في الثامن والعشرين من تشرين الثاني عام 1951 قدمت حكومة حسن الحكيم الثانية استقالتها وتم تكليف معروف الدواليبي بتشكيل الحكومة.
شكل معروف الدواليبي حكومته في الثامن والعشرين من تشرين الثاني واستمرت حتى الأول من كانون الأول عام 1951م. حيث قام أديب الشيشكلي بإنقلابه الثاني وأجبر الدواليبي على تقديم استقالة حكومته وتبعها تقديم الرئيس هاشم الأتاسي استقالة.
صحيفة الجزيرة نشرت خبراً عن هذه التطورات في العدد 1729 الصادر في يوم الاثنين الثالث من كانون الأول عام 1951م.
عنوان الخبر:
مجلس النواب السوري لم يجتمع أمس لعدم تكامل النصاب القانوني
مصادر: هيئة الأمم مرتاحة لأحداث سوريا وتعتبر العقيد الشيشكلي من مؤيدي سياسة الغرب
حامد الخوجا يكلف بتأليف الوزارة ومن مؤيدي سياسة دولة السيد الحكيم
نص الخبر:
(دمشق – مراسل الجزيرة
قبل معروف الدواليبي الإستقالة من منصبه أمس للوزارة التي حدث الإنقلاب بسببها، واستدعى فخامة الرئيس هاشم الأتاسي معالي السيد حامد الخوجا وكلفه بتأليف الوزارة الجديدة، ومن المعلوم أن الوزارة التي سيؤلفها السيد حامد الخوجا ستكون وزارة تتولى حل مجلس النواب وتجري تغييرات جديدة في البلاد، ثم تستقيل لتفسح المجال أمام وزارة أخرى يمنحها البرلمان الجديد الثقة.
وقد قبل الدكتور الدواليبي الإستقالة بعد أن كرر رفضه لها عدة مرات عندما هدد العقيد أديب الشيشكلي بإقامة حكومة عسكرية تتولى تصريف أمور البلاد حتى يتم إيجاد تسوية للقضية.
وكان مساء أمس “الثاني من كانون الأول” موعد إجتماع مجلس النواب السوري وقد حضر إلى المجلس عدد من النواب لم يشكلوا النصاب القانوني فاضطر نائب رئيس المجلس الأستاذ سعيد إسحق إلى رفع الجلسة إلى يوم الاثنين العاشر من كانون الأول الجاري.
أما النواب الذين تخلفوا فمن حزب الشعب، وأغلبهم من المعتقلين، وهكذا بات مفهوماً أنه لم يفرج عن المعتقلين من نواب حزب الشعب فإن مجلس النواب ستتعطل جلساته بالنظر لأن الأكثرية في المجلس من حزب الشعب ومن هنا نشأ الاعتقاد بأن المجلس النيابي السوري لن يجتمع يوم الاثنين القادم لأنه سيكون قد حل.
هذا والمعروف أن معالي السيد حامد الخوجا المكلف بتأليف الوزارة السورية كان يشغل منصب وزير الأشغال العامة في وزارة دولة السيد حسن الحكيم الذي استقال وسببت استقالته الأزمة الوزارية التي انتهت بالإنقلاب الأخير، وكان معاليه من مؤيدي دولة السيد حسن الحكيم في رأيه الخاص حول الدفاع عن الشرق الأوسط ولذلك فإن المراقبين يعتقدون أن الوزارة الجديدة ستكون مؤيدة للإشتراك في حلف الدفاع عن الشرق الأوسط.
ولا تكتم الدوائر الغربية ارتياحها لما حدث في سوريا، فقد ذكرت مصادر في هيئة الأمم في باريس أن العقيد أديب الشيشكلي على ما يبدو من مؤيدي سياسة الغرب وخصوصاً فيما يتعلق بقضية الدفاع عن الشرق الأوسط لأنه يقدر تمام التقدير الفوائد التي ستنالها بلاده من هذا المشروع وخصوصاً في الميدانين الاقتصادي والعسكري، وتستدل هذه المصادر من برقيات التأييد التي أنهالت على العقيد الشيشكلي من مختلف أنحاء البلاد السورية على أنه شخصاً متمتعاً بثقة الشعب ويمكن التعاون معه لوضع الأمور في نصابها، وتعلق هذه المصادر الآمال على العقيد الشيشكلي للتقدم بسوريا نحو الازدهار الذي يرجوه).
كما نشرت الصحيفة خبراً أضافته قبيل طباعة العدد حول إستقالة رئيس الجمهورية هاشم الأتاسي،
نص الخبر:
وردت برقية من دمشق والجريدة على الطابع بأن فخامة رئيس الجمهورية قد استقال وأن المجلس العسكري قرر إسناد رئاسة الدولة إلى العقيد أديب الشيشكلي.
وقد أصدر العقيد أمراً عسكرياً بحل مجلس النواب وإجراء انتخابات جديدة واستفتاء الشعب وقد أصبح العقيد إعتباراً من هذا التاريخ يمارس صلاحيات رئيس الدولة.