وثائق سوريا
بيان المفوضية الفرنسية حول زيارة الملك علي إلى سورية عام 1931
أشيع في سورية أن الملك علي بن الحسين سوف يزور دمشق قادماً من عمان وأنه سوف يزور بعد ذلك بيروت ويقابل المندوب السامي الفرنسي المسيو بونسو.
وما كاد ينتشر هذا الخبر حتى كثرت الإشاعات حول هذه الزيارة وراح الكثيرون يعلقون أهمية كبرى على هذه الزيارة، وقال بعضهم أن لها علاقة بالقضية السورية، وقال آخرون بل أنها تتعلق بإتفاقية جر النفط من الموصل إلى ميناء سوري.
وقال غيرهم أن مقابلة الملك علي للمندوب السامي لا مغزى لها سوى شكر السلطة الفرنسية على ما قامت به من الحفاوة التي أحيط بها الملك حسين أثناء مروره بدرعا قاصداً إلى عمان.
وقد صرح أحد أعضاء الحزب الملكي في دمشق بأن الزيارة مؤكدة وليست إشاعة، وأن الملك علي سوف يذهب إلى بيروت دون أن يتوقف في دمشق وأنه لا يستعبد أن تكون للمفوضية العليا في بيروت.
وكانت قد راجت في سورية أحاديث عن الجمهورية والملكية، وأن سورية مقبلة على تعديل يتناول الدستور السوري واستبدال النظام الجمهوري بالنظام الملكي، وأن وزارة الخارجية الفرنسية والمندوب السامي الفرنسي يريان أنه لا تهدئة في سورية إلا إذا تولى الأمر فيها ملك، وأن النظام الجمهوري مدعاة للقلق الدائم عند كل مرة يتم اختيار فيها رئيس جمهورية أو عندما تنتهي مدة ولايته.
كما تناقل الأهالي روايات تفيد بأن المستشرق الفرنسي المسيو ماسينيون، قد أعلن في أحد مجالسه أثناء وجوده في دمشق بأنه لا بد لسورية من النظام الملكي وأن صاحب العرش سيكون جلالة الملك علي، وذكروا أن الملك فيصل تحدث إلى وزارة الخارجية الفرنسية أثناء رحلته الأخيرة إلى أوربا حول تولي شقيقه الملك علي على العرش في سورية وأن المسيو ماسينيون موفد من قبل وزارة الخارجية الفرنسية إلى العراق لإتمام المفاوضات مع الملك فيصل حول ذلك.
وسط هذه الأنباء والإشاعات أصدرت المفوضية الفرنسية العليا في بيروت بياناً حول زيارة الملك علي لسورية في الثاني عشر من كانون الثاني عام 1931م، نفت فيه هذه الروايات وأكدت ان الزيارة جرت بصفة شخصية.
نص البيان:
(وصل جلالة الملك علي إلى درعا في 11 كانون الثاني عند الساعة الحادية عشرة آتياً من عمان في طريقه إلى بغداد، ثم تابع سفره إلى دمشق فبيروت فوصل إلى هذه المدينة عند الساعة الخامسة والنصف مساء وتناول طعام العشاء على مائدة فخامة المفوض السامي.
أن لسفرة الملك علي صفة شخصية محضة، وأنه سيذهب في 12 الجاري بعد الظهر إلى دمشق حيث ينضم إلى القفل الذي يترك هذه المدينة في 13 الجاري قاصداً بغداد)(1).
(1) صحيفة فلسطين – يافا، العدد 248 – 1628 الصادر يوم الأحد في الحادي عشر من كانون الثاني عام 1931م.
الجامعة العربية – القدس، العدد 510 الصادر في يوم الجمعة السادس عشر من كانون الثاني عام 1931م.