عام
النبك
النبك:
ربما كانت تسمية النبك تسمية كنعانية أو أوغارتية سريانية وتعني في تلك اللغات النبع وربما أطلقت عليها هذه التسمية بسبب اشتهار نبعها قديما ً.
لكن معنى النبك في اللغة العربية يتطابق أكثر مع طبيعتها الجيولوجية .
ففي العربية :
نَبْك – نَبَكَ – ، نبوكا ، وانتبك المكان – ارتفع .
النابك جمعها نوابك ، المكان المرتفع ( يقال مكان نابك وأرض نابكة )
النبكة بفتح النون وسكون الباء .
ونباك ونبوك : الأكمة المحددة الرأس أو التل الصغير ، والنبكة جمعها نَبَك ٌ ونَبْكٌ ونِبَكٌ ونُبُكٌ
والنََبْكَة ُ : أصل الشجرة وجرثومتها .
والنباج هو ما يلي سواد الأرض المزروعة من الفضاء الرحب .
وقال ياقوت الحموي : النبوك هو جمع النبك ، وجمع نبكة وهي الروابي من التلال اللينة .
وفي لسان العرب :
نبك : النبكة : أكمة محددة الرأس ، وربما كانت حمراء ولا تخلو من الحجارة وقيل : هي الأرض فيها صعود وهبوط ، والجمع نَبَكٌ ، بالتحريك ونباكٌ ، وذكرالأزهري شمر ، فيما قرأه بخط ، هي رواب من طين ، واحدتها نبكة .
قال : وقال ابن شميل ، النبكة مثل الفلكة ، غير أن الفلكة أعلاها مدور مجتمع والنبكة رأسها محدد كأنه سنان رمح ، وهما مصعدتان ، وقال الأصمعي : النبك ماارتفع من الأرض –
وتكتب النبك بالحرف اللاتيني معرفة هكذا ALNABEK
أو هكذا ELNABK أو هكذا An-Nabk
وبدون تعريف نبك هكذا NABEK أو هكذا NABK
وفي السلافية بالحرف الكيريلي تكتب النبك هكذا АЛНАБЪК
ونبك هكذا НАБЪК
وفي المنجد نقرأ : النبك : بلدة سورية قضاء النبك ، ارتفاعها 1340 متراً عن سطح البحر ، بالقرب منها أنقاض دير مار موسى ، كانت محطة للحجاج من استنبول إلى مكة .
وذكرت النبك في كتاب الجغرافيا لبطليموس القلوذي باسم ( قازاما ) وذلك في منتصف القرن الثاني الميلادي .
وقيل إن الإسم كان في الأساس نبوبك أي مدينة الإله نبو (وهو ابن الاله بل التدمري) ولو صح هذا الرأي لكان عمر النبك أكثر من ألفي عام .
الموقع:
تمتد أراضيها جنوب محافظة حمص، وشرق جبال لبنان الشرقية على عروض منطقة بعلبك في البقاع، وشمال جبال لبنان الشرقية على عروض منطقة بعلبك في البقاع، وشمال منطقتي القطيفة ويبرود التابعتين لمحافظة ريف دمشق.
أقيمت على السفح الشمالي لتل ممتد بين الغرب والشرق في موقع مشرف على الحقول الزراعية المروية من سرب يظهر على السطح في غربها وإلى الشرق منها امتداد سلسلة جبال القلمون الثانية.
وهي تتوسط المسافة بين مدينتي دمشق وحمص إلى الشمال الشرقي من مدينة دمشق،وتبعد عنها 81كم.
وهي مدينة قديمة تعود إلى العهد الآرامي، فيها سرب يساير مجر القلمون بدءاً من منتصف المسافة بين يبرود والنبك وإلى الشرق منها دير قديم هو دير “مارموسى الحبشي”، الذي يبعد بضعة كيلو مترات على الطريق الذي يخترق الجبل الواقع في شرقها والواصل إلى طريق الخانات.
أبنيتها:
تضم مسجد قديم يعود تاريخ بنائه إلى عهد الوالي العثماني سنان باشا عام 1587م، إلى جانبه دار للحكومة “سرايا” من الربع الأخير للقرن التاسع عشر.
كما تضم مستشفى أقامته البعثة الدانماركية.
أحياؤها القديمة ذات بيوت حجرية طينية وسقوف خشبية واجهاتها على أقواس من الحجارة الكلسية وجدرانها ذات طلاء كلسي طبيعي أبيض اللون.
أما الحديثة فهي أسمنتية توسعت في كافة الاتجاهات وخاصة على امتداد الطريق العامة الواصلة بين دمشق وحمص، وأنشئ في وسطها سوق تجاري وأماكن لاستراحة المسافرين على الطريق المذكورة.
إدارياً:
كانت النبك مركز قضاء في يتبعه ناحيتي : القطيفة وناحية حوش عرب، وتتبعهم 30 قرية وثلاث مزارع
لم يتجاوز عدد سكّان ما يعتبر اليوم أحد أهمّ مدن القلمون قرابة الخمسة آلاف في منتصف ثلاثينات القرن العشرين منهم خمسمائة مسيحي والباقي من المسلمين.
ترتفع النبك (Casama قديماً) ١٢٥٥ متر عن سطح البحر وحدّد موقعها مجرى مياه دائم نشطت بفضله الزراعة. من البدهي أنّ خصوبة الأرض تتناسب طرداً مع كميّة المياه المخصّصة للريّ ومنه الأهميّة الاستثنائيّة لتوزيع الماء في الأقاليم الجافّة.
يجرّ الماء إلى البلدة من نبع يقع على بعد يقارب إثنين من الكيلومترات إلى الجنوب والغرب منها بواسطة قناية ضعيفة الانحدار تجري تحت الأرض يصل الماء عبرها إلى الموزّع الرئيس (يقابل الموزّع في الصورة الملحقة ما يسمّى البسط والمزّاز في غوطة دمشق). لهذا الموزّع أربع ثغرات تحدّد كميّة الماء المسموح بانسيابها. تفتح ثلاث ثغرات منها على الدوام وتغلق الرابعة يشكل دوريّ وتبلغ مدّة الدورة إثني عشر يوماً.
يشتقّ من الموزّع فرع نحو الشمال ثمّ ينعطف هذا الفرع نحو الشمال والشرق ليرسم الحدود الغربيّة للأراضي المسقيّة بينما يعبر الجدول الرئيس مساراً محدّداً digue خلال البساتين ليعطي فرعاً إلى اليمين يفتح كل ١٢ يوم لفترة لا تتجاوز الساعة. تتالى الموزّعات على مجرى الجدول بغية الاستفادة من الماء إلى أقصى درجة ممكنة إلى أن ينضب في النهاية الشرقيّة للقرية ويتمّ تحويل ما تبقّى منه نحو الأراضي المنخفضة إلى الشمال أو الشرق.
بنيت النبك فوق الفرع الأعلى وعلى ضفّته. تمتدّ المنطقة المرويّة على سفوح التلّ بينما تحتلّ القرية المنطقة المتاخمة للأشجار. تتمتّع البيوت بباحات صغيرة ويفصل بين الدار والدار مسافة لا بأس بها على الرغم من تجمّعها على امتداد محدّد.
السكان:
يعمل السكان بالزراعة ولاسيما زراعة الكرمة والمشمش والجوز والحبوب والخضار، وتقدر مساحة أراضيها الزراعية بنحو 500 هكتار.
كما يعمل البعض منهم في الصناعات التقليدية القديمة، وببعض الصناعات الحديثة كصناعة الأحذية، وأسطوانات الأوكسجين والألمنيوم، وتقطيع الرخام والبناء.
عدد السكان:
بلغ عدد سكان مركز قضاء النبك، مدينة النبك في عام 1918 نحو 5891 نسمة استناداً إلى آخر إحصاء سكاني لمراكز الأقضية في ولاية سورية العثمانية جرى في الثاني من كانون الثاني 1918، أي قبل إنسحاب العثمانيين من سورية بتسعة أشهر تقريبًا.
وبلغ عدد سكان قضاء النبك في عام 1934 نحو 33653 نسمة بموجب الإجصاء الذي جرى لسكان دمشق وريفها والقنيطرة ، بموجب إعلان مديرية النفوس في دمشق – أيار 1934.
وأما بحسب إحصائية السكان في دمشق وأقضية الريف والقنيطرة عام 1949م، بلغ عدد السكان في قضاء النبك 75801 نسمة، بينهم 39316 من الرجال و36485 نساء.
النبك وانتخابات المجلس العمومي عام 1914م.
بدأت انتخابات للمجلس العمومي في الأقضية السورية، ففي تاريخ 29 كانون الثاني 1914م، إجتمع أعضاء قضاء دمشق، في دار البلدية في دمشق المنتخبون الثانويون للمجلس النيابي، وانتخبوا أعضاء لمجلس عمومي سورية، وكان منهم في قضاء النبك: ( محمد باشا الجيرودي- أحمد أفندي مالك).
المؤسسات الحكومية في النبك:
مستشفى القلمون – الدانماركي في النبك
الأبنية التراثية:
انظر:
من الأرشيف العثماني 1918 – آخر إحصاء سكاني لولاية سورية
قرار نقل قائمقام جيرود إلى النبك عام 1921
المراجع والهوامش:
(1). من مدونات الدكتور الراحل خالد الطبجي من كتاب القطوف الدانية في رحاب النبك الزاهية
(2). المعجم الجغرافي، الجزء الخامس، صـ 402
(3). هاني سكرية: التقسيمات الإدارية لولاية سورية 1908م
(5). من الأرشيف العثماني 1918 - آخر إحصاء سكاني لولاية سورية
(6). العظمة، عبد العزيز، مرآة الشام، تاريخ دمشق وأهلها، دار رياض الريس، لندن، الطبعة الأولى، 1987م، صـ 24
المراجع والهوامش:
(1). من مدونات الدكتور الراحل خالد الطبجي من كتاب القطوف الدانية في رحاب النبك الزاهية
(2). المعجم الجغرافي، الجزء الخامس، صـ 402
(3). هاني سكرية: التقسيمات الإدارية لولاية سورية 1908م
(5). من الأرشيف العثماني 1918 - آخر إحصاء سكاني لولاية سورية
(6). العظمة، عبد العزيز، مرآة الشام، تاريخ دمشق وأهلها، دار رياض الريس، لندن، الطبعة الأولى، 1987م، صـ 24