من الصحافة
صحيفة 1918- الجيش الوطني السوري الذي شكله عبد القادر الجزائري
بعيد انسحاب الأتراك من دمشق في أواخر شهر أيلول عام 1918م حاول الأمير عبد القادر الجزائري إعلان حكومة محلية استطاعت ادارة مقاليد الأمور في دمشق لعدة أيام إلى أن دخلت القوات البريطانية – العربية دمشق.
صحيفة البلاغ نشرت خبراً في العدد الصادر في السادس عشر من تشرين الأول عام 1918 عن قوات الأمير عبد القادر الجزائري الحفيد وربما بالغت في وصف تلك القوات عندما اعتبرتها جيش وطني في حين كانت عبارة عن قوات يغلب عليها العنصر الغير محلي.
نص الخبر:
فاز الجيش الوطني السوري الذي شكل عصائبه سمو الأمير عبد القادر الحسني الجزائري بخدمات جلى للوطن وللأمة العربية الخالدة المؤبدة.
ولقد رأى الشعب حسن بلائه وأقدامه على إسقاط الحكومة التركية بدون أدنى حذر أو أقل مبالاة مع أن الجيوش التركية الغفيرة المسلحة بأنواع السلاح كانت لا تبرح تطوف في الشوارع منسحبة إلى ما وراء التخوم السورية.
إن الجيش السوري الذي رفع راية جلالة سلطان العرب حسين الأول قد استطاع بثباته ونشاطه ومهارته أن يقوم بالواجب العربي خير قيام، وقد كان في أثناء طوافه الشوارع موضع احترام الأهلين وكانوا يقابلونه بالأهازيج والأماديح ويزفون إليه أجمل عباراتهم وأعذب أقوالهم وما ذلك إلا لأنه قد استطاع لوحده أن يثبت كفاءة الأمة السورية النجيبة للاستقلال والعيش الحر.
وأهم الأعمال التي قام بها هذا الجيش كان توطيده الأمن والسكينة وصيانته الدماء فلم ترق نقطة دم من الضواحي ولا الشوارع ولقد كان سمو قائده الأمير عبد القادر قد رأى إضرام الألمانيين النار في المستودعات ومحطات السكك الحديدية فتوجس خيفة من أن تلتهب المدينة وتتداعى إلى حضيض الأرض ويصبح أهلوها طعمة للنار فأسرع إلى تلك المحلات والأمكنة التي كادت النيران تلتهمها فأطفاها بجيشه الوطني ولا شيئ بما أبرزه من الاهتمام والنشاط آثار الرعب الذي كان محيطاً بالأهلين وقد وضع الجيش السوري يده على أموال الحكومة البائدة وصينت هذه الأموال من كل عبث بواسطة الإهتمام الجدي الذي أبرزه سمو الأمير محمد سعيد الحاكم السابق.
ولقد شكر السوريون خاصتهم وعامتهم سمو الأمير عبد القادر على تشكيله هذا الجيش الذي قام بوجائبه خير قيام ولقد بقي الجيش مثابراً على احتفاظه بواجباته المقدسة حتى أقبل الحاكم الشرعي لهذه البلاد.