بطاقات بحث
رامي – من الحكايات الشعبية الشامية
رامي – من الحكايات الشعبية الشامية
دمشق – حي الميدان
الراوية ذات أصل مغربي
توثيق الباحث نزار الأسود.
كان ياما كان حتى كان، كان هناك رجل كبير السن، يدعى رامي، وكان الناس جميعهم ينادونه عم رامي، وقد احتفل هذا اليوم بعيد ميلاده المئة، كان عم رامي فقيراً جداً، وكان دائم البحث عن المال، وعن لقمة العيش.
وذات يوم رأى رجل غني، العمل رامي فأشفق عليه، وقال له: أيها الشيخ الوقور كيف يتركونك هكذا!! ينبغي أن يهتم الناس بأمثالك، تعال معي وسوف أعطيك طعاماً.
ذهب عم رامي، مع الرجل الغني إلى منزله، وكان عم رامي دائم الشكوى والأنين لا يرضى بحال ولا يحدث عن النعمة التي هو فيها، ونظر إلى الجدار فرأى صورة لرجل.. فأعجبته الصورة، وتحدث عنها بخير. وفجأة سمع صوتاً يكلمها: قال صاحب الصورة: إنها المرة الأولى التي أسمع فيها كلمة إعجاب بي..! أنا سامر الزمان. توفيق منذ -50- عاماً. ولم يعجب بي أحد سواك، ما أسعدني! سوف أجعلك سعيداً ايضاً. سأحقق لك أية أمنية تطلبها. قال رامي: أتمنى أن أعود شاباً.. ليهتم النا س بي وأـخلص من الشيخوخة. فهل هذا ممكن؟ قال صاحب الصورة: نعم هذا ممكن.
خرج رامي من دار الغني مسرعاً، وهو فرح، حتى إنه لم يأكل من طعام الغني.. وبعد قليل جاع. فمدّ يده إلى جيبه وأخرج النقود. وقال في نفسه: حظي سعيد اليوم: النقود تكفي ثمناً لكوب عصير. ثم رأى بائع عصير، فدخل دكانه، فعطس عطسة، وقال في نفسه: لدي إحساس أني صد صغرت عشر سنوات. ثم نادى الساقي، وطلب منه فنجان قهوة. وقبل أن يذهب الساقي عطس عطسة ثانية – فقال لي الساقي: ماذا حدث لك؟ قال رامي: كل ما حدث هو أني قد صغرت عشر سنوات، وأصبح عمري الآن ثمانين سنة، فلا داعي للقهوة أعطني كوباً من عصير البرتقال.
وقبل أن يذهب الساقي، عطس رامي عطسة ثالثة، وصرخ بأعلى صوته: -سبعون- قال الساقي: سبعون. قال رامي: نعم. وبعد العطسة الرابعة أمسك رامي بالساقي وقال له: ألا ترى أن ملامحي قد تغيرت.! قال الساقي: فعلاً.. لقد أصبح لك شعر في رأسك، وأسنان في فمك..
خرج عم رامي من دكان بائع العصير فرحاً. وما يزال جائعاً. فلم يستطع عبور الشارع، فتقدم ولد لمساعدته، ولكنه عكس مرة أخرى، وصاخ خمسون. وحمل الولد على كتفيه، وعبر به الشارع، إلا أن الولد خاف منه وهرب.
ثم قرأ عم رامي إعلاناً عن وظيفة لحارس ليلي، فتقدم للوظيفة وقبل، وخلال نوبة حراسته الليليلة عطس مرتين، ولما عاد صاحب العمل صباحاً، قال له: من أنت؟ لماذا تلبس ثياب الحارس الذي كان هنا، قال رامي: أنا الحارس ياسيدي، قلم يصدقه وظن أنه لص، فطرده من العمل.
وعلى الرغم من كل ذلك، فقد كان الفرح يغمر قلب رامي، فقد أصبح عمره ثلاثين عاماً، فاشتغل في التجارة، مهنته الأولى عندما كان في أوج شبابه. بيد أنه بعد أن عكس، وأصبح في العشرين من عمره، لم يعد خبيراً في عمله كما كان. فطرده صاحب المتجر.
أخذ رامي يجري في الطريق قفزاً من الفرح، فاصطدم بشرطي، ولكن الشرطي ظنه متسكعاً فاقتاده إلى مخفر الشرطة، حيث أصبح عمره خمسة عشر عاماً، فأطلق سراحه رئيس المخفر لحداثة سنه..
وبينما كان رامي يسير في الطريق، التقى بطفل عمره سبع سنوات فدفعه، فقال له الطفل: لولا أنك أكبر مني لكنت ضربتك. فعطس رامي فأصبح عمره سبع سنوات، فضربه الطفل وهرب.
جرى رامي إلى منزل الغني الذي رأى الصورة عنده، فقال له الرجل الغني: لقد بعتها لأحد التجار، ودله على متجره، فجرى رامي إلى المتجر، بسرعة كبيرة قبل أن يصغر أكثر. وترجى صاحب الصورة ألاّ يصغر، فقال له صاحب الصورة: الذنب ذنبك وليس ذنبي، فأنت لم تقدّر النعمة التي كنت فيها.
إن القناعة كنز لا يفنى.
توتة توتة خلصت الحتوتة.
انظر:
جرة الزيتون – من الحكايات الشعبية الشامية
من الحكايات الشعبية الشامية – شجاعة حطاب
من الحكايات الشعبية الشامية – الشجرة والطفلة الصغيرة
من الحكايات الشعبية الشامية – ثلاثة عشر “13”
من الحكايات الشعبية الشامية – زهرة الرمان
البنت الصالحة – من الحكايات الشعبية الشامية
الخضر – من الحكايات الشعبية الشامية
الأب الظالم – من الحكايات الشعبية الشامية
أبو كاترينا – من الحكايات الشعبية الشامية
كل شيء أساسه النساء في هذه الحياة – من الحكايات الشعبية الشامية
الصندوق – من الحكايات الشعبية الشامية
الغبي – من الحكايات الشعبية الشامية
البنت الشريفة – من الحكايات الشعبية الشامية
المعلاق – من الحكايات الشعبية الشامية
الأميرة التقية – من الحكايات الشعبية الشامية
رغيف خبز – من الحكايات الشعبية الشامية
نعيم ونعيمة – من الحكايات الشعبية الشامية
ثلاث ليمونات – من الحكايات الشعبية الشامية
الخبز والملح – من الحكايات الشعبية الشامية
الرجل الفقير- من الحكايات الشعبية الشامية
قمر الزمان – من الحكايات الشعبية الشامية
السلطان وابنته الأميرة – من الحكايات الشعبية الشامية