من الأرشيف العثماني 1903- عريضة الأعيان والعلماء لإعادة تأهيل بناء ثانوية حماة

 من الأرشيف العثماني الرسمي COA؛

عريضة الأعيان والعلماء لإعادة تأهيل بناء ثانوية حماة

عريضة علماء وأعيان حماة لإعادة تأهيل المكتب الإعدادي بحماة (المدرسة الثانوية) عام 1903م، بعد الخراب الحاصل في المبنى الرئيسي الواقع على ضفاف نهر العاصي، وعدم ملائمة المبنى المؤقت (دار أولاد سعدي الكيلاني) لصحة الطلاب وسلامتهم.

يُذكر أن المبنى الرئيسي تعرض لهدم جزئي نتيجة فيضان نهر العاصي عام 1906م.

نص العريضة [أُرسلت نسخة منها إلى نظارة المعارف] :

لجانب معالي ملجأ ولايت سورية الجليلة

دولتلو افندم حضرتلرى [حضرة سيدي صاحب الدولة]:

نعرض بما انه بظل الحضرت السلطانية قد صار من مدة مديدة افتتاح المكتب الإعدادي (يعادل الثانوي) بلواء حماة، وطفقت الأهالي ترسل أطفالها إليه لتحصيل العلوم والمعارف داعين لولي النعم شاكرين ما له في رقابهم من الأفضال والكرم.

ثم انه من نحو ستة أو سبعة سنين أشرف المكتب المذكور على حالة مخطرة يخشى فيها سقوطه وهلةً على من فيه فينشأ عن ذلك تلفيات كثيرة وإضرارات وفيرة.

وبعد إعراض الكيفية لجانب الحكومة السنية صدرت أوامرها بتركه واستئجار مكان غيره ونقل المكتب إليه أو إجراء التدريسات مؤقتًا فيه بينما يتم أمر تعميره، فبعد التحري على مكان مناسب يصلح أن يكون مكتبًا بحقٍ لم يوجد ذلك، بل ما يوجد مناسبًا من جهة الموقع لا يستوعب المكتب المذكور، والذي يمكن أن يستوعبه لا يناسب صحةً وموقعًا على أنه لم يوجد مكان يستوعبه تمامًا بل مع تحمل مشقات المضايقة في المحلات التي تتخذ درسخانات (صفوف دراسية) وعدم أو ضيق الفسحة اللازمة لتنفس الطلبة وغير ذلك.

ثم صار استئجار دار أولاد سعدي افندي الكيلاني للضرورة الملجئة وهي أيضا وإن كانت غير قابلة أن تكون مكتبًا لكنها أولًا هي أحسن المحلات الموجودة وأكبرها وثانيًا الأمل بسرعة إتمام تعمير المكتب المشرف على السقوط صبّر كثيرين من الأهالي وأرضاهم بإبقاء أولادهم معللين أنفسهم بقرب نقله إلى محله السابق بعد إتمام تعميره هذا.

والىن قد مضى نحو ستة أو سبعة سنين ولم يشرع بتعميره ولا بإنشاء مكتب سواه مع أن الدار المستأجرة موقتًا التي بها المكتب الىن هي غير موافقة لوجوه عديدة؛ منها انها مضرة بالصحة نظرًا لرطوبتها الزائدة الحاصلة من كثرة المياه وعدم انضباط مجاريها فهي دايمًا تترشح على أطفالنا وتورثهم أمراضًا لا تحصَ، ومنها انخفاضها عن سطح الأرض المستوي بدرجة تمنع سريان الهواء ومروره وتجدده مما يضر بالصحة أيضًا، ومنها الظلمة الشديدة في أماكنها مما يضر بالصحة وبالأخص بالبصر أيضًا، ومنها ضيقها بدرجة زائدة بحيث يتضايق الطلبة فيها وغير ذلك، ومنها عدم وجود محل للتفسح في أوقات الفرص للطلبة بل هم الآن يتنفسون بصحن الدار المذكورة على ما هو عليه من الضيق، فيلزم من ذلك بقاؤهم في حر الشمس صيفًا وتحت سيلان المطر شتاء، إلى غير ذلك من الأسباب الغير الجائزة صحةً ومصلحةً مما منع أكثر الأهالي عن إرسال أطفالهم للاستفادة والتحصيل خوفًا وحرصًا على صحتهم فنسترحم أن تحسن صدور أمركم الكريم باتخاذ ما يلزم اتخاذه من المساعدة بخصوص بناء المكتب القديم المشرف على السقوط أو بناء غيره بأقرب وقت، وإن لم يمكن ذلك فنسترحم تعطيل المكتب المذكور بالكلية حيث أن المحل الذي هو فيه الآن مع كونه أوسع المحلات الموجودة بحماة وأنسبها؛ فيه ما فيه مما تقدم عرضه وبيانه تفصيلًا، فلا يجوز إبقاء المكتب المذكور فيه، بل إذا عطّل بالكلية نعلم أنه ليس عندنا مكتب، فيتشبث الأغنياء من الأهالي بإرسال أولادهم إلى محلات أخر كالشام وغيرها لأجل التحصيل، ويقعد العجز بالفقراء والمساكين عن تعليم أطفالهم بالكلية لعدم قدرتهم على إرسالهم إلى محلات أخر، فيبقوا في ظلمات الجهالة.

إلا أن مراحم دولتنا العلية وحبها الصميمي لنشر لواء العلوم والمعارف ورغبتها الزايدة في تعميمها تأبى غير تسهيل طرق الترقي والنجاح. وحيث منّت علينا بافتتاح المكتب المذكور وأذاقتنا حلاوة التحصيل فلا يمكن أن تعرض وتمتنع عن إتمام إحساناتها بتعمير المكتب المذكور أو إنشاء مكتب سواه، على أن واردات المعارف من لوائنا مقدار وافر لو صرف منه مقدار النصف مدة سنتين أو ثلاث لكفت لتعميره على أحسن وجه طبقًا لنوايا ملجأ الخلافة أيده الله تعالى. بل ومع ذلك يتوفر على خزينة المعارف أجرة الدار التي بها المكتب الآن، إذ هي في مدة قليلة تستغرق مقدار جميع مصارفاته التعميرية. وعلى كلٍ فنسترحم باسم الشفقة على العلوم والمعارف وطلابها إسعاف هذا المقصد الحسن، وبذلك تتوفر الدعوات الخيرية لولي النعم، وبكلحال (وبكل حال) الأمر والفرمان لحضرت من له الأمر.

مفتي حماة: السيد محمد الحريري
خادم السنة (فئة المشايخ وعلماء الدين): محمد أرمنازي
خادم السنة: حسين
خادم السنة: عبد الرحيم قوشجي
خادم العلم الشريف: محمد درويش
خادم السنة أمين الفتوى بحماة: عبد الله
خادم السنة: أمير زاده محمد صالح
خادم السنة: محمد علي المرادي
[ختم:] خادم السنة نعمان زاهر
حوراني زادة السيد محمد رشيد (رشيد حوراني)
خادم السنة: عبد الهادي الأمين الفتوى
علواني زاده السيد محمد (محمد علواني)
خادم السنة: محمد سعيد لطفي
خادم السنة: محمد حناوي
حوراني زاده السيد محمد (محمد حوراني)
خادم السنة: جابي زاده محمد سعيد (محمد سعيد الجابي)
خادم السنة: أرمنازي زاده محمود (محمود أرمنازي)
خادم السنة: قاوقجي زاده أحمد (أحمد قاوقجي)
خادم السنة: محمود العمر
خادم السنة: لطفي زاده حسن (حسن لطفي)
خادم السنة: خالد زاده محمد (محمد خالد)
خادم السنة: … زاده  حمود بن محمد
خادم السنة: ججكلى زاده خليل (خليل شيشكلي)
خادم السنة: موسى زاده أحمد
خادم السنة: محي الدين عدي
خادم السنة: أرمنازي زاده محمد عبد الرحمن (محمد عبد الرحمن أرمنازي)
محمد طاهر، عبد الرزاق، عبد الوهاب ابن محمد الخطيب، محمد سعيد مفتاح، مارديني زاده محمد اسماعيل (إ)، سالوس زاده الحاج فهيم دباغ، محمد بن شيخ أحمد، محمد شريف جابر، جنيدي زاده عبد الرحمن (عبد الرحمن جنيدي)، محمد الشيخ سعيد، زمزم زاده محمد المحمود (محمد المحمود زمزم)، عبد الرزاق بن رشيد الغلاييني، محمد الأسود، الحاج حسن شيخ السوق، توفيق محلي، محمد خياط، عبد القادر خالد، حسن خورشيد، يعقوب بن محمود، الحاج محمود البرازي، مصطفى خالد السيد، حمدو شنن (محمد عمر شنن)، الحاج أحمد طيار، الحاج رشيد السمان، الحاج محمد الخالد السيد، عبد الله عباس آغا، محمد ياسين الحوراني، محمد الأوس، حسن صمصام، رشيد علواني، السيد محمود العيسى، الشيخ محمد علي حمدوني (محمد علي حمدون)، محمد عمر، محمد الماروني، خالد بن محمد علي رواس، محمد سعيد الخالد، حسن هاشم بارودي، خادم السنة: زهير محمد نعمان، عبد الغاني الجابي.