بطاقات بحث
المعلاق – من الحكايات الشعبية الشامية
المعلاق – من الحكايات الشعبية الشامية
دمشق – حي الميدان
توثيق الباحث نزار الأسود.
الراوية : امرأة عجوز
كان ياما كان، يا قديم الزمان، يحكى أن امرأة فقيرة كانت تعيش مع ابنها وابنتها وكانت تأكل مما تنسج، وذات يوم لم تقدر على العمل. وكان معها قليل من المال والطفلان يأكلان الخبز..
وذات يوم كان الطفلان يبكيان، فقالت الأم: ما بكما؟ فقالا: نريد أن نأكل.. ذهبت الأم إلى دكان اللحام، واشترت معلاقاً، وبينما كانت تمشي في الطريق، لحق بها كلب فسرق المعلاق وهرب..
ركضت المرأة خلف الكلب، حتى نزل في مغارة، فنزلت وراءه، ونظرت فرأت فرساً ينسج نسيجاً، فقالت له: السلام عليك. فقال لها: ماذا تريدين؟ قالت المرأة: هل رأيت كلباً ومعه شئ؟ قال الفرس: نعم ادخلي، فدخلت ونظرت فرأت دجاجة تليس الذهب والفضة. قالت المرأة للدجاجة: هل رأيت كلباً ومعه معلاق؟ قالت الدجاجة: نعم أدخلي.
دخلت المرأة فرأت كلباً يصف الصحون، فقالت له: هل رأيت كلباً ومعه شئ؟ قال الكلب: نعم ادخلي.
دخلت المرأة فرأت فأراً يصنع الشعيرية.. فقالت له: أيها الفأر هل رأيت كلباً ومعه شئ؟ قال الفأر: نعم إنه في الداخل.
دخلت المرأة فرأت الكلب جالساً، فقالت له: أيها الكلب أين معلاقي؟؟ قال الكلب: خذي الكيس من وراء الباب. أخذت المرأة الكيس الصغير، وبينما هي خارجة من عنده، رأت الفأر فأعطاها الشعيرية. ثم رأت الكلب فأعطاها من الصحون. ثم رأت الجاجة فأعطتها الحذاء الذي تلبسه. ثم أعطاها الفرس قماشاً.
رأت المرأة خارج المغارة إنساناً ومعه حمار، فقالت له: احمل لي هذا الكيس، وهذه الأغراض إلى البيت؟ ورافقته حتى وصلت إلى البيت.
فتحت المرأة الكيس فوجدت في داخله ليرات من الذهب، فأعطت الحمال ليرة واحدة. وأعطت ابنتها ليرة، وابنها ليرة، ثم خرجت المرأة واشترت كل ما يحتاج إليه البيت من المؤونة والأغراض.
ثم هدمت المرأة بيتها، وبنت مكانه بيتاً جديداً، وفصلت القماش عند الخياط ولبست مع أولادها ثياباً جديدة ونظيفة، وعاشت في سرور.
وفي يوم من الأيام، جاءت جارة هذه المرأة الصالحة، وكانت امرأة حسودة، فقالت لها: من أين لك المال، والعز والجاه؟ فأخبرتها المرأة بصراحة عن كل شيئ.. فصممت الجارة أن تفعل كما فعلت المرأة.
اشترت الجارة معلاقاً، ومرّت أمام الكلب، إلا أن الكلب لم يخطف المعلاق من يدها فزجته فلم يأكل، حتى ومت الطعام في فمه.. ثم مشت وراءه إلى المغارة، فرأت الفرس ينسج النسيج، فقالت له: ما هذا؟؟ فرس يعمل وإنسان لا يعمل؟؟ ثم ضربته ومضت.. قالت الجارة للكلب الذي يصف الصّحون: لو متّ فلن آكل من صحونك. وقالت للدجاجة: دجاجة وتلبس الحذاء؟؟ وكادت تضربها لولا أنها دهشت لسرير الدجاجة الذي فيه الذهب والفضة، وكذلك سخرت الجارة من الفأرة!!.
قالت الجارة للكلب: أين المال؟؟ فقال لها: خذي من وراء الباب كيساً. نظرت الجارة إلى أكبر كيس وأخذته، وبينما كانت خارجة ضربتها جميع الحيوانات بكل شيئ حتى خرجت من المغارة.
ارتمت الجارة على الرصيف فاقدة الوعي من الضرب، ثم أفاقت ووقفت، فرآها الحمّال ذاته ومعه الحمار. قال الحمال في نفسه: بإذن الله سآخذ نصيبي من هذه المرأة في أي شغل.
صاحت الجارة وقالت له: احمل لي هذا الكيس، فحمل لها الكيس.. وعندما وصلت إلى البيت، قالت له: احضر لي رملاً أحمر حيث سقفت الغرفة، وأصلحت بابها وأحكمت نافذتها. بعد ذلك أعطت الجارة الحمّال أجرته، ودخلت إلى الغرفة مع الكيس وحيدة، ولما فتحت الكيس خرجت منه حية وحنش!!. صاحت الجارة بأعلى صوتها، ولكن لم يسمعها أحد، لأن الغرفة محكمة الإغلاق كذلك لم تستطع الهرب، فخنقها الحنش وماتت.
انظر:
جرة الزيتون – من الحكايات الشعبية الشامية
من الحكايات الشعبية الشامية – شجاعة حطاب
من الحكايات الشعبية الشامية – الشجرة والطفلة الصغيرة
من الحكايات الشعبية الشامية – ثلاثة عشر “13”
من الحكايات الشعبية الشامية – زهرة الرمان
البنت الصالحة – من الحكايات الشعبية الشامية
الخضر – من الحكايات الشعبية الشامية
الأب الظالم – من الحكايات الشعبية الشامية
أبو كاترينا – من الحكايات الشعبية الشامية
كل شيء أساسه النساء في هذه الحياة – من الحكايات الشعبية الشامية
الصندوق – من الحكايات الشعبية الشامية
الغبي – من الحكايات الشعبية الشامية
البنت الشريفة – من الحكايات الشعبية الشامية