مقالات
خالد محمد جزماتي: ثــورات حــمــص على الفرنسيين (4)
خالد محمد جزماتي – التاريخ السوري المعاصر
ذكرنا في المقالة السابقة كيف أعدم الفرنسيون المجاهدين وعددهم ثلاثة عشر مجاهداً، وأن المجاهد نظير النشواتي نجا بقدرة الله، وهنا لا بد من ذكر بعض التفاصيل عن أحد المجاهدين المعروفين من حماة والذي اشترك في الجهاد مع القائد سعيد العاص ونظير النشيواتي في حمص وريفها.
عندما أسر أهل المنطقة في ريف حمص الغربي المجاهدين، احتك أحد سكان المنطقة مع الأسير المجاهد علاء الدين الكيلاني ومع رفيقه محمد علي الدروبي، فحاول الكيلاني إغراء الرجل الموكل بحراستهما، فوافق ونقلهما الى مكان اّخر قريب، ولكن سرعان ما تراجع عن ذلك وقام بتسليمهما الى القوة الفرنسية المتواجدة في المنطقة، فأعادوهم الى الأسر مع بقية رفاقهم، وعندما فتش أحد الضباط الفرنسيين علاء الدين الكيلاني وجد معه 75 ليرة ذهبية ومع محمد علي الدروبي 140 ليرة ذهبية ومع عبد الله المغربي أربعة اّلاف ليرة سورية (حصل عليها من الضابط الفرنسي الذي قتله في حي باب السباع)، بعد ذلك تم نقل المجاهدين الأسرى الى الثكنة العسكرية لتبدأ مرحلة التعذيب.
فقد ربطوهم الى أعمدة خشبية وجلدوهم بالسياط على جميع أعضائهم بقسوة لا تتناسب مع طروحات الغرب الانسانية التي يعلنوها ، والأمر الغريب في فنون التعذيب الوحشي، دعوة نساء بعض الضباط الفرنسيين للمجيء لرؤية الأسرى الوطنيين، وعندما جاءت تلك النساء قامت احداهن باشعال شمعة وبدأت بحرق شعر المجاهد علاء الدين الكيلاتي، ثم بدأت تلك المرأة الفاجرة وصديقاتها بتجريد الأسرى الثوار من ملابسهم ليجلدوهم بقلوب باردة مع صب الماء على أجسادهم ، ثم قام أحد الجنود بضرب رأس الشهيد علاء الدين الكيلاني بفأس على رأسه فغاب عن الوعي.
فمن هو علاء الدين الكيلاني ؟ …..هو من مواليد مدينة حماة عام 1901 والمنزل الذي وُلد فيه يقع في حي ” الطوافرة ” قرب قصر العظم الشهير ، وتلك الدار تشغلها حاليا ” جمعية العاديات ” وهو من الأسرة الكيلانية الشهيرة وأمه من عائلة البغدادي الحموية المعروفة، وقد ارتاد مدارس حماة، ثم انتسب الى دار المعلمين بدمشق، وساهم مع أقرانه في مفاومة حكم الانداب الفرنسي فكان نصيبة السجن كغيره من الأحرار، وعند صدور العفو عنه عاد الى مدرسته وتخرج منها معلما، وتم تعينه معلما في حماة، وقام بالتعليم في مدرسة الاخاء، ثم غادر حماة الى الأردن ومارس التعليم في بلدة ” الطفيلة “..
لما نشبت الثورة السورة الكبرى انطلاقاً من جبل العرب، التحق بتلك الثورة مع صحفي بلجيكي تعرف عليه في شرقي الأردن والذي قام باهدائه بوصلة استعملها المجاهد الكيلاني في عملياته الحربية، ثم التحق بالقائد سعيد العاص وقاتل معه في الغوطة وفي مناطف القلمون ثم في عيون العلق وأكروم، وهناك تعرف على مجاهدي حمص بقيادة المجاهد نظير النشواتي، وعند الأسر تم تعذيبه بشدة كما ورد أعلاه وأعدم يوم 6 أيار 1926 ، وتم نقل جثمانه الطاهر الى حماة ، حيث دُفن في مقبرة العائلة الكيلانية بصمت عجيب وحزن عميق.
تحدث عنه القائد سعيد العاص وأثنى عليه الثناء الحسن وعرف الجميع على شجاعته وأنه كان مجيداً مميزاً للرماية، وكان طويل القامة أسمر اللون، ذو هيبة دالة على رجولة استثنائية.
انظر:
خالد محمد جزماتي: ثــورات حــمــص على الفرنسيين (1)
خالد محمد جزماتي: ثــورات حــمــص على الفرنسيين (2)
خالد محمد جزماتي: ثــورات حــمــص على الفرنسيين (3)
خالد محمد جزماتي: تأسيس جيش الإنقاذ (1)
خالد محمد جزماتي: تأسيس جيش الإنقاذ (2)
خالد محمد جزماتي: تأسيس جيش الإنقاذ (3)
خالد محمد جزماتي: تأسيس جيش الإنقاذ (4)
خالد محمد جزماتي: تأسيس جيش الإنقاذ (5)
خالد محمد جزماتي: تأسيس الدولة العربية في دمشق 1918- 1920
خالد محمد جزماتي: الجيش العربي ومعركة ميسلون (1)
خالد محمد جزماتي: الجيش العربي ومعركة ميسلون (2)
خالد محمد جزماتي: الجيش العربي ومعركة ميسلون (3)
خالد محمد جزماتي: مـعـركـة مـيسـلـون.. خسائرالطرفين (4)
خالد محمد جزماتي : مـعـركـة مـيسـلـون.. فيصل الأول وفوزي القاوقجي (5)
الدكتور توفيق الشيشكلي .. زعيم حماة و رئيس الكتلة الوطنية
أحمد سامي السراج .. أعلام وشخصيات من حماة
هاشم صيادي .. أعلام وشخصيات من حماة
المحامي رئيف الملقي .. أعلام وشخصيات من حماة
عبد الرحمن آغا الشيشكلي وأبناؤه الثلاثة