مقالات
حمصي الحمادة: التقويم الرقي .. سنة الوحدة – سنين محل عبد الناصر 1958
حمصي الحمادة: التقويم الرقي .. سنة الوحدة – سنين محل عبد الناصر 1958م
أولا : سنة الوحدة
تم الإعلان يوم 22 شباط 1958م رسمياً عن قيام الوحدة بين مصر وسوريا تحت مسمى (الجمهورية العربية المتحدة) .
وفي شهر نيسان من نفس العام تم اعتماد علم الجمهورية العربية المتحدة. وحملت سوريا اسم الإقليم الشمالي وسمي جيشها الجيش الأول، وحملت مصر اسم الإقليم الجنوبي وسمي جيشها الجيش الثاني وتم انتخاب الرئيس جمال عبد الناصر رئيسا للجمهورية العربية المتحدة بعد تنازل الرئيس شكري القوتلي عن الرئاسة في سوريا، ومنح لقب تشريفي المواطن العربي الأول.
وللحقيقة والتاريخ كان اقبال الشعب السوري على الاستفتاء بشان الوحدة منقطع النظير وبشكل صادق وعفوي. وبعد الإعلان عن قيام الوحدة عمت الفرحة أنحاء سوريا، وقامت المسيرات والاحتفالات في كافة أنحاء سوريا وفي جميع المدن.
ولم تتخلف الرقة كعادتها عن المشاركة بجميع المناسبات القومية والوطنية فبعد إعلان قيام الوحدة بين مصر وسوريا ، احتفلت الرقة كجميع المدن والبلدات السورية بهذه المناسبة.
وأقيم بهذه المناسبة ، سرادق كبير في ساحة سرايا الحكومة ( متحف الرقة حاليا ) زين بأعلام الاستقلال (علم الوحدة رفع بشكل رسمي في الاول من نيسان عام 1958 م ) ، وكذلك بالأعمدة المزينة بأغصان الأشجار ، ووضعت فيه كراس للحضور من المسؤولين الرسميين وموظفي الدولة وشيوخ القبائل ووجهاء المدينة والفعاليات السياسية والاجتماعية والاقتصادية .
وكانت اللجنة التنظيمية للاحتفال مشكلة من :
قائم مقام الرقة رئيساً
الأستاذ المحامي (إسماعيل الحمود ) القيادي البارز في حزب البعث العربي الاشتراكي بالرقة .
الوجيه الرقي ( محمد.آغا بن حج إبراهيم الكعكه جي ) رجل المناسبات الاجتماعية وداعم الحركة الرياضية بالرقة .
الأستاذ ( عبد.الرحمن الكياص ) أمين سر بلدية الرقة ، والقائم بمهام رئيس البلدية ( القائم مقام حينذاك كان هو رئيس البلدية الرسمي ) .
الأستاذ ( محمد الراكان ) مدير ثانوية الرشيد ،
قائد الشرطة ومعاونه .
واستمرت الوحدة قائمة حتى تاريخ 28 أيلول 1961 م حيث قام الجيش السوري بانقلاب عسكري فصم عرى الوحدة وتم إطلاق اسم (.الجمهورية العربية السورية ) وإعادة علم الاستقلال بدلا من علم الجمهورية العربية المتحدة .
ثانيا : سنين محل عبد الناصر
حل القحط في سوريا خلال سني الوحدة وقل هطول الأمطار ، وعاش الناس في ضيق شديد ، وبدأنا نشاهد الكثير من المتسولين يجوبون الشوارع ، وأرسلت أمريكا مساعدات أكياس من الطحين عليها كفان متصافحان أحدهما يحمل العلم الأمريكي والثاني علم الجمهورية العربية المتحدة وكتب على الكيس هدية من الشعب الأمريكي ، وكنت حينها موظفا بالوكالة في مديرية مواصلات الرقة التي كان يراسها ضابط مصري وتم توزيع المعونة بمعدل كيس لكل عامل وموظف وحصلت على كيس منها ، واللطيف أن المساعدات الأمريكية توزع على الناس والرئيس جمال عبد الناصر يهاجم الولايات المتحدة الأمريكية.
والوجدان الشعبي أرجع هذا القحط إلى سياسة الرئيس عبد الناصر عندما قام بتأميم المعامل والمصانع والشركات الخاصة دون تعويض ، كما قام بتطبيق قانون الإصلاح الزراعي . وأرجع الوجدان الشعبي في سورية سبب القحط إلى هذه الخطوات التي عتبرها ظلما . فانتقم الله من الرئيس عبد الناصر بهذه السنين العجاف ؟؟؟!!!
ومن الممكن أن يكون تفسير آخر للتسمية وهي أن سنين المحل حدثت في فترة حكم الرئيس عبد الناصر فنسبت إليه فقيل ( سنين محل عبد الناصر).
فأطلقوا على سني الوحدة (سنين محل عبد الناصر) وكان القحط هذا من الأسباب الداخلية والخارجية العديدة التي أدت لفشل أول وحدة عربية .