شهادات ومذكرات
من مذكرات أمين أبو عساف (20): العودة إلى حمص بالقطار من محطة القدم
حرب عام 1941 بين قوات فيشي وقوات فرنسا الحرة والجيش البريطاني
من مذكرات أمين أبو عساف (20): العودة إلى حمص بالقطار من محطة القدم
في الحادي عشر من حزيران عام 1941 تحركنا من خان الشيح إلى داريا- القدم لنأخذ القطار إلى حمص في المحطة جاء ضابط برتبة “مقدم” واجتمع بالرئيس “حمد” على حدة وطال اجتماعهما.
في القطار سألت الرئيس “حمد” من هو الضابط الذي اجتمعت به وماذا يريد؟ وقد طال اجتماعكما؟ أجاب هو المقدم “حسني الزعيم” كنت أعرف اسمه وأراه لأول مرة، وهو مكلف من القيادة بالدفاع عن دمشق بواسطة متطوعين – أي حرب شعبية وهو مفوض بانتقاء ضباط يساعدونه في تنفيذ مهمته وقد استلم أموالاً لهذه الغاية. الضابط المحاسب هو الرئيس “حسين غزي” يجب أن يكون الضابط متطوعاً برضائه للقيام بهذه المهمة المؤقتة. تطبق عليه قوانين الجيش في كل الحالات وبعد انتهاء مهمته يعود إلى وضعه السابق. ما رأيك بهذا العرض والانضمام إليه؟
سألت هل هو مستقيم وموضع ثقة حتى يضع الضابط مصيره بين يديه” أجاب : كلا هو مقامر قليل الوفاء، قلت له هذا لا يرُافق.
من الثاني عشر إلى الثاني والعشرين من حزيران بقينا في الثكنة لإعادة تنظيم الكوكبة. بدأت عناصر الكوكبة بالالتحاق. التحق الملازم “مسعد” وعناصر الحضيرة الباقية معه إفرادياً، لقد تسلل بجوار مجرى نهر اليرموك. حيث كانت الأراضي صعبة وتاهوا. طلبوا من الأهالي أن يرشدوهم إلى الطريق. طلب هؤلاء منهم أن يعطوهم السلاح مقابل ذلك. ولما استلموا منهم السلاح هددوهم بالقتل واستلموا الخيول والألبسة وأوصولهم إلى الطريق حفاة عراة. وصل رعيل الملازم “بشور” إفرادياً مع نقص بالرواحل والأسلحة.
رعيل القيادة ترك العربات “الطنابر” على الطريق العام نظراً لاحتلال القنيطرة من قبل العدو وتسلل باتجاه سعسع. أما سيارة التموين التي كانت تنقل القتلى والجرحى فقد وصلت القنيطرة قبل احتلالها وتابعت باتجاه سعسع وانتظرت وصولنا.
تبين أن العدو قد هاجم بعنف على محوري: بانياس القنيطرة، وجسر بنات يعقوب القنيطرة. وعدم دفاع الخط الأمامي المدة الكافية أدت إلى سقوط القنيطرة قبل الوقت المحدد من قبل القيادة والذي أدى إلى قطع الطريق على وحدات – محور الحمة- فيق- تل الفرس، لكن رغم الهجوم الشرس تمكنت الكوكبة من تأخير العدو.
أما الهجوم على محور درعا فلم يلقَ مقاومة تذكر فبعد احتلال درعا انطلق الهجوم منها شمالاً إلى الشيخ مسكين واحتلها بدون مقاومة وتوجه رتل آخر باتجاه السويداء حيث جرت معارك استشهد فيها الملازم الأول “جدعان الشعراني”.
أذيع ثناء على الجيش مع وسام صليب الحرب الفرنسي لعام /1939-1940/ لكل من الرئيس “حمد الأطرش” والملازم الأول “أمين أبو عساف” والمرشح “فيصل الأتاسي” وبعض الرقباء والجنود لصمودهم أمام عدو يفوقهم عدداً وعدة وتنفيذ المهمة الموكلة إليهم. وبعد تطويقهم تمكنوا من الانسحاب مع أسلحتهم وعتادهم والالتحاق بقيادتهم.
اقرأ:
من مذكرات أمين أبو عساف (1): الثورة العربية الكبرى
من مذكرات أمين أبو عساف (2): بدايات الحكم الفرنسي في السويداء
من مذكرات أمين أبو عساف (3): أسباب الثورة السورية الكبرى 1925
من مذكرات أمين أبو عساف (4): اشتراك حوران وعرب اللجاة في الثورة السورية الكبرى
من مذكرات أمين أبو عساف (5): متابعة دراستي وانتسابي إلى الصف الخاص
من مذكرات أمين أبو عساف (6): الدخول إلى الكلية العسكرية
من مذكرات أمين أبو عساف (7): الدراسة في الكلية العسكرية
من مذكرات أمين أبو عساف (8): التخرج من الكلية العسكرية وتعييني في الكوكبة الثالثة
من مذكرات أمين أبو عساف (9): نقلي إلى كتيبة شمال سورية الكوكبة /25/
من مذكرات أمين أبو عساف (10): إجراءات السفر إلى “سومير”
من مذكرات أمين أبو عساف (11): مدرسة سومير للفرسان والمدرعات
من مذكرات أمين أبو عساف(12): زيارة باريس
من مذكرات أمين أبو عساف (13): إعلان فرنسا الحرب على ألمانيا النازية
من مذكرات أمين أبو عساف(14) : نقلي إلى الكوكبة الثالثة مدرباً لطلاب الكلية العسكرية
من مذكرات أمين أبو عساف (15) : محاضرة عن الدروز في “جبل الدروز”
من مذكرات أمين أبو عساف (16): الحرب عام 1941 بين قوات فيشي وقوات فرنسا الحرة والجيش البريطاني
من مذكرات أمين أبو عساف (17): ذهاب الكتيبة إلى الحدود الفلسطينية
من مذكرات أمين أبو عساف (18): معركة فيق