مقالات
خالد محمد جزماتي: ثــورات حــمــص على الفرنسيين (3)
خالد محمد جزماتي – التاريخ السوري المعاصر
ثــورات حـمـص عـلى الـفـرتـسـيين (3)
..اتخذ سعيد العاص ومعه مجموعة من مجاهدي حمص وكوكبة من مقاتلي اّل سوسق ، من موقع ” رأس الماء الساخنة ” مقرا لهم ، وسرعان ما أكتشف الفرنسيون موقعهم ، فبدأوا بقصفهم بشدة ، ثم هاجموا الموقع وبدأت معركة حامية استمرت حتى المغيب ، ولما عزز الفرنسيون قواتهم بتشكيلات عسكرية داعمة قدمت الى المعركة من طرابلس الشام وبعلبك وحمص انسحب المجاهدون بعد أن خسروا مجاهدا هو أحمد قاسم سسوسق واّخر من بلدة النبك ، وثماني مجاهدين أسرهم الفرنسيون ، ثم أسرعوا في اعدامهم رميا بالرصاص على جسر ” الحارون ” ….بعد هذه المعارك قرر مجاهدو حمص العودة الى حمص ومهاجمة المخافر الفرنسية ، فهاجموها مساء يوم الأربعاء 5 أيار ، واستولوا على أسلحة عناصرها بعد أسرهم ، واستطاعوا قتل ضابطين اثنين من الفرنسيين ، وأطلقوا سراح الجند المغاربة في تلك المخافر ، ثم انسحبوا باتجاه حرش قرب ” خربة غازي ” وهم : نظير النشيواتي — محمد علي الدروبي –سعيد الشهلة — علاء الدين الكيلاني ( من حماة ) — حسين جراد — عقل دندش — مرعي التركاوي — محمد المغربي –عبد الحميد النابلسي –عبد الكريم عاصي –محمد عبد الرحمن الأخرس — أحمد المغربي –رجل اسمه محمود من قرية عزة ..في تلك المنطقة رأى المجاهدين أحد سكان المنطقة التي جندته الاستخبارات الفرنسية ، فأسرع بابلاغ المتعاونين مع الدرك الفرنسي ، فهاجموهم واستطاعوا أسرهم بعد عملية خداع ماكرة ، وسلموهم للفرنسيين الذين أحكموا وثاقهم ..أثناء ذلك وفي لحظات عجيبة قام الشهيد المجاهد عبدو المعراوي بالفرار بعد أن امتطى فرس المجاهد نظير النشيواتي ” واسمها ” الخرساء ” وهرب الى قرية ” أكروم ” وأعلم القائد سعيد العاص بما حدث ، فأسرع سعيد العاص بجمع مقاتليه وهاجم المنطقة وخاض معركة شديدة مع الفرنسيين والموالين لهم ، وأثناء ذلك أسرع الفرنسيون بنقل أسرى المجاهدين الى موقع اسمه ” قاموع عليان ” ، وسرعان ما وصلت قوة من درك حمص بقيادة المدعو اسماعيل قائد درك حمص ومعه ضباطا ثلاثة ، حيث بدأ أحدهم بتدقيق أسماء الأسرى المجاهدين مرتين ، ثم مشا هذا الضابط عدة خطوات وبدأ باطلاق الرصاص على الرؤوس مبتدئا برأس نظير النشيواتي ، ثم أعاد الكرة للتأكد من موتهم ، وبعد ذلك رموهم على جانب الطريق في مكان منخفض ، ومغجزات الله في الدنيا لا تعد ولا تحصى ، ومن تلك المعجزات نجاة المجاهد نظير النشيواتي من الموت ، حيث أن الرصاصات لم تصب منه مقتلا ، وعند المغيب صحا وتفقد نزيف دمه الشديد ثم دار على رفاقه وتأكد من استشهادهم ، وتحامل على نفسه وسار حتى وصل الى مشارف قرية ” أم حارتين ” ورأته امرأة وهو بحالة مزرية فعطفت عليه وساعدته في فك وثاقه ، فشكرها وتابع سيره حتى وصل الى بساتين حمص فوقع في خندق غاب فيه عن وعيه ، ولما أفاق تلمس جرحه فوجده جافا ، فاطمأن قلبه وتابع السبر حتى وصل الى ” البغطاسية ” ثم حي سيدي خالد ، ومنه الى باب تدمر ، فقرع باب دار أخيه جميل ودخله والجميع ذهلوا من رؤيته حيا يرزق ، وهم في أشد حالات الحزن على الاعدام الذي جرى ، وكان أخوه جميل قد تفقد موقع الاعدام ولم يجد أحدا جثمان نظير …بعد ذلك بقليل تم نقل نظير النشيواتي الى منزل الشهم الفاضل ” محمد الزين ” وجاء الطبيب سليم محيش اليه وعالج جراحه ، ثم قدم اليهم الطبيب الطرابلسي البطل عبد الله بيسار من طرابلس وعالجه أيضا ، وبقي الطبيبان يعالجان المجاهد نظير حتى شُقي تماما ، ولم يقبلا أن يتقاضيا أي أجرة على عملهما الرائع …
انظر:
خالد محمد جزماتي: ثــورات حــمــص على الفرنسيين (1)
خالد محمد جزماتي: ثــورات حــمــص على الفرنسيين (2)
خالد محمد جزماتي: تأسيس جيش الإنقاذ (1)
خالد محمد جزماتي: تأسيس جيش الإنقاذ (2)
خالد محمد جزماتي: تأسيس جيش الإنقاذ (3)
خالد محمد جزماتي: تأسيس جيش الإنقاذ (4)
خالد محمد جزماتي: تأسيس جيش الإنقاذ (5)
خالد محمد جزماتي: تأسيس الدولة العربية في دمشق 1918- 1920
خالد محمد جزماتي: الجيش العربي ومعركة ميسلون (1)
خالد محمد جزماتي: الجيش العربي ومعركة ميسلون (2)
خالد محمد جزماتي: الجيش العربي ومعركة ميسلون (3)
خالد محمد جزماتي: مـعـركـة مـيسـلـون.. خسائرالطرفين (4)
خالد محمد جزماتي : مـعـركـة مـيسـلـون.. فيصل الأول وفوزي القاوقجي (5)
الدكتور توفيق الشيشكلي .. زعيم حماة و رئيس الكتلة الوطنية
أحمد سامي السراج .. أعلام وشخصيات من حماة
هاشم صيادي .. أعلام وشخصيات من حماة
المحامي رئيف الملقي .. أعلام وشخصيات من حماة
