أحداث
الاحتفال في سورية عام 1949 بـ عيد جلوس الملك فاروق على العرش
الاحتفال بعيد جلوس الملك فاروق على العرش في سورية عام 1949
منذ اليوم الأول لإنقلاب حسني الزعيم في سورية جرت اتصالات عديدة مع الحكومة العراقية التي سعت إلى أن تكون قريبة من التطورات المتسارعة في سورية فضلاً عن محاولة إبعاد العهد الجديد في سورية عن السياسة المصرية.
تغير موقف حسني الزعيم بشكل جذري من التعاون مع الحكومة العراقية، وبدأ هذا التحول مع الزيارة التي قام بها إلى مصر والتقى خلالها بالملك فاروق.
بعيد هذه الزيارة جرى تحول كبير في موقف حسني الزعيم من مصر وبدأت مرحلة تقارب وتعاون كبيرة بين الزعيم والملك فاروق، وكان الاحتفالات التي أقيمت في سورية في السابع من أيار 1949 بمناسبة عيد جلوس الملك فاروق العرش في مصر أحد تلك المظاهر.
فمنذ صباح يوم السابع من أيار نصبت مكبرات الصوت في معظم ساحات دمشق وكبرى المدن السورية، وأخذت إذاعة دمشق تبث تغطية الاحتفالات وتبث بعض خطب الملك فاروق، وتتحدث عن أعماله ومشاريعه وخدماته الكبيرة لمصر وللدول العربية.
وعند ظهيرة ذلك اليوم زار رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية والدفاع الوطني الزعيم حسني الزعيم القائد العام للجيش والقوى المسلحة بموكب رسمي المفوضية الملكية المصرية في دمشق مهنئاً بعيد جلوس الملك فاروق على العرش في مصر. واستقبل الزعيم في مبنى المفوضية أعضاء ورجال المفوضية وعلى رأسهم محمد عبد المنعم القائم بالأعمال ومبعوث الملك فاروق البكباشي شفيق مهنا الذي أرسله الملك فاروق بهذه المناسبة إلى دمشق.
وأثناء زيارة الزعيم إلى المفوضية قام بتقديم وسام الاستحقاق السوري على اختلاف مراتبه إلى كلاً من البكباشي شفيق مهنا، ومحمد عبد المنعم، ومحمد علي أبو درة الملحق الثقافي المصري في دمشق، وعلي عطية من سلاح الجو الملكي المصري، والطيار كمال محمود عزة من سلاح الجو الملكي.
كما حلقت عدة طائرات في سماء دمشق وقدمت استعراضات بهذه المناسبة، وألقت قصاصات ملونة من الورق تحميل عبارات التهنئة للملك فاروق ولمصر ولجامعة الدول العربية.
وأقيمت في دمشق مسيرات ليلة طافت شوارع دمشق وساحاتها بهذه المناسبة. فعند الساعة السابعة من مساء ذلك اليوم أنطلقت مجموعة تمثل مختلف صنوف قوى الجيش والدرك والشرطة وفرق الكشافة من شارع الفاروق في دمشق وكانت تحمل المشاعل واللافتات التي تحيي فيها الملك فاروق.
وصلت المواكب، التي كانت ترفع لافتات تحيي فيها اللملك فاروق، طوافها في دمشق وانتقلت من شارع الملك فاروق إلى شارع بريطانية – أبو رمانة، إلى ساحة أبي العلاء المعري ثم منزل الزعيم حسني الزعيم، فالمهاجرين، ثم دار المفوضية المصرية حيث توقفوا لتحية ممثل الملك فاروق.
ثم تابعت المواكب سيرها إلى شارع الروضة ثم عرنوس، البرلمان، سراي الحكومة، ساحة المرجة التي غصت بالسكان الذين قدموا لمشاهدة الألعاب النارية فيها. ثم سارت المواكب إلى إلى جامعة دمشق عبر شارع النصر حيث انتهى طوافها.
ودعت محافظة مدينة دمشق الممتازة إلى حفلة سمر كبرى في دار سينما دمشق احتفالاً بعيد الجلوس.
ووصل إلى دمشق للإشتراك في هذا المهرجان بعض كبار الفنانيين وعلى رأسهم الفنان فريد الأطرش وسامية جمال.
بدأ الاحتفال في تمام الساعة السابعة بحضور حشد كبير من المدعويين من رجال السلك السياسي وكبار رجالات الدولة، من ضباط الجيش والموظفين والأعيان والأدباء وعلى رأسهم الوزراء.
وعند الساعة التاسعة والنصف وصل موكب الزعيم رئيس الوزراء حسني الزعيم إلى مكان الاحتفال يرافقه ياور الملك فاروق ورئيس وفده البكباشي شفيق مهنا.
عند وصول الزعيم والوفد المرافق له إلى سينما دمشق تعالت الهتافات بحياة الزعيم والملك فاروق، ثم جلس الزعيم وعلى يمينه مبعوث الملك فاروق، وعلى يساره فارس الخوري، وبدأ الاحتفال بالنشيدين المصري والسوري.
ثم ألقى حسني الزعيم خطاباً حول هذه المناسبة، ثم ألقى محافظ دمشق المتازة خليل رفعت خطاباً، ثم فارس الخوري والشاعر عمر أبو ريشة الذي القى عدة قصائد، بعدها أخذ الفنانون يتناوبون على المسرح لتقديم اللوحات والأغاني.
غادر حسني الزعيم دار سينما دمشق في الساعة الحادية عشرة، وبقي البكباشي شفيق مهنا وفارس الخوري حتى نهاية المهرجان الذي استمر حتى الساعة الثانية ليلاً حيث توالى على المسرح فريد الأطرش، سامية جمال، وعرض الدكتور سلمون العاب الخفة، وقام ببعض التجارب في التنويم المغناطيسي، كما عزفت موسيقى الجيش بقيادة الضابط حلمي الأربللي “أوبرا عائدة”(1).
(1) صحيفة ألف باء، العدد 8004 العدد الصادر يوم الأحد الثامن من أيار عام 1949م.
انظر:
خطاب حسني الزعيم في احتفال جلوس الملك فاروق على العرش
انظر ايضاً:
العلاقات السورية – المصرية