بطاقات بحث
البنت الشريفة – من الحكايات الشعبية الشامية
البنت الشريفة – من الحكايات الشعبية الشامية
دمشق – حي الميدان برامكة
توثيق الباحث نزار الأسود.
الراوية: امرأة مسنة
كان في قديم الزمان، رجل يعيش مع ابنته ووالده، وقد توفيت زوجته، ولما جاء موسم الحج قرر الرجل أن يحج، وأراد الابن أن يذهب معه، ليكسب الحجة، وليساعده أباه العجوز في رحلة الطريق.
قال الأب لابنه: وأختك يابني، ما تفعل بها؟ قال الابن: نشتري ما تحتاج إليه خلال مدة غيابنا، ونحفظها ونصونها بتطيين الدار عليها حتى نعود. فوافق الأب وشد الرحال إلى بيت الله الحرام.
وبعد أيام، والأب غائب عن البيت، أشعلت البنت الحمّام لتغتسل. فعرف ابن الجيران أن البنت تريد أن تدخل الحمام. فذهب إلى امرأة عجوز – اللعنة عليها تجوز- وقال لها: خذي هذه مئة دينار. دقي باب بنت الجيران وقولي لها: تعالي أغسلك في حمام السوق أنا عمّتك.
قالت البنت للمرأة العجوز: باب الدار مطين عليّ، كيف أخرج من البيت. قالت العجوز: نكسر طينة باب الدار، وبعد أن نعود من الحمام نطين الباب من جديد.
استأجر ابن الجيران حمام السوق، ودخلت العجوز والبنت، قالت البنت للعجوز: ولكن الحمام خال من النساء، قالت العجوز: الوقت ما يزال مبكراً، ثم رأت البنت ابن الجيران في مقصورة الحمام، فقالت للعجوز: ومايفعل هذا هنا؟
قالت : إنه صاحب الحمام. قال ابن الجيران للبنت: أأغسلك أم تغسليني، قالت: البنت أنا أغسلك، ثم رغت الصابون في جرن الحمام، ووضعت رأسه فيه، وهربت، ثم جاءت العجوز وقالت لابن الجيران: مالك؟؟ قال: ضربتني البنت على رأسي بجرن الحمام وهربت. ثم لبس ثيابه وأسرع إلى البيت، وبعث رسالة إلى والد الفتاة، بمعرفة المرأة العجوز يقول فيها: إن ابنتك قد كسرت طينة باب الدار، وكل يوم تدخل الرجال!!.
قال الأب لابنه: عد سريعاً إلى الشام يابني، وخذ أختك إلى البستان بعيداً عن الناس، ثم اذبحها، واملأ كاساً من دمها كي أشربه، تشفياً منها.
نامت البنت على رجل أخيها في البستان، فكان كلما أراد قتلها أشفق عليها، فتركها في البستان، ووضع تحت رأسها حجراً، وملأ الكأس من دم دجاجة، وأعطى الكأس لأبيه ليشربه.
استيقظت البنت من نومها فبعث الله لها مجرى نهر كي تشرب، وجعل لها شجرة نخل تسقط كل يوم تمرتين، فرآها الملك ووزيره، قال الملك للوزير: إذا كانت هذه الفتاة أنسية، فأحضرها لي، وإذا كانت جنيه فاتركها!!.
أحضر الوزير البنت للملك، بعد أن تأكد من أنها أنسية، فتزوجها الملك على سنة الله ورسوله، وأنجب منها أربع بنات. وذات يوم قالت الملكة للملك: إني ذاهبة إلى البستان كي أتنزه. فأمر الملك وزيره أن يرافقها.
وحين غربت الشمس قالت الملكة للوزير: هيا بنا نعود إلى القصر. فقال الوزير، وقد طمع بها، وأغراه جمالها: لالن نذهب إلى القصر فقد تأخرنا، وسرق منا الوقت، وسوق يقطع الملك رأسنا. فما رأيك أن ننام الليلة هنا، في البستان ونمشي في الصباح الباكر؟
وفي الليل قال الوزير للملكة: ما رأيك أن تطلّقي الملك وتتزوجيني؟ قالت: لا، قال الوزير: إن لم تفعلي قطعت رأس ابنتك الكبرى. فرفضت الملكة، ثم قطع الوزير رأس البنت الثانية والثالثة والرابعة، والملك ما تزال تتمسك بشرفها، إلى أن قال لها الوزير: إن لم تفعلي قطعت رأسك، قالت الملكة: حسناً ولكن قبل أن تقتلني أريد أن أتوضأ وأصلي ركعتين. فوافق الوزير، ثم قامت الملكة لتتوضأ فهربت.
باعت الملك ما معها من أساور، وتنكرت بزي رجل، وأخذت تبيع الفول والحمص والخضار والفواكه وتعيش من كد يمينها وعرق جبينها، بينما كان الملك والوزير وابن الجيران يبحثون عنها في كل مكان.
قال الأبن لأبيه: أبتاه، سوف أقول لك الحقيقة، لقد عرفت أن أختي والحمد لله شريفة وأنا لم أقتلها. وهكذا انطلق الأب وابنه يبحثان عن البنت فالتقيا بالملك والوزير وابن الجيران، فوجدوا مطعماً جميلاً، ونظيفاً، فدخلوا للراحة والطعام.
قال الابن لأبيه: ياأبت، كأن صاحب المطعم أختي، فصوته يشبه صوتها، قال الأب: إنه رجل. فقلعت البنتُ ذقنها، وشاربيها، وقالت: هذا أبي وهذا أخي الذي لم يذبحني وهذا ابن الجيران الذي حاول الاعتداء علي، وهذا هو الوزير الذي ذبح بناتي، وهذا الملك زوجي، وأنا بنت شريفة، وملكة شريفة، وصون عفاف البنت لا يكون بتطيين باب الدار عليها!!
قطع الملك رأس الوزير، ورأس ابن الجيران، ووضع والد الملكة وزيراً له وجعل أخاها أميراً، وأنجبت الملكة البنات والبنين، وعاشوا عيشة سعيدة.
وتوتة توتة خلصت الحتوتة.
وفي رواية أخرى من حي الميدان لامرأة عجوز، أن الفتاة قد أنجبت من الملك طفلاً جميلاً، فقال لغلام من عبده، أجلس عند الملكة واسمع ما تقوله لابني الأمير زيد، ثم أخبرني، فقال الغلام: نعم.
سمع الغلام الملكة تقول لأبنها: من أجل جدك “أبي زيد الهلالي” وخالك “زيد الهلالي”، فذهب الغلام وأخبر الملك بما سمع.
وفي الطريق قرر الرجال أن يقتلوا الملك، فقالت الملكة لزعيمهم: اسمح لي أن أذهب إلى بعد هذه الربوة الصغيرة، فقال: نعم، وأمر رجاله أن يربطوا رجلها بحبل، إلا أن الملكة ربطت الحبل بحجر وهربت، فعاد الرجال إلى الملك وقالوا له: إن الملكة قد ماتت ودفناها هناك..!!
ثم تجري الحوادث كالسابق.
انظر:
جرة الزيتون – من الحكايات الشعبية الشامية
من الحكايات الشعبية الشامية – شجاعة حطاب
من الحكايات الشعبية الشامية – الشجرة والطفلة الصغيرة
من الحكايات الشعبية الشامية – ثلاثة عشر “13”
من الحكايات الشعبية الشامية – زهرة الرمان
البنت الصالحة – من الحكايات الشعبية الشامية
الخضر – من الحكايات الشعبية الشامية
الأب الظالم – من الحكايات الشعبية الشامية
أبو كاترينا – من الحكايات الشعبية الشامية
كل شيء أساسه النساء في هذه الحياة – من الحكايات الشعبية الشامية
الصندوق – من الحكايات الشعبية الشامية
الغبي – من الحكايات الشعبية الشامية