جرة الملح – من الحكايات الشعبية الشامية
دمشق- حي الشاغور
الراوية: امرأة
توثيق الباحث نزار الأسود.
كان هناك في قديم الزمان أخوان، الأول متزوج، فقير معيل، والثاني غير متزوج وغني ويملك مالاً كثيراً. وفي يوم من الأيام أولم الغني وليمة فذهب الفقير إليها ليأكل مع الضيوف، فطرده أخوه الغني لأنه لم يدعُه إليها.
عاد الأخ الفقير إلى داره حزيناً مهموماً، وأخذ يفكر، ماذا يطعم الأولاد؟ وفي اليوم الثاني أعد شبكة الصيد وذهب ليصطاد.
كان لهذا الصياد ابنة جميلة، اسمها ليلى، ذهبت إلى البستان وجلست تحت شجرة، وهي تبكي من الجوع، فشاهدت عجوزاً تقول لها: لم تكبين يا بنتي؟
فقصت البنت قصتها على العجوز، فأعطتها العجوز جرّة، وقالت لها: ضعي ما تشاءين في هذه الجرة فسوف تعطيك مثله، وبقدر ما تطلبين. وما عليك إلا أن تقولي: أيتّها الجرة الكريمة اعملي!
وعندما تريدين إيقافها، ما عليك إلا أن تقولي: أيتها الجرة الكريمة قفي.
ذهبت ليلى إلى البيت فرحة بجرتها، فوصلت قبل أبيها. وعندما جاء أخبرته بأمرها، ففرح الأب زوجته بالجرة. ووضع أمامها عشرة براميل. ثم ذهب إلى السوق واشترى موزاً وبرتقالاً وتفاحاً، ووضعها في الجرة، فقالت ليلى للجرة: أيتها الجرة الكريمة اعملي، فامتلأت البراميل جميعاً بالفاكهة، ثم قالت لها : أيتها الجرة الكريمة قفي، فتوقفت الجرة.
طمع الأخ الغني بالجرة، عندما علم بأمرها، وحسد أخاه، وبينما هم نيام تسلل إلى البيت خلسة، وأخذ الجرة، ووضعها في زورق كبير كان يستعمله في تجارة الملح. ثم أقلع بالزورق إلى عرض البحر، بحيث لا يراه أحد. ووضع الأخ الغني في الجرة ملحاً وقال لها: أيتها الجرة الكريمة اعملي، فأعطته الجرة ملحاً كثيراً وكثيراً. ومن شدة فرحه نسي ما يقوله لها لتقف فامتلأ الزورق بالملح وغرق، ومات الأخ الغني.
عندما استيقظ الصياد من نومه، أراد أن يأكل قبل أن يذهب إلى الصيد، لم يجد الجرة، فحزن عليها وأسف لفراقها. ثم ذهب إلى الصيد جائعاً. ولما سحب شباكه من البحر، كانت ثقيلة جداً، فظن أن الصيد ثمين وكبير. ولكن عندما وصل إليه وجد جثة أخيه، كما وجد جرته محطمة وفيها آثار الملح. فحزن بموت أخيه وعرف ما جرى له.
وبعد ذلك أصبح الصياد غنياً، فاشترى بيتاً جديداً، وأخذ يجلب إليه كل يوم فقيراً ويطعمه ويكسوه.
وتوتة توتة خصلت الحتوتة.
انظر:
جرة الزيتون – من الحكايات الشعبية الشامية
من الحكايات الشعبية الشامية – شجاعة حطاب
من الحكايات الشعبية الشامية – الشجرة والطفلة الصغيرة
من الحكايات الشعبية الشامية – ثلاثة عشر “13”
من الحكايات الشعبية الشامية – زهرة الرمان
البنت الصالحة – من الحكايات الشعبية الشامية
الخضر – من الحكايات الشعبية الشامية
الأب الظالم – من الحكايات الشعبية الشامية
أبو كاترينا – من الحكايات الشعبية الشامية
كل شيء أساسه النساء في هذه الحياة – من الحكايات الشعبية الشامية
الصندوق – من الحكايات الشعبية الشامية
الغبي – من الحكايات الشعبية الشامية
البنت الشريفة – من الحكايات الشعبية الشامية
المعلاق – من الحكايات الشعبية الشامية
الأميرة التقية – من الحكايات الشعبية الشامية
رغيف خبز – من الحكايات الشعبية الشامية
نعيم ونعيمة – من الحكايات الشعبية الشامية
ثلاث ليمونات – من الحكايات الشعبية الشامية
الخبز والملح – من الحكايات الشعبية الشامية
الرجل الفقير- من الحكايات الشعبية الشامية
قمر الزمان – من الحكايات الشعبية الشامية
السلطان وابنته الأميرة – من الحكايات الشعبية الشامية
رامي – من الحكايات الشعبية الشامية
