أحداث
حريق دمشق عام 1912
نشبت الحريق في منتصف ليل السبت السابع والعشرين من نيسان عام 1912م.
اندلع الحريق من سوق العصرونية وباب البريد إلى نصف سوق الحميدية وقلعة دمشق، فباب البريد مع خان المرادية، وامتد منه إلى خان الجمرك، فخان القيشاني فسوق العصرونية.
أسباب الحريق:
ذكر البعض ان مصدر اندلاع الحريق مجهول والبعض الآخر قال ان مصدره هو مطبعة الإنصاف والتي منها اتصلت إلى مخزن “دلما ديكو” المقفل منذ شهر ونصف لأن صاحبه طلياني ومن هذا المخزن امتدت النيران إلى الأسواق كلها.
الإجراءات الحكومية:
شددت الحكومة الخفارة على المحلات التي شبت النيران خشية حدوث حالات سرقة، واهتمت بحصر النار واطفائها.
وبذلك جهدها حتى لا تتصل النار بالمسجد الأموي فقطعت طريقها بأن نزعت سقوف باب البريد الخشبية كلها حتى أول سوق الحرير.
خشي سامي باشا مردم بك أن تتصل النار إلى مستودع البارود في القلعة فقطع سقف السوق الخشبي قرب القلعة من تلك النقطة لكي يقطع خط سير النار فارتد اللهيب إلى الجهة الأخرى.
الخسائر والأضرار:
التهمت النار ما في الأسواق وما بينها من الأزقة جميع المخازن ومعظم البيوت والذي قيل أنها تبلغ نحو 400 محل ومخزن تجاري.
وامتدت النار من الجهة الأخرى إلى مسافة مائتي متر فالتهمت جميع البيوت والحارات الكبيرة حتى اتصلت بمدرسة البنات الإسلامية وراء خان الجمرك.
ومن الأماكن المصابة فأولها كما ذكرت صحيفة لسان الحال: دكان محمود التذكرجي فبائع الآلات الكهربائية، فالحوانيب الصغيرة على الجانبين فمحل كاتب وقبوات فالحميدية على الجانبين والعصرونية برمتها من مخازنها وبيوتها ومافيها من آثاث وبضائع.
واحترق أيضاً خان المرادية برمته وفيه صيارفة كثيرون مثل الخوجة مرقدة اخوان، ولنيادو ومساميري وكحلا وغيرهم.
وكان قسم المخازن مؤمن عليه والقسم الآخر غير مؤمن عليه ضد خطر الحريق والأخطار الأخرى، فكانت الخسائر جسيمة والحريق هائل لم تشهد دمشق مثله قبل ذلك التاريخ.
واحترقت أيضاً القصور الشهيرة في جملتها قصر أمين أفندي ترزي أحد مبعوثي سورية وقصر راشد باشا مردم بك، وقصر حسن أفندي سيوفي الذي أقام على بنائه خمس سنوات وأنفق عليه نحو عشرة آلاف ليرة.
أما البنك العثماني فلم يصب بأذى.
الخسائر لم تنحصر في البضائع والمنازل بل تجاوزتها إلى الضحايا، وكان من جملة المحال المحترقة بنك سيلانيك في خان المرادية(1).
(1) صحيفة لسان الحال – بيروت، العدد 6923 الصادر في التاسع والعشرين من نيسان عام 1912م.