مقالات
صلاح الدين البيطار: أهمية الفرقة في تنظيمنا الحزبي
أهمية الفرقة في تنظيمنا الحزبي مقال نشره صلاح الدين البيطار في النشرة الداخلية لحزب البعث الصادرة في دمشق في نيسان عام 1953م.
نص المقال:
من الملاحظ دوماً أن البعثي الحديث يحمل بين جنبيه عاطفة جياشة وروحاً فياضة عالية. ان منبعها ذلك الألم الممض المنعكس في نفس كل عربي عن حبه اللامتناهي لأصله وقومه وهو اليوم واقع أمته المؤلم. وواجب الحزب ولا شك ان يبقى على هذه الشعلة، ولكن واجبه أيضاً ان يحولها إلى قوة الحزب وتنظيم في مجراه. ومهمة الفرقة هي تهيئة الجو لذلك. ففي الفرقة يتمثل الأعضاء مبادئ الحزب عن حب ووعي.
فالجو العاطفي الذي يسود اجتماع عدد منهم، يرفع روحهم ويزيد في طاقتهم. وتفسير الحزب في اجتماعهم الدوري الحوادث السياسية والاجتماعية التي تقع في بلادهم وفي العالم على ضوء مبادئه، يجسد لهم هذه المبادئ التي اعتنقوها ويحملهم بالتالي مسؤولية تبليغها للناس.
كما أن توضيح أهداف الحرب القريبة والبعيدة فيها، يحدد موقفهم البعثي تحديداً دقيقاً ويوجههم توجيهاً واحداً. وفوق ذلك فإن مناقشات الفرقة تضع في متناول فكرهم ذلك الجدال البعثي الذي يجب ان يتسلح به كل عضو ليكون أداة الدعاية الحزبية. ونصف معركة النضال قائم على الدعاية والتبشير.
اننا نلفت أنظار الأعضاء بصورة عامة والمسؤولين في الحزب بصورة خاصة إلى إعتبار الفرقة شيئاً أساسياً في العمل الحزبي ويهتموا بها الاهتمام اللائق.
ماذا تبحث الفرقة في اجتماعها..
ان اجتماع الفرقة هو صورة أولية عن اجتماع حزبي كبير، وتعتبر اجتماعاتها في الحزب مقدمة وتمهيداً لاجتماعات شعبية في المستقبل، ينور بها الحزبيون أذهان الجماهير بحقيقة قضايا الشعب وبأهدافه الأساسية، وبالمبادئ الإنقلابية التي تهدف إلى تحقيق الاشتراكية القومية والوحدة العربية وتبعث في نفوس جميع أفراد الشعب روح الثورة على الأوضاع الفاسدة والنظم الرجعية التي يرزح تحت وطأتها والتي تعرقل تقدمه وخلاصه.
وعندما يكون اجتماع الفرقة ناجحاً يعتبر الحزب في مراحل تقدم وقوة ونمو. ولكي يكون الاجتماع محققاً الأهداف التي عقد من أجلها، يجب أن تهيئ مواضيع الاجتماع وتدرس دراسة كافية تبعد الحزب عن روح التساهل والارتجال وتضمن عدم انحراف الفرقة عن مهمتها الرئيسية.
إن الأبحاث التي تضمن لاجتماع الفرقة هذا النجاح والتي تتفق مع طبيعة تكوين الفرقة في الحزب ومع غايتها تنحصر فيما يلي:
أولاً – بحث مشكلة سياسية تتعلق بالوضع الراهن في الوطن العربي، ويستحسن أن تكون المشكلة مرتبطة بالأحداث السياسية الراهنة التي تتعرض لها الأقطار العربية “كالطائفية في لبنان، والحكم الاستبدادي في العراق، ومؤامرات الاستعمار الفرنسي لتجزئة النضال العربي في المغرب.. الخ”.
وتناقش هذه المشاكل في حرية ويعطي كل حزبي رأيه الصريح في صدق وجد على أن تنتهي الفرقة من هذا البحث إلى مقترحات وحلول وأسئلة وايضاحات يسجلها أمين السر لتجيب عليها القيادة.
ثانياً – بحث مشكلة اجتماعية تتعلق بأوضاع البلاد العربية الاقتصادية والاجتماعية “كمشكلة الاقطاعية والشركات الأجنبية وتحرير المرأة، وغيرها”. ويستحسن أن تكون للقضية التي تريد الفرقة بحثها، طابع آني راهن لكي يتاح للحزب أن يساهم في تغيير هذه الأوضاع ومحاربتها ما أمكنه ذلك.
“كأن تبحث مشكلة الريجي مثلاً بمناسبة قرب انتهاء مدتها، أ,تثار مشكلة الرجعية والتقدمية في المجتمع بمناسبة تدخل المؤسسات الدينية في السياسة”.
ويجب أن تكون جزئية تربط بينها صلة واحدة تجعل منها “كلا” فاسداً يسعى الحزب إلى الإنقلاب عليه وتقويض أركانه من الأساس. ويجب أن تنتهي هذه المناقشة بمشاريع ومقترحات تعمد الفرقة إلى تحقيقها بعد أن توافق عليها القيادة وتبين رأيها فيها.
ثالثاً: بحث مشروع عملي خاص بالفرقة غايته التربية الحزبية والدعاية للحزب، بأن تعمد الفرقة إلى بحث مراحل القيام بدعاية للحزب في وسط اجتماعي ما، غايتها نشر أفكار الحزب أو ادخال أعضاء جدد فيه. والفرقة ملزمة في هذا الموضوع بأن تكون واقعية فلا تفكر الا بالمشاريع التي تتفق مع مستوى أعضائها وامكانياتهم.
فمن البديهي أن فرق الطلاب تختلف بمستواها ونوع دعايتها عن فرق العمال وغيرها، ويجب أن تراعي الفرقةة في بحثها هذا مهن الأعضاء والوسط الذي يعيشون فيه.
ان هذا المشروع العلمي هو النقطة الوحيدة التي تعتبر خاصة بالفرقة، ولذا يجب أن تبرهن الفرقة بحماسة أعضائها، وصدق تمثلهم لمبادئ الحزب وروحه النضالية، على تربية حزبية سليمة تجعل العمل من أجل أهداف الحزب فوق كل هدف آخر.
والفرقة ملزمة بأن تحيل جميع المشاريع إلى القيادة التي تبحث امكان القيام بهذه المشاريع وتوجه الفرقة بما يتفق مع مصلحة الحزب بصورة عامة.
رابعاً: تقديم مقترحات وأسئلة واستيضاحات من قبل الفرقة وجميع الأعضاء إلى القيادة. ويجب أن تكون هذه الأسئلة صريحة تتعلق بمشاكل سياسية واجتماعية وحزبية يومية، ويجب أن يتقيد أعضاء الفرقة في توجيه أي شء إلى القيادة ببرنامج أعمال الفرقة وما يطلب منها “كأن يستوضح عضو مثلاً عن موقف الحزب من الحكم في السعودية، أو عن موقف الأعضاء من المؤسسات الأجنبية في لبنان أو أن توجه ملاحظات وانتقادات إلى تحرير الجريدة وتوجيهها وغير ذلك”.
خامساً: تلاوة أجوبة القيادة وتوجيهاتها فيما يتعلق بجميع الأسئلة والمقترحات السابقة، وللأعضاء الحق في أن يستوضحوا عن كل غموض في هذه التوجيهات.
سادساً: تلاوة أوامر القيادة وتوجيهاتها فيما يتعلق بأعمال الفرقة ومشاريعها.