بطاقات بحث
ثلاث ليمونات – من الحكايات الشعبية الشامية
ثلاث ليمونات – من الحكايات الشعبية الشامية
دمشق – حي الميدان
توثيق الباحث نزار الأسود.
كان في قديم الزمان ملك، وله ابن، وفي ذات يوم شاهد ابن الملك امرأة جميلة في المنام، وعندما استيقظ، قال لأبيه: أريد أن أتزوج المرأة التي رأيتها في المناك فقال الأب له: كما تشاء يا بني.
وفي الصباح الباكر، انطلق الأمير على فرسه، ومعه زوادته، وخرجه، حتى وصل إلى شاطئ البحر، فرأى سفينة فقال لصاحبها: أريد منك أن تنقلني إلى الشاطئ الآخر من هذا البحر!! فنصحه ربان السفينة ألا يذهب، فإن ذهب فلن يعود سالماً.. ولاسيما أن ملك البحر يحطم كل سفينة يراها.
فأجابه الأمير: سوف أشتري منك هذه السفينة، إن لم ترض أن تنقلني إلى الشاطئ الآخر من البحر.
رضي صاحب السفينة أن ينقل الأمير إلى الشاطئ الآخر. ولما وصل الأمير إلى الشاطئ شاهد السفن التي حطمها ملك البحر.
مشى الأمير ومشى حتى وصل إلى بيت صغير، فيه امرأة تمزّق أوراقاً، ولما دخل رحبت به، ثم سألها: ماذا تفعلين!!
فقالت له المرأة: كلما مزقت ورقة مات إنسان. فقص عليها قصته فقالت له: اذهب إلى أختي، وهي تساعدك في البحث عن المرأة التي رأيتها في حلمك وتزوجك منها.
مشى الأمير حتى وصل إلى بيت أخت المرأة، فرأى امرأة تخيط بإبرة، فسألها: ماذا تفعلين؟ فأجابته: كلما خيطت ثوباً ولد ولد فقص عليها قصته! فأعطته ثلاث ليمونات قائلة: كلما قطعت ليمونة إلى شطرين ظهرت امرأة جميلة تحبها وتريدها، ولكن احذر إذا لم تسقها ماء ذهبت واختفت.
عندما وصل الأمير إلى منتصف البحر، عائداً إلى ملك أبيه قال في نفسه: سأجرب ليمونة فقطع ليمونة، فظهرت امرأة جميلة ثم ذهبت لأنه لم يسقها.
وعلى الشاطئ الآخر.. جرب الأمير ليمونة، فشطرها إلى شطرين فظهرت فتاة رائعة الجمال، إلا أنها اختفت فجأة. فقد نسي الأمير أن يسقيها ماء. ولما وصل إلى قصر أبيه، أحضر كأس ماء، وشطر الليمونة الأخيرة إلى شطرين.
فظهرت فتاة، من أجمل ما رأت عينه، فسقاها ماء.. وقال لها: ابقي هنا إلى جوار قصر أبي ريثما أحضر لك حلّة العرس. ولما دخل القصر تسلقت الفتاة الشجرة القريبة منها، وانتظرت الأمير، وهي تفكر وتتأمل.
خرجت خادمة قبيحة المنظر من القصر، وقبح منظرها يدل على قبح نفسها، وعندما وصلت إلى الساقية لتغسل ثياب الملك، نظرت في الماء، فرأت صورة جميلة على صفحة مائه.. ثم نظرت إلى الشجرة فرأت الفتاة الفتّانة. قالت الجارية للفتاة: انزلي من الشجرة لنتحدث معاً يا أختي العزيزة. وما ان نزلت الفتاة، حتى طعنتها الجارية غيرة. وأصبحت الفتاة المطعونة طيراً بني اللوّن. جلست الجارية مكانها على الشجرة.
عندما عاد الأمير من القصر، نزلت الجارية من الشجرة، واقتربت منه، فتعجب، وأدرك أنها ليست فتاته. إلا أنّه ظن أن الفتاة ستصبح جميلة كما كانت..
وفي القصر اختلف الأمير مع أبيه الملك. الملك يقول عن عروس ابنه: إنها قبيحة شريرة، والأمير يقول: إن عروسي جميلة طيبة القلب.. ذات يوم ، كان طير جميل بني اللون يقترب من نافذة غرفة النوم. فتضايقت الجارية منه، وطردته.. فأخذ يأتي كل يوم إلى أن نسيت الجارية مرة الشباك مفتوحاً، فدخل الطائر إلى الغرفة، فجن جنون الجارية وضربته ضربة كسرت زجاج النافذة، وقطعت رقبة الطير. فسقطت ثلاث نقط من دمه على تراب الحديقة، فتحولت إلى ليمونات صغيرة. وتصادف أن رآها الأمير، فأمر أن يحافظ عليها حتى كبرت ثم أخذها ودخل غرفته وأغلق الباب وعندما قطع الليمونة الثالثة، ظهرت زوجته الأولى، الفتاة الجميلة، وقصت عليه قصة الجارية، فأمر ابن الملك أن يقطع رأس الجارية وعاش مع فتاته حياة سعيدة.
وتوتة توتة خلصت الحتوتة.
- هناك تشابه في بعض الجزئيات مع أسطورة مصرية.
انظر:
جرة الزيتون – من الحكايات الشعبية الشامية
من الحكايات الشعبية الشامية – شجاعة حطاب
من الحكايات الشعبية الشامية – الشجرة والطفلة الصغيرة
من الحكايات الشعبية الشامية – ثلاثة عشر “13”
من الحكايات الشعبية الشامية – زهرة الرمان
البنت الصالحة – من الحكايات الشعبية الشامية
الخضر – من الحكايات الشعبية الشامية
الأب الظالم – من الحكايات الشعبية الشامية
أبو كاترينا – من الحكايات الشعبية الشامية
كل شيء أساسه النساء في هذه الحياة – من الحكايات الشعبية الشامية
الصندوق – من الحكايات الشعبية الشامية
الغبي – من الحكايات الشعبية الشامية
البنت الشريفة – من الحكايات الشعبية الشامية
المعلاق – من الحكايات الشعبية الشامية
الأميرة التقية – من الحكايات الشعبية الشامية
رغيف خبز – من الحكايات الشعبية الشامية
نعيم ونعيمة – من الحكايات الشعبية الشامية