نص نصيص – من الحكايات الشعبية الشامية
دمشق – مخيم اليرموك
الراوية: امرأة أصلها من فلسطين
توثيق الباحث نزار الأسود.
كان ياما كان، كان رجل وله ثلاث نساء عواقر، فسأل عن دواء للحمل، فقيل له التفاح، فأكلتها إلا الزوجة الثالثة فإنها أكلت نصفها، وتركت نصفها الثاني على النافذة، فجاءت حمارة من الطريق وأكلت نصف التفاحة.
وبعد شهور حملت الزوجات. ثم ولدت الأولى ولداً سمته حسناً والثانية حسيناً، والثالثة ولدت ولداً صغيراً، ولصغره سمته “نّص نصيص”.
بعد مدة كبر الأولاد. وولد الحكاية يكبر بسرعة. فقال الأب لأبنائه الشّباب: ماذا يريد كل منكم أن أشتري له؟ فقال حسن: أنا أريد فرساً وبندقية، وقال حسين: مثل حسن، أمّا نص نصيص، فقال لأبيه: أنا أريد بالفرس خشبة كبيرة طويلة، عريضة من الأمام، وضيقة صغيرة من الخلف ومعزاة.. وأعطى الأب ما طلب أبناؤه.
ذات يوم ذهب الأبناء جميعاً إلى الصيد. كان حسن وحسين يصطادان بالبندقية ومع ذلك لم يصطادا شيئاً، لقلة براعتهم في التسديد والإصابة. أما نص نصيص، فقد كان يسدد ويرمي العصافير والطيور بالخشبة، فيصطاد كثيراً منها، فيغار إخوته منه ويعتدون عليه، ويخونونه، ويأخذون صيده.
وفي يوم من الأيام، وبينما كانوا يسيرون في صحراء مقفرة خالية، صادفتهم غولة، فقالت لهم: أنا عمتكم، أبوكم زوجني، وأنتم صغار الا تعرفوني؟؟ ثم أخذتهم إلى بيتها، وفي الليل قالت الغولة: سآكل حسناً وحسيناً، ونص نصيص. فسمعها نص نصيص فتنحنح، فقال له: مابك؟ فقال لها: كيف أنام وأنا جائع، فذهبت وأتته بخروف. وقالت: كله. إلا أنه ظل يشغلها بطلباته وبحديثه ويلهيها بألاعيبه حتى الصباح . وعندما استيقظ إخوته قال لهم: إنها غولة وليست بعمتكم فأخذروها.
جاءت الغولة فقالت للإخوة: ماذا تشرب فرسكم؟ قالوا : لها ماء مغربلاً وكربلاً. فذهبت إلى النبع كي تغربل الماء. وعندها هرب الإخوة. فلما أحسّت الغولة بهروبهم دعت على الفرس أن تتوقف فتوقفت. فنزل حسن وحسين عن فرسهما وركبا وراء نص نصيص على المعزاة وتابعوا السير إلى البيت..! وفي البيت قال نص نصيص: سأذهب وآتي بالغولة، فنزل إلى السوق، واشترى صندوقاً. وذهب به إلى بيت الغولة، وتظاهر أنه بائع متجول يبيع ما في الصندوق، فجاءت الغولة لتشتري وقالت له: إنك تشبه نص نصيص، فقال لها: أنا لا أعرفه، ولم أره من قبل. وإذا لم تعجبك الأشياء التي في أعلى الصندوق. ابحثي في أسفل الصندوق فلربما وجدت أشياء تحبينها.
فنزلت الغولة إلى أسفل الصندوق. وأخذت تنتقي من الأغراض. فأغلق نص نصيص الصندوق عليها وذهب إلى بيته، ونادى: يامن يأتيني بحطب وعيدان كبريت، فجاءه الحطب والكبريت، فأشعل النار في الصندوق وماتت الغولة.
وتوتة توتة خلصت الحتوتة
وفي رواية أخرى من حي الميدان، أن نص نصيص كان جنياً يجلس في بستان، ويمر به كل يوم حطاب فقير، فيسخر نص نصيص منه، وأخيراً صمم الحطاب على الانتقام منه، فهجم عليه بفأسه، فأختفى نص نصيص في شق الأرض، فتبعه الخطاب ضرباً بالفأس حتى وجد كنزاً من الذهب.
انظر:
جرة الزيتون – من الحكايات الشعبية الشامية
من الحكايات الشعبية الشامية – شجاعة حطاب
من الحكايات الشعبية الشامية – الشجرة والطفلة الصغيرة
من الحكايات الشعبية الشامية – ثلاثة عشر “13”
من الحكايات الشعبية الشامية – زهرة الرمان
البنت الصالحة – من الحكايات الشعبية الشامية
الخضر – من الحكايات الشعبية الشامية
الأب الظالم – من الحكايات الشعبية الشامية
أبو كاترينا – من الحكايات الشعبية الشامية
كل شيء أساسه النساء في هذه الحياة – من الحكايات الشعبية الشامية
الصندوق – من الحكايات الشعبية الشامية
الغبي – من الحكايات الشعبية الشامية
البنت الشريفة – من الحكايات الشعبية الشامية
المعلاق – من الحكايات الشعبية الشامية
الأميرة التقية – من الحكايات الشعبية الشامية
رغيف خبز – من الحكايات الشعبية الشامية
نعيم ونعيمة – من الحكايات الشعبية الشامية
ثلاث ليمونات – من الحكايات الشعبية الشامية
الخبز والملح – من الحكايات الشعبية الشامية
الرجل الفقير- من الحكايات الشعبية الشامية
قمر الزمان – من الحكايات الشعبية الشامية
السلطان وابنته الأميرة – من الحكايات الشعبية الشامية
رامي – من الحكايات الشعبية الشامية
جرة الملح – من الحكايات الشعبية الشامية
قصة الطفل الذي يحب الجوز – من الحكايات الشعبية الشامية
البنت الذكية – من الحكايات الشعبية الشامية