فارس الأتاسي : يهود حمص في الأرشيف العثماني

فارس الأتاسي – التاريخ السوري المعاصر

اليهود في حمص: باب اليهود، أملاك وأوقاف اليهود في المدينة.

تم في وقت سابق نشر عدد من الاحصائيات العثمانية الرسمية لمدينة حمص في القرن السادس عشر، توضّح تواجد اليهود فيها بشكل مثبت وقاطع، لذا كان لا بد من توضيح الموضوع بشكل أكبر وأوسع مع الحفاظ على البساطة، لإزالة أي جدل قائم بخصوص أمر تم نفيه من خلال الموروث الشعبي، وهو أن حمص مدينة لا/ لم يسكنها يهودي.
كل الوثائق التي تم الاعتماد عليها وذكرها هي من الأرشيف العثماني الرسمي في اسطنبول (BOA).

عدد السكان اليهود في حمص وخاناتهم (منازلهم):

كانت نتيجة الإحصاء لأحياء حمص القديمة مع “محلّة سيدنا خالد بن الوليد” (الخالدية اليوم) عام 1526م/ 933 هـ:

2032 نفر

1827 خانة

23 معفى من الضريبة، وهم من “فقراء (دراويش) الشيخ جمال الدين”.

22 شريف

15 من السَدَنة ومتولّي الأوقاف وأصحاب البراءات السلطانية

15 إمام

1 سباهي (عسكر من الفرسان أصحاب الإقطاعات، ويعتقد أنه من اهالي المدينة الأصليين)

وحيث أن كلمة “خانة” تأتي بمعنى المنزل، فإن المقابل لخانة واحدة هو بين 5-7 أشخاص تقريبًا، وبهذا يكون العدد التقريبي لسكان المدينة وفق الإحصاء بين 9100 نسمة وبين 12800 نسمة، مع الأخذ بعين الاعتبار الموظفين والعساكر الأتراك وعائلاتهم، والذين لم يشملهم الإحصاء.

بلغ عدد خانات المسيحين ضمن الإحصاء 304 خانات (1520-2100ن) بنسبة 16.5% تقريبًا، بينما بلغ عدد خانات اليهود 28 خانة (140-196ن) بنسبة 1.5% من سكان المدينة (BOA. TT.418).

باب اليهود:

يعتقد أنه الإسم الأصلي لباب هود الحالي،
ورد في كتاب الفتن لمؤلفه نعيم بن حماد المروزي (توفي 843م/ 228 هـ)، ج2 صـ274 (طبعة 1993):
“وتفتح حمص للمسلمين برجل من اليهود من بابها الغربي الأيمن أو من الباب المغلق (الباب المسدود) الذي بين باب دمشق وباب اليهود فيدخلها المهاجرون…”

ويبدو أن التسمية قد ظلّت كذلك بعد 7 قرون واعتمدت كتسمية رسمية في بعض إحصاءات الدولة العثمانية بدايات القرن السادس عشر الميلادي، حيث ورد في الوثيقة المؤرخة عام 970 هـ:
وقف: مسجد بصروي (بصراوي) در محلهء باب اليهود (BOA. TT.1026)
كما وردت التسمية في وثائق أخرى: باب الهود، باب هود..

أوقاف اليهود في حمص:

عمل اليهود في حمص بنظام الوقف الذي لم يكن حكرًا على المسلمين فقط، بل عمل به المسيحيون كذلك وأوقفوا أراضٍ على بعض كنائسهم وأديرتهم، ولدينا بشكل رسمي تسجيل دقيق لأوقاف اليهود في مدينة حمص، وكلها على “فقراء اليهود”
فقد ألحق بالوقف الأول 7 قطع أرض في قطينة، وبالوقف الثاني قطعة أرض في قرية كفردوس، فيما أوقف المدعو “كمال” اليهودي وقفًا على فقراء اليهود تكون وارداته من قرية نقيرية (النقيرة اليوم) (BOA. TT.1026)..

أملاك اليهود:

برز بين أغنياء اليهود “يحيى بن يوسف” و”يوسف بن عبداللطيف” الذين تملّكا أراض زراعية في ريف حمص، وكذلك كان للأول علاقات تجارية مع رجال أعمال المدينة المسلمين وصلت إلى حد الشراكة (BOA. TT.1026)..

الجزية:

لم تتوانى الدولة العثمانية عن تحصيل الجزية من اليهود، وقد أعطى كل فرد يهودي ما يقارب 23 أقجة عثمانية جزيةً سنوية كمعدل تقريبي، وكانت الجزية تدخل ضمن الاموال الشخصية للسلطان العثمانية (خواص) (BOA. TT.1026).