بطاقات بحث
هلال وملال ومزعزع الأرض في الجبال – من حكايات غوطة دمشق
هلال وملال ومزعزع الأرض في الجبال – من حكايات غوطة دمشق
دمشق – ضاحية كفرسوسة
الراوية: امرأة عجوز سمعتها عن أبيها
توثيق الباحث نزار الأسود.
كان ياما كان يا قديم الزمان، كانت هناك عائلة فقيرة مؤلفة من أب وأم وابن وابنة. فأراد الابن الشاب أن يسافر إلى بلد ما ليشتغل، فقال لأمه: حضري لي زوّادة وضعيها في خرج الحصان، فقد عزمت على السفر. ثم ودّع الشاب أسرته. وسافر حتى وصل إلى بلد فيه امرأة عندها غنم وتسكن في بيت متواضع. فقال لها الشاب: أريد أن أشتغل عندك! فقالت المرأة: نعم، إني أبحث عن راع للغنم الذي عندي منذ زمن طويل.. هذه أربعون غنمة خذها وارعها. ولكن احذر هذا الجبل، إياك أن تصعد عليه، أو أن تقترب منه. قال الشاب: حسناً.
دخل الشاب إلى غرفته ونام الليل إلى الصباح. وفي الصباح الباكر، سرح بالأغنام على الجبل الذي جذرته منه المرأة. قال الشاب في نفسه: أريد أن أعرف ما قصة هذا الجبل؟ وما سره؟
وجد الشاب في طريقه سبعة تلد، وتصيح يامن يولدني ويأخذ ولداً من أولادي..!! ولدّ الشاب السبعة وأخذ ولداً من أولادها سماه “هلال” ثم تابع طريقه والغنم تأكل من العشب الأخضر الطري. فوجد سبعة ثانية تلد، فولدها وأخذ ولداً من أولادها سماه “ملال” ثم وجد سبعة ثالثة تلد، فولّدها وأخذ ولداً من أولادها سماه “مزعزع الأرض في الجبال”.
لمّل شبعت الغنم، راح الشاب بها إلى بيت المرأة، نظرت المرأة فرأت الغنم منفوخة من الأكل. فحلبتها في “البايكة” “الزريبة” كان الحليب صافياً طيباً فتعجبت المرأة وسألت الشاب: أين رعيت الغنم يابني؟ فقص الشاب عليها قصته وحدثها عا جرى معه. قالت المرأة للشاب: احذر يابني هناك غولة في الجبل تأكل كل شي تجده أمامها، قال الشاب: لا تخافي لقد جئتك بثلاث سباع. قالت المرأة: ولكنهم صغار. قال الشاب: غداً يكبرون ويصبحون سباعاً أقوياء أشداء.
وهكذا كان الشاب يرعى الغنم في كل يوم. ويعود به إلى المرأة. والغنم تدر الحليب الطيب الصافي. والسباع تكبر. وذات يوم قلت الأعشاب في سفح الجبل، فلم يعد صالحاً للرعي. فصعد الشاب إلى أعلى الجبل ليرعى أغنامه. فرأى الغولة التي حدثته المرأة عنها. كانت الغولة تحاول أكل الشاب وأكل أغنامه.
صاح الشاب: يا هلال ويا ملال وما مزعزع الأرض في الجبال احملوها ونتفوها، وضعوا كلّ جزء من جسمها على جبل. فهجمت السباع على الغولة. وفعلت ما قاله الشاب لها. وأراحت أهل البلدة من الغولة ومن شرورها. وكذلك سرّت المرا’ العجوز بما فعله الشاب.
قال الشاب للمرأة العجوز ذات يوم: لقد اشتقت إلى أهلي، وأريد أن أسافر إليهم على حصاني. أهلي بحاجة إلي. ثم أعطى المرأة خاتمه قائلاً: عندما يعصّ الخاتم على إصبعك، فمعنى ذلك أني في ضيق. كل ما أطلبه منك أن ترسلي السباع إلى جهة الشمال لتنقذني. قالت المرأة العجوز للشاب: حسناً. وأ‘دت له زوادته، ووضعتها في خرج الحصان. وفي الزوادة ما لذ وطاب من المآكل الشهية. ثم ودع الشاب المرأة والسباع وذهب إلى أهله.
عندما وصل الشاب إلى بلدته، وجدها خالية من الأحياء. وعندما وصل إلى بيت أهله، وجد أخته قد أصبحت غولة. فتظاهرت أخته أنها ليست غولة، وقالت له: لقد جف الماء ويبس الزرع، فرحل أهل البلد إلى بلدة نائية من أجل الماء والعشب والكلأ أما أنا فأنتظرك هنا حتى تعود، فنسافر معاً إلى أهلنا، قم قالت له: إني جائعة. فذهبت وأكلت ما في الخرج على يمين الحصان. وبعد خمس دقائق،قالت لأخيها الشاب: إني جائعة، فأكلت ما في الخرج على يسار الحصان. (ثم أكلت الحصان وهرب الشاب).
لاحقت الغولة أخاها الشاب، وهو هارب أمامها. وكان قد زرع ثلاث تمرات وهو في طريقه إلى بلدته. فكبرت ونمت حتى أصبحت نخلات عاليات. فصعد الشاب إلى أعلى النخلة الأولى، فقطتها الغولة بأسنانها الحادة. عصّ الخاتم على إصبع المرأة العجوز.. فأطلقت السباع.. ففر الشاب إلى النخلة الثانية، فنشرتها الغولة. وحين قفز إلى النخلة الثالثة، قالت له الغولة: والآن إلى أين ستذهب منّي؟؟ فنظر الشاب بعيداً فرأى السباع قادمة إليه.. فقال لأخته الغولة: انظري تلك هي غنمي قادمة إلّي..!! فإن لم تأكليني أعطيتك غنمي لتأكليها هنيئاً مريئاً، ففرحت الغولة وذهبت إلى السباع..
قال الشاب: يا هلال ويا ملال وما مزعزع الأرض في الجبال، احملوها ونتفوها، وضعوا كل جزء من جسدها على جبل.. فهجمت السباع على الغولة، ونتفتها، ووضعت كلّ جزء من جسمها على جبل.
وفي اليوم التالي عاد الشاب إلى المرأة العجوز. وحدثها عما جرى معه. فقالت له : اعتبرني أنا كأمّك وأبيك..!! فوافق الشاب على ذلك. وعاد يرعى الأغنام في الجبل كلّ يوم.. وعاش سعيداً.
وتوتة توتة خلصت الحتوتة.
انظر:
جرة الزيتون – من الحكايات الشعبية الشامية
من الحكايات الشعبية الشامية – شجاعة حطاب
من الحكايات الشعبية الشامية – الشجرة والطفلة الصغيرة
من الحكايات الشعبية الشامية – ثلاثة عشر “13”
من الحكايات الشعبية الشامية – زهرة الرمان
البنت الصالحة – من الحكايات الشعبية الشامية
الخضر – من الحكايات الشعبية الشامية
الأب الظالم – من الحكايات الشعبية الشامية
أبو كاترينا – من الحكايات الشعبية الشامية
كل شيء أساسه النساء في هذه الحياة – من الحكايات الشعبية الشامية
الصندوق – من الحكايات الشعبية الشامية
الغبي – من الحكايات الشعبية الشامية
البنت الشريفة – من الحكايات الشعبية الشامية
المعلاق – من الحكايات الشعبية الشامية
الأميرة التقية – من الحكايات الشعبية الشامية
رغيف خبز – من الحكايات الشعبية الشامية
نعيم ونعيمة – من الحكايات الشعبية الشامية
ثلاث ليمونات – من الحكايات الشعبية الشامية
الخبز والملح – من الحكايات الشعبية الشامية
الرجل الفقير- من الحكايات الشعبية الشامية
قمر الزمان – من الحكايات الشعبية الشامية
السلطان وابنته الأميرة – من الحكايات الشعبية الشامية
رامي – من الحكايات الشعبية الشامية
جرة الملح – من الحكايات الشعبية الشامية
قصة الطفل الذي يحب الجوز – من الحكايات الشعبية الشامية
البنت الذكية – من الحكايات الشعبية الشامية
نص نصيص – من الحكايات الشعبية الشامية
الملك – من الحكايات الشعبية الشامية
العاقل والمجنون – من حكايات غوطة دمشق