شهادات ومذكرات
من مذكرات أمين أبو عساف (21): إعادة تشكيل الرعيل واستلامي مهمات دفاعية على طريق تدمر ودمشق
حرب عام 1941 بين قوات فيشي وقوات فرنسا الحرة والجيش البريطاني
من مذكرات أمين أبو عساف (22): إعادة تشكيل الرعيل واستلامي مهمات دفاعية على طريق تدمر ودمشق
من الثالث والعشرين حزيران إلى الرابع والعشرين من تموز تم إعادة تشكيل الرعيل الأول بقيادتي واستلمت منطقة /فيروزه/ شرقي حمص، تل هارون، طريق رياق، جديدة شرقية، زيدل، طريق سكره.
وفي التاسع والعشرين من حزيران تم تشكيل الرعيل الثاني بقيادة المرشح “فيصل الأتاسي” واستلم مهمامه مكاني. وتقدمت برعيلي على طريق تدمر إذ كنا ننتظر هجوماً من هناك.
في السابع من تموز الساعة 19.00 تلقينا أمراً بالرجوع إلى حمص، كانت قوات فرنسا الحرة قد احتلت دمشق والنبك وتتقدم باتجاه حمص.
وفي اليوم التالي أي /8/ تموز استلمت مهمة الدفاع عن “قطينة” جنوب حمص، جرى يومها قصف مدفعي. وبنفس اليوم نُحي المقدم “رفعت” عن قيادة الكتيبة وانتشرت إشاعة باستلام “حمد الأطرش” مكانه.
وفي العاشر من تموز زار وحداتنا العقيد “عبد الله عطفة” وقد كانت هذه الفترة مميزة بتشويش الأفكار وانتشار الشائعات، كما كان الجو مغبراَ من شدة الرياح والعواصف الرملية. وربما ساعد هذا على كثرة التوتر العصبي وانتشار الشائعات المختلفة.
وفي الحادي عشر من تمو ز تراجعت قواتنا من شمسين، شنشار، دميقة وقد انسحبت إلى “نقين” مع أربع مصفحات وفجأة سمعنا أصوات نيران كثيفة من مكان تمركز المرشح “صفدي” فأخذنا الاستعدادات اللازمة لكننا لم نرَ شيئاَ.
ذهبتُ إلى المرشح “صفدي” استطلع الخبر بأجاب رأيت خيالات وأشباحاَ حسبتها مصفحات. هكذا فالتوتر والخوف يجعل من الخيال والشبح مصفحة. وهذا الحادث سبب عدم تغييري من مكان تمركزي وبقائي حتى إشعار آخر.
الهدنة وعودتنا إلى المعسكر البولوني بحمص
وصلت أخبار الهدنة لذا عدنا لاحتلال الخط السابق من أجل تحديد حدود الهدنة هذه فعدتُ إلى قطينة كما عاد زملائي إلى شنشار وشمسين ودميقة وحوالي ظهر اليوم وصلنا أمر بتغيير الوضع لذا عدت إلى تل الشور.
في الثالث عشر من تموز مدد خط هاتفي لموقع تل الشور ولكن في وقت متأخر من نفس اليوم تلقينا الأوامر بالعودة إلى حمص كما أعيد المقدم “رفعت” لقيادة الكتيبة.
وفي الرابع عشر من تموز عدنا إلى حمص وتمركزنا في المعسكر البولوني حيث تم في هذا المعسكر حشد الكثير من وحدات جيش الشرق الخاصة فرسان ومشاة وأخذت القوات تعتني بالأسلحة والتجهيزات حيث تم في /18-19/ تموز تفتيشها من قبل الكولونيل قائد المنطقة.
كما يحدث في مثل هذه الظروف تزايدت الإشاعات المتناقضة حول حلّ قطعات الشرق الخاصة وقد طلب الكولونيل “كوله” وباسم الجنرال “ديغول” إلى الضباط أن تقوم قطعات الشرق الخاصة بالتعاون مع فرنسا الحرة لقاء رواتب مغرية وترفيع سريع على أن يتم تنفيذ كل المهمات التي تأمر بها القيادة الفرنسية داخل الأراضي السورية وخارجها.
عقدنا اجتماعاً لبعض الضباط الموجودين في المعسكر وتدارسنا الوضع وقررنا الاتصال بالحكومة السورية لحثها على استلام الجيش وتمويله.
وشكّلنا وفداً من ضابطين للاتصال برئيس الوزارة “خالد العظم” من أجل تحقيق ذلك. كانت بريطانيا تقوم بتمويل فرنسا الحرّة ومنها قطعات الشرق الخاصة.
وطلبنا أن يكون تمويل هذه القطعات عن طريق الحكومة السورية وأن تعمل هذه القطعات لصالح الحكومة السورية. لم يوافق رئيس الوزارة. والحمد لله أنه رفض. ولم نرتبط مع بريطانيا.
قررنا أن نرفض العرض الفرنسي بخدمة فرنسا الحرّة وقلنا لا نشترك بحرب إلاّ باسم سوريا. تبقى المبادرة الفردية واردة (أي التطوع إفرادياً)، وقد تطوع عدد قليل من الضباط وذهبوا إلى ليبيا مع وحدات فرنسا الحرة.
وفي العشرين من تموز بُلغنا أن خدمتنا تنتهي في الحادي والثلاثين من تموز عام 1941 دون أي تفصيل عن التعويض أو التقاعد.
وفي /28-29/ تموز بدأنا بتسليم السروج والسلاح وبعد ظهر يوم التاسع والعشرين من تموز توقف التسليم حتى إشعار آخر بموجب برقية.
في /30-31/ تموز بدون تغيير – شبه تمر بين الجنود- تفشي القمار- وعدم إطاعة الأوامر.
هذا ما جرى معنا. بماذا تفكر بريطانيا وفرنسا الحرة لا علم لنا بذلك. وهل تسريح الجيش في /31/ تموز كان للضغط علينا حتى نغير موقفنا، كل هذه الأمور كان يُبتُ بها بين البريطانيين الفرنسيين بدون مشاركة سورية.
في الأول من آب تغيب أكثر من /12/ جندي أثناء نوم الظهر، تم زجهم بالسجن بعد عودتهم، شبه مظاهرة باجتماع المساء مع “فيصل الأتاسي” الضابط الأسبوعي وحبسه المحرّضين.
في /2-3/ آب هرب بعض العناصر إلى البريطانيين في نفس المعسكر ولكن هؤلاء لم يستقبلوهم فعادوا وأودعوا السجن.
في الثامن من آب وصل الجنرال “ديغول” والكولونيل “كوله” وفي التاسع من آب قابلنا الكولونيل “كوله” وأبلغنا أننا سنبقى على وضعنا السابق.
وبعد تلك الأحداث حصلت على مأذونية وذهبت لزيارة أهلي.
اقرأ:
من مذكرات أمين أبو عساف (1): الثورة العربية الكبرى
من مذكرات أمين أبو عساف (2): بدايات الحكم الفرنسي في السويداء
من مذكرات أمين أبو عساف (3): أسباب الثورة السورية الكبرى 1925
من مذكرات أمين أبو عساف (4): اشتراك حوران وعرب اللجاة في الثورة السورية الكبرى
من مذكرات أمين أبو عساف (5): متابعة دراستي وانتسابي إلى الصف الخاص
من مذكرات أمين أبو عساف (6): الدخول إلى الكلية العسكرية
من مذكرات أمين أبو عساف (7): الدراسة في الكلية العسكرية
من مذكرات أمين أبو عساف (8): التخرج من الكلية العسكرية وتعييني في الكوكبة الثالثة
من مذكرات أمين أبو عساف (9): نقلي إلى كتيبة شمال سورية الكوكبة /25/
من مذكرات أمين أبو عساف (10): إجراءات السفر إلى “سومير”
من مذكرات أمين أبو عساف (11): مدرسة سومير للفرسان والمدرعات
من مذكرات أمين أبو عساف(12): زيارة باريس
من مذكرات أمين أبو عساف (13): إعلان فرنسا الحرب على ألمانيا النازية
من مذكرات أمين أبو عساف(14) : نقلي إلى الكوكبة الثالثة مدرباً لطلاب الكلية العسكرية
من مذكرات أمين أبو عساف (15) : محاضرة عن الدروز في “جبل الدروز”
من مذكرات أمين أبو عساف (16): الحرب عام 1941 بين قوات فيشي وقوات فرنسا الحرة والجيش البريطاني
من مذكرات أمين أبو عساف (17): ذهاب الكتيبة إلى الحدود الفلسطينية
من مذكرات أمين أبو عساف (18): معركة فيق
من مذكرات أمين أبو عساف (19): العودة إلى حمص بالقطار من محطة القدم