بدر الدين تلجبيني – التاريخ السوري المعاصر
هو عبارة عن دكان كبير واسع يستوعب كميات كبيرة من شتى أصناف الغلال من قمح وشعير وعدس وقطن وبقوليات ، يأتي بها مزارعوا أعزاز من أراضيهم الى الخان، فإما أن يشتريها منهم صاحب الخان أو يبيعها لحسابهم بالأمانة ، فان كانت الحبوب كمية (ديكمه) بدون أكياس يقوم صاحب الخان بكيلها بوعاء خشبي يسمى (الكيل)، وأما إن كانت (مجّولة) أي معبأة في أكياس من القنب (أبو درب أحمر) فيتم وزنها حينئذٍ عن طريق القبّان الذي كان في القديم عبارة عن خشبة يحمله على اكتافهم شخصان ومسطرة للقياس ووحدة حديدية تزن كيلو غرام ، ثم تطوّر القبان إلى طاولة معدنية ثم إلى الميزان الرقمي الإلكتروني المعروف.
وكان الخان في القديم يبيع من القمح أنواعاً شتى وكان لها في مدينة أعزاز مسمَّيات ، فهناك قمحٌ يسمونه (الحماري) الذي يصلح لصنع البرغل والقمح (البياضي) ويستعمل لإنتاج الخبز وقمح يدعونه (سود السفا) للخبز ايضا، ويتم فحص محتوى اكياس القمح بواسطة انبوبة معدنية لها رأس حاد تسمى (قلم الفحص) تغرس في الكيس وتأخذ منه عينة او ما تسمى عندهم (مسطره).
ويبيع الخان أيضا القطن الأبيض معبأ في أكياس كبيرة (شلول) ويبيع ايضاً المبيدات الحشرية وأصواف الأغنام وشعر الماعز، وكانت هناك خانات في المدينة تختص ببيع الطحين الكندي الأبيض المستورد والطحين العادي إلى الأفران .
وكان في السوق دائما كتيبة من الحمالين جاهزون للتحميل والتنزيل، يستعملون سلما خشبيا يدعى (المردوان) وهو اسم تركي ، ويرتدي الحمال لباساً من قماش متين ، ويضع درعاً من اللباد على ظهره ليحميه ، ويحمل خطافاً حديدياً ذو مقبض خشبي يدعى (الغمزويه) يغرسها في كيس القمح ليثبّته على ظهره، وكان للحمالين رئيس (ريّس) مسؤول عن تشغيلهم وتوزيعهم على الخانات حسب الطلب .
ولكون اغلب الخانات كانت مبنية من الطين كان صاحب الخان يهتم بحماية الغلال من القوارض فيقتني مجموعة من مصائد الفئران (مصلايات) فينصبها في أماكن مختلفة من الخان ليطمئن على سلامة الأرزاق وينام بأمان !!
ومن أشهر الخانات في مدينة اعزاز في الخمسينات والستينات نذكرها بأسماء أصحابها مع حفظ الألقاب فلا نعرف من الذي حج منهم ومن لم يحج : خان الحاج رشيد زعموط – خان الحاج قدور تركي عثمان، خان الحاج محمود العشاوي (وقد ال من بعده الى الحاج صالح زعموط)، خان الحاج غازي كركج ابو فريد، خان الحاج فيصل ويسي، خان الحاج وحيد صالح الهلال، خان أحمد باقي، خان الحاج احمد الشيخ سعيد، خان الحاج بحري ويسي، خان المرعنازي، خان حج عبد الله مستو، خان حج ديبو العشاوي، خان حج محمود حنظل، خان حج أحمد شعبو (الشيخ موسى)، خان حج محمود الحلو وشريكه على العجيلي،خان بكري داديخي أبو مروان،خان محمد عبد الوهاب مكي،خان محمد أيوب،خان ابو سمير العموري وغيرهم، كما رواها لنا المرحوم الحاج ابراهيم شعبو).
انظر:
بدر الدين تلجبيني: جولة في ليل أعزاز
بدر الدين تلجبيني: الزودة في قديم أعزاز
بدر الدين تلجبيني: المولد النبوي الشريف في أعزاز
بدر الدين تلجبيني: مقاهي أعزاز
