عام
تطور الرياضة في دير الزور
الرياضة في دير الزور
تشكلت أول نواة لفريق كرة القدم في ثانوية الفرات “المكتب السلطاني سابقاً” بإشراف مدرس اللغة الفرنسية فيها، وأقيمت أول مباراة بين ذلك الفريق الطلابي وفريق إحدة الثكنات العسكرية الفرنسية عام 1928م. وانتهت المباراة بفوز الفريق الفرنسي.
كما أسهم الأستاذ كامل البنقسلي المدرس القادم من دمشق والذي كان يدّرس في الثانوية أسهم في تدريب الطلاب وتحضيرهم للمباريات، ووجدت هذه الخطوة دعماً وتشجيعاً من مدير المدرسة صبحي الملاح ومن بعده لطفي الرفاعي، وهما من حلب.
تشكل فريق مدرسة الفرات من اللاعبين : (شفيق بشار، سيف الدين خلوف، محتشم بقجه جي، حسن أحمد بك، عبد الحميد الصباغ، إسماعيل حقي، عبد القادر شهور، شوكت طبال، ممدوح منديل، يوسف حمد العبود، وحسن بشار).
التقى هذا الفريق في العديد من المباريات على ملعب ثانوية الفرات وملاعب الثكنات، مع الفرق العسكرية الفرنسية، وكانت الغلبة دائماً للفرق الفرنسية.
بعد عام من إنطلاق لعبة كرة القدم من ثانوية الفرات عاد من حلب مجموعة من الطلاب الديريين الذين درسوا في مدارسلها الأجنبية وهم يحملون أفكاراً رياضية جديدةة.
أسس هؤلاء الطلاب نادي النهضة عام 1929. ومن هؤلاء الرواد عبد الله القاسم العطا الله الذي يعتبر بحق أحد مؤسسي كرة القدم في دير الزور، قاسم هنيدي، علي قاسم العطا الله، حسين جوهري.
انضم إلى هذه المجموعة عدداً آخر من الطلاب منهم: (محتشم بقجه جه، سيف الدين خلوف، حسن أحمد بك، عبد الرزاق هنيدي، إسماعيل حقي، قاسم العايش، محمود طبال، عبد الصمد الفتيح، توفيق الشيخ عطيه، عبد الحميد الصباغ، شفيق بشار).
نشبت خلافات بين أعضاء الفريق، وانقسم نادي النهضة إلى قسمين، فأسس بعضهم ناد باسم “جمعية الألعاب الرياضية” برئاسة توفيق الشيخ عطية، وعضوية عبد الصمد الفتيح، عبد الحميد الصباغ، يوسف الدين خلوف، محتشم بقجه جه، شفيق بشار، حسن الأحمد بك، جلال بلحاح، وهو من المغرب وكان يعيش في دمشق مع والده الذي كان يعمل كمستشار في دير الزور، فأقاموا ملعباً خاصاً بالجمعية لكرة القدم، وكان يقع أمام ثانوية الفرات، مكان المتحف الوطني حالياً.
أما القسم الثاني فحافظوا على اسم نادي النهضة برئاسة قاسم الهنيدي، لكن هذا النادي لم يدم طويلاً حيث ألغي بموجب أمر السلطات الفرنسية عام 1933، بعد حادثة نادي الجراح مع الجنود الفرنسيين، وبقي اسم جمعية الألعاب الرياضية قائماً.
تابعة جمعية الألعاب الرياضية نشاطها، فأقامت في عام 1931 أول مباراة خارجية بكرة القدم جرت في دير الزور، وكانت مع فريق النسر الأموي الحلبي. وفاز الفريق الحلبي بهدفين مقابل لاشيئ لفريق جمعية الألعاب الرياضية.
وجرت أول مباراة للفريق خارج الدير بكرة القدم بين فريق الجمعية وفريق خالد بن الوليد في حمص، وانتهت المباراة إلى فوز فريق الجمعية بـ 2 / صفر.
تابعت الجمعية مبارياتها الداخلية والخارجية وخاصة مع فريق الجيش الفرنسي حيث كانت تأخذ طابعاً سياسياً ووطنياً، وسمي الفريق باسم “الفريق الوطني”.
دب الخلاف داخل الجمعية وحدث الانقسام مرة أخرى، وغادر 12 لاعباً من الجمعية مما أضعف نشاطها، وشكل المنشقون فريقاً جديداً أطلق عليه فريق الفرات وكان ذلك عام 1932م.
اتخذ فريق الفرات من بيت عبد الرزاق الهنيدي مقراً له، وكانت تتم الإجتماعات ولقاءات الأعضاء اليومية فيه. ترأس هذا الفريق حسن الأحمد بك إلى أن عاد الفريقان، وأندمجا في فريق واحد مع فريق الجمعية، وشكل النادي فريقاً جديداً قوياً.
ثم ظهرت النوادي التالية:
نادي الجراح الرياضي
نادي الفرات
نادي الكوخ
نادي غازي
نادي ميسلون
نادي الأخوة
نادي الهومنتمن
الملاكمة:
وشهدت عام 1932 ولادة نوع من الرياضة هي الملاكمة في الدير بواسطة أحد الديرييين الذي تعلم فنون اللعبة في لبنان وهو الملاكم فريد عليوي، الذي أجرى عدة لقاءات مع الملاكمين الفرنسيين والمحليين، وكان لقاؤه مع أحد أبطال الجيش الفرنسي عام 1933 حدثاً تاريخياً في دير الزور حيث نتج عنه “معرك الجراح المشهورة بين المواطنين والجنود الفرنسيين”.
في عام 1940 ظهر أبطال جدد أمثال نوري عمامه وسيف الدين خلوف، نافع عباس، يوسف محمود، طه علوان، وقدم نجوم اللعبة الجدد في الدير أول استعراض بالملاكمة عام 1954 على مسرح سينما فؤاد الصيفي، وكان منهم “بحري شقرا، صلاح خديرة، صبحي إبراهيم، عدنان مرعشلي، جميل عبيد، إسماعيل هايس، عبد السلام عبد الصمد، عبد العزيز عزاوي، بشير نجم، طارق عشاوي، توفيق أبو العدل.
وشهد عام 1956 أول لقاء خارجي بالملاكمة مع أبطال مصر، وخسر أبطال الدير في هذا اللقاء.
كرة السلة في دير الزور
دخلت لعبة كرة السلة إلى الدير عام 1926 عن طريق الفرق الفرنسية أيضاً، كما أدخلها أيضاً العائدون من الدراسة خارج القطر من أبناء الدير منهم قاسم عطا الله وعبد الله القاسم.
تشكل أول فريق من : ( عبد الرزاق هنيدي، داوود العمر، حسن الأحمد بك، صالح دهمش، حسين جوهري، وقاسم هنيدي).
في عام 1932 ظهرت مجموعة أخرى من اللاعبين نذكر منهم حسن بشار، حسين حمزة، أحمد الراوي، هاشم محي الدين، محسن بشار، عبد الغفور خريط، قاسم حمدان، غازي الحكيم وحسين حويج.
جرت مباراة في تلك الآونة مع إحدى الفرق الفرنسية، واعتدى أحدهم على اللاعب أحمد الراوي ودارت مشاجرة بينهم.
وكان أول فريق يلعب كرة السلة بطريقة صحيحة مكون من : (محتشم بقجه جه، حسن عباس، عبد القادر عياش، رأفت طبال، حسن الأحمد بك).
تمكن هذا الفريق من الفوز مرة على فريق فرنسي عام 1936 وأنشأ في تلك الفترة أول ملعب لكرة السلة(1).
(1) حبش (فؤاد)، تاريخ الحركة الرياضية، الاتحاد الرياضي العام، الجزء الأول، الطبعة الثانية، عام 2015م، صـ 175-176