شهادات ومذكرات
من مذكرات أمين أبو عساف (22): تعييني أمراً لرعيل المدرعات الثاني عام 1941
من مذكرات أمين أبو عساف (22): تعييني أمراً لرعيل المدرعات الثاني
في الأول من أيلول عام 1941 عينتُ برقياً آمراً لرعيل المدرعات الثاني مركزه اللاذقية في الأصل لكنه حالياً تحت تصرف قيادة المنطقة الشمالية. إن هذه النواة للتشكيلات المدرعة ثلاثة رعائل مستقلة كانت قيادتها ومحاسبتها وقيادة الحضائر من الفرنسيين. إن هذا التشكيل هو أكثر من رعيل. إذ يتكون من رعيل مصفحات عدد /5/ خمس وحضيرتين محمولتين وحضيرة قيادة، تضم محاسبة رواتب ومحروقات وتموين ورحبة تصليح بالإضافة إلى السيارات اللازمة للنقل وسيارة خفيفة لآمر الرعيل ودراجات أي وحدة مستقلة إدارياً.
إنني الضابط الأول في قطعات الشرق الخاصة (أي سوريا ولبنان) الذي يستلم مثل هذه القيادة. سرَني هذا التعيين نظراً لأهمية الوحدة التي أقودها، ولأتمكن من تطبيق ما تعلمته في فرنسا “سومير” عملياً على تشكيل مدرعات.
امتثلتُ أمام قائد المنطقة الشمالية في حلب الذي أحالني إلى قيادة المنطقة الشرقية بدير الزور. كان الرعيل يعمل تحت تصرف سرية الهجانة بدير الزور، وهو يعمل الآن بمنطقة الحسكة تحت إشراف قائد الموقع بمهمة أمن بين القبائل المتناحرة.
لقد ترك آمر الرعيل الفرنسي قيادته عندما علم أن فرنسا الحرة تستلم قوات الشرق الخاصة والتحق بقوات “فيشي” مع صف الضباط بعد أن أعطى رأيه إلى عسكريي الرعيل بعدم الخدمة والذهاب إلى أهلهم. وهكذا على حدود فلسطين التحق الفرنسيون بقوات فرنسا الحرة والآن يلتحقون بقوات “فيشي” التي تُبحرُ إلى فرنسا وقد استلمت مهماتها قوات فرنسا الحرة.
وضع الرعيل عند الاستلام: كان الأفراد غير إنضباطيين لا يرغبون في الخدمة أثناء الدوريات ويسرقون البنزين لبيعه. رتباء مهملون ومن دون كفاءة ولم يتعودوا من قبل على تحمل المسؤولية.
عند فرار آمر الرعيل عُين آمر سرية الهجانة المساعد “كافاري” لقيادة الرعيل مؤقتاً.
أخفق في السيطرة عليه وتركه. كان الرعيل موزعاً على عدد من المخافر.
كانت توجيهات قائد المنطقة الشرقية تقضي بإعلامه عن رأيي بعد الإطلاع على وضع الرعيل. بعد إطلاعي على وضعه الراهن وعدم جدوى إعطائه مهمات أمنية اقترحتُ أن تجمع عناصر الرعيل في أحد المواقع حتى يمكن السيطرة عليه وإعادة الروح العسكرية إلى أفراده. وكانت القيادة لا تجهل وضعه.
بتاريخ 7 / 9 / 1941 أخذتُ أمراً بالدخول إلى حلب عن طريق الرقة. تحت تصرف قائد المنطقة الشمالية، ونظراً لذهاب الرقيب الفرنسي المحاسب! كنت أقوم بدور المحاسب أيضاً مع عناصر المكتب الذين ليس لديهم شهادة محاسب!.
منذ استلامي قيادة الرعيل باشرت بإعادة تشكيله وأفهمت الرقباء أن عليهم تعبئة الفراغ بذهاب الفرنسيين. ويجب أن يعتمدوا على أنفسهم وينموا معلوماتهم ليتمكنوا من القيادة بواجباتهم ليحلوا محل الفرنسيين وليستحقوا الترفيع. إن الرقباء والعرفاء كانوا ينفذون الأوامر فقط دون أن يعرفوا واجباتهم ومسؤولياتهم. أكثرية العناصر كانت من اللبنانيين وكان أقدمهم الرقيب الأول “نعمي خداج” من كفر متًى بلبنان وقد قدّم مساعدات قيمة إلى آمر الرعيل.
بتاريخ 17 / 9 سألني قائد المنطقة إذا كان الإمكان إسناد مهمات أمنية إلى الرعيل أجبته عن استعدادي لتلقي الأوامر.
اقرأ:
من مذكرات أمين أبو عساف (1): الثورة العربية الكبرى
من مذكرات أمين أبو عساف (2): بدايات الحكم الفرنسي في السويداء
من مذكرات أمين أبو عساف (3): أسباب الثورة السورية الكبرى 1925
من مذكرات أمين أبو عساف (4): اشتراك حوران وعرب اللجاة في الثورة السورية الكبرى
من مذكرات أمين أبو عساف (5): متابعة دراستي وانتسابي إلى الصف الخاص
من مذكرات أمين أبو عساف (6): الدخول إلى الكلية العسكرية
من مذكرات أمين أبو عساف (7): الدراسة في الكلية العسكرية
من مذكرات أمين أبو عساف (8): التخرج من الكلية العسكرية وتعييني في الكوكبة الثالثة
من مذكرات أمين أبو عساف (9): نقلي إلى كتيبة شمال سورية الكوكبة /25/
من مذكرات أمين أبو عساف (10): إجراءات السفر إلى “سومير”
من مذكرات أمين أبو عساف (11): مدرسة سومير للفرسان والمدرعات
من مذكرات أمين أبو عساف(12): زيارة باريس
من مذكرات أمين أبو عساف (13): إعلان فرنسا الحرب على ألمانيا النازية
من مذكرات أمين أبو عساف(14) : نقلي إلى الكوكبة الثالثة مدرباً لطلاب الكلية العسكرية
من مذكرات أمين أبو عساف (15) : محاضرة عن الدروز في “جبل الدروز”
من مذكرات أمين أبو عساف (16): الحرب عام 1941 بين قوات فيشي وقوات فرنسا الحرة والجيش البريطاني
من مذكرات أمين أبو عساف (17): ذهاب الكتيبة إلى الحدود الفلسطينية
من مذكرات أمين أبو عساف (18): معركة فيق
من مذكرات أمين أبو عساف (19):الانسحاب من تل الفرس
من مذكرات أمين أبو عساف (20): العودة إلى حمص بالقطار من محطة القدم
من مذكرات أمين أبو عساف (21): إعادة تشكيل الرعيل واستلامي مهمات دفاعية على طريق تدمر ودمشق