
عنوان الخبر:
حركة الانفصال في جبل الدروز
مطالب طلاب الانفصال من فرنسا
نص الخبر:
فلسطين 24 تشرين الأول 1931
لا يزال موضوع السياسة في جبل الدروز يزداد غلواً ونشاطاً ولا تزال إجتماعات القوم وأحاديثهم لا تخرج عن دائرة الإنقلاب الجديد وما قيل فيه ويقال عنه.
فالاستقاليون أو بالأحرى الانفصاليون الذين يطلبون استقلال الجبل وفصله عن سوريا والذين هم- كما جاء في جريدة “اليوم” السواد الأعظم في الجيل قد جاهروا بطلبهم هذا وانقادت البلاد إليهم طوعاً أو كرهاً واصبحوا ينادون بالإنفصال سراً وعلناً والمطالبة باستقلال الجبل الطبيعي واستكمال شروطه.
وقد كنا ذكرنا أن القوم قرروا عقد إجتماعات في السويداء، وشهبنا وصلخد للبحث في ما ذكر وعما إذا كان في البلاد أحزاب معارضة وهيئات تقاوم هذه الفكرة، وقد عقدت الإجتماعات هذا الأسبوع وأيد أهل الأقضية الثلاثة الانفصال عن سوريا والبقاء تحت لواء “الاستقلال”.
وقد طلب زعماء هذه الحركة بلسان عبد الغفار باشا الأطرش، من السلطة النتدبة عن طريق الجنرال كليمان غرانكور حاكم الجبل، عدة مطالب مقابل إنجاح هذه الحركة وهي:
1- إعادة القرى الأربع التي انسلخت عن حكومة الجبل وانضمت إلى سوريا وهي جمرين وسميح والسماقيات وتيسيا إذ أن في هذه القرى لسكان الجبل أراضي.
2- أن تصان حدود الجبل الجنوبية التي يشاع عن المستر كلوب أنه يبغي فصل قسم منها وأنه يجب أن يظل الجبل بحدوده الطبيعية وأراضيه المعلومة لا يتجزأ شيء منه وأنه إذا تحققت هذه الفكرة ففيها قضاء محتم على الجبل وأراضيه.
3- أن يؤسس في الجبل جامعة كبيرة يتلقى فيها تلاميذ الجبل علومهم الكافية فيستغنوا عن سفرهم إلى خارج الجبل.
وفي اجتماع صلخد : تحدث عبد الغفار باشا الأطرش إلى المستشار الأفرنسي فقال: “إن الدروز يقابلون الشيء بمثله من خير وشر وليسوا بعاجزين عن طلب حقوقهم المشروعة إذا اقتضى الأمر فأنتم مادتم أوفياء للبلاد، ومخلصين، فنحن ننزل طوعاً لكم عما تطلبونه من حقوق مشروعة.
ويبنى الانفصاليون سياستهم الجديدة على أنه من الضروري إتباع سياسة إيجابية على أنه من الضروري إتباع سياسة إيجابية ترتكز على أساس التفاهم النزيه ونبذ السياسة القديمة التي نهجت عليها الأحزاب المتطرفة، والتي اعتبرها بعض قادة الرأي هناك مضرة بكيان البلاد واستقلالها.