ملفات
حادثة اختطاف محافظ الجزيرة عام 1937
حادثة اختطاف توفيق شامية محافظ الجزيرة عام 1937
شهدت الجزيرة إنقساماً بين حلفاء الفرنسيين وأعدائهم، بين دعاة الانفصال عن الحكومة المركزية في دمشق وبين الوطنيين.
وتصاعدت في أواخر شهر تموز عام 1937 الاحتكاكات بين العشائر الكردية والأحياء المسيحية في بلدة عامودا، ما دفع عشرات العائلات المسيحية إلى مغادرتها إلى الحسكة والقامشلي.
تدخلت القوات الفرنسية في الثامن والعشرين من تموز للحد من هذه التطورات ولكن لم تستطع السيطرة عليها، كما حاولت الحكومة السورية بالتنسيق مع سلطات الانتداب الفرنسي العمل دون تطور هذه الاحتكاكات، واستقبلت الحكومة في دمشق وجهاء من عامودا الذين شكلوا لجنة وطنية.
وفي شهر آب عام 1937 أوفدت الحكومة إلى عامودا لجنة تحقيق كان من بين أعضائها إدمون رباط عضو المجلس الدائم في الكتلة الوطنية، ولكن في اليوم التالي لوصول اللجنة إلى الحسكة، وقبل أن يدخل وفد لجنة عامودا الذي قدم تأييده إلى الحكومة الوطنية قد دخلها بعد، وقعت “طوشة عامودا” وهي صدامات إثنية بين حيي المسيحيين والأكراد فيها.
خلال تلك الاشتباكات الضارية حاولت لجنة التحقيق الحكومية أن تتدخل لاحتوائها ولكن جهودها أخفقت، فغادرت أدراجها إلى دمشق.
كما أوفدت القيادة الفرنسية في القامشلي الكابتن الفرنسي ماير إلى عامودا للتحقيق بالأحداث، وما كاد أن يدخل حتى تعرضت سيارته لإطلاق نار مع تزامن هجوم على الثكنة الفرنسية.
إثر ذلك قامت السلطات الفرنسية بإخلاء عامودا من العائلات المسيحية وبدأت بقصفها.
في تلك الآونة خلت الجزيرة تماماً من الموظفين السوريين.
استغل دعاة الانفصال حوادث عامودا ليزيدوا من ضغوطهم لتحقيق مطالبهم في الحكم الذاتي تحت الحماية الفرنسية، واتهموا الحكومة السورية بأنها المسؤولة عما تعرض له المسيحيون في عامودا وأنها هي التي سلحت الأكراد للإنقضاض على المسيحيين.
تعاطفت وزارة الخارجية الفرنسية مع “حركة الجزيرة” وتابعت مراسلاتها مع الحكومة السورية وطالبت بالحصول على التزامات جديدة في شأن “الأقليات” وتطبيق نظام المحافظات.
واستقبل تيوني حين وصوله إلى بيروت عدد من قادة الانفصال بينما امتنع رؤساء العشائر الوطنية عن زيارته وحولت ولائها إلى الحكومة المركزية في دمشق(1).
وبعد أقل من أسبوعين على عودة قادة حركة الانفصال من اللقاء مع تبوني إلى الجزيرة وقعت حادثة خطف محافظ الجزيرة بالوكالة توفيق شامية(2).
(1) باروت (محمد جمال)، التكون التاريخي الحديث للجزيرة السورية، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، الدوحة، الطبعة الأولى عام 2013م، ص451-455.
(2) كلمة النائب نوري الفتيح في مجلس النواب حول حادثة اختطاف محافظ دير الزور عام 1937
انظر:
كلمة النائب نوري الفتيح في مجلس النواب حول حادثة اختطاف محافظ دير الزور عام 1937