بطاقات بحث
الغبي – من الحكايات الشعبية الشامية
الغبي – من الحكايات الشعبية الشامية
دمشق – حي الميدان
توثيق الباحث نزار الأسود.
الراوية : امرأة
كان ياماكان حتى كان، كان في قديم الزمان رجل كسول يعيش مع زوجته، ولا يحب أن يعمل ابداً.. حتى طردته زوجته من البيت يوماً، وقالت له، إياك أن تعود إلى البيت قبل أن تجد عملاً ..!!
خرج الرجل من بيته وأخذ يتجول إلى أن وصل إلى أرض فيها شجرة، وعلى الشجرة غراب يقول، وهو ينعق كاك .. كاك.. فقال له الرجل الغبي: أنت معلمي فقد أحببتك..!! وسأعمل في الأرض طوال اليوم من أجلك. وفي آخر النهار جاء الرجل إلى الغراب وقال له أريد أجري يا معلمي.. قال الغراب: كاك .. كاك..
وفي اليوم التالي حدث ما حدث في اليوم الأول، كذلك في اليوم الثالث، إلى أن ركض الرجل دون أن يلتفت، وقال لزوجته: لقد قتلت معلمي. ولم تدرك زوجته أن الغراب هو معلمه، فذهاب مسرعة مع زوجها وابنتها والحمار لتحمل جئة المعلم!
وقف الرجل في أول الطريق، بينما ذهبت الزوجة وابنتها إلى البستان وأخذت تبحث عن جئة المعلم، فوجدت مالاً وجواهر، فحملت المال والجواهر على ظهر الحمار، وعادت إلى البيت.
وفي الصباح خرج الرجل ومعه الحمار إلى السوق، ثم باع الحمار لرجل معروف في القرية، وأخذ خمس قطع من الفلوس ثمناً له، وعاد إلى البيت وهو مسرور، وقال لزوجته: لقد بعت الحمار بخمسة فلوس..!!
طار عقل الزوجة من عمل زوجها، ومن ضياع الثروة التي على ظهر الحمار فأخذت منه الفلوس الخمسة، وسألته عن الرجل الذي اشترى منه الحمار ثم أخذت ابنتها وانطلقت تبحث عنه.. إلى أن وجدته.
دخلت الزوجة وابنتها إلى بيت هذا الرجل، فرحب بهما، وقال لهما: ما اسمكما!! فقالت الزوجة: اسمي (أين أنا) وقالت البنت اسمي (أين أرقص)، ثم سألهما الرجل: ماذا تأكلان؟ فقالت الزوجة: لا شيئ، قال الرجل: سأذهب إلى السوق لأحضر كنافة طيبة، وهكذا خرج الرجل وأخذ الحمار معه. فاشترى الكنافة وعاد إلى البيت، فلم يجد أحداً فبدأ يصرخ: أين أنا، أين أرقص؟ فاجتمع عليه الجيران، وظنوا أنه قد جن، فقال: أين أنا؟ فقالوا له: في البيت. قال: أين أرقص؟ قالوا هنا ورقصك جيد جداً. وحين رقص الرجل، أخذت والبنت الحمار وانطلقتا به.
اشترت الزوجة من السوق، الذهب والأساور، واشترت مؤونة البيت، والدجاج وبعض الأثاث وعادت بها إلى البيت، وقالت لزوجها: ذاهبة وابنتي إلى العرس فكل هذا، ولا تنس أن تطعم الدجاج.
بعد أن ذهبت الزوجة وابنتها إلى الفرح، نظر الرجل في البيت فشاهد العجين فقال في نفسه: سوف أخبز، فوضع العجين على الحائظ وظن أنه جدار التنور، وبعد مدة نسي الرجل العجين فسقط على الأرض.
ثم نثر الرجل الحب للدجاج، فكانت الدجاج تأكل الجبة، وترفع رأسها لتبلعها. فظن الرجل أنها لا تعرف كيف تأكل وأنها ترجوه ليطعمها، فكان يمسك برأس الدجاجة، ويحشو فمها بالحب، إلى أن ماتت الدجاجات.
نظر الرجل إلى جرة الزيت فرأى صورة وجهه، فظن أن هناك، رجلاً داخل الجرة يتحداه فقال له: اخرج من الجرة، فلم يخرج ، فضربه بمكيال التبن الخشبي، فحطم الجرة، وساح الزيت على أرض الغرفة، ولكن ظل هذا الرجل ينظر إليه نظر تحد، فتناول العصا وأخذ يضربه حتى اختفى الزيت في بلوعة الغرفة وحتى وصل الزيت إلى كل مكان في الغرفة.
ثم نظر قطرميز السمنة، فشاهد ستة فرسان ينظرون إليه فجن جنونه، وقال: هربت من جرة الزيت إلى قطرميز السمنة، وأنت ورجالك خذ، وضرب القطرميز ضربة ألقت بالرف وما عليه أرضاً، وأخذ يطارد الرجال بعصاه حتى اختفوا في البلوعة.
جلس الرجل ليرتاح، فرأى صورة الرجل في قدر الحليب فقال له: لقد هربت من قطرميز السمنة واختبأت في قدر الحليب، هذا لن يكون أبداً!! أتظن أني لن أعرفك؟ ثم تناول عصاه ورشم الغرفة بالحليب.
رجعت الزوجة وابنتها من العرس، وعرفت ما حدث، فقالت لزوجها: اخرج من البيت، فقال الزوج: لن أعود قبل أن أجد عملاً.
وتوتة توتة خلصت الحتوتة.
انظر:
جرة الزيتون – من الحكايات الشعبية الشامية
من الحكايات الشعبية الشامية – شجاعة حطاب
من الحكايات الشعبية الشامية – الشجرة والطفلة الصغيرة
من الحكايات الشعبية الشامية – ثلاثة عشر “13”
من الحكايات الشعبية الشامية – زهرة الرمان
البنت الصالحة – من الحكايات الشعبية الشامية
الخضر – من الحكايات الشعبية الشامية
الأب الظالم – من الحكايات الشعبية الشامية
أبو كاترينا – من الحكايات الشعبية الشامية
كل شيء أساسه النساء في هذه الحياة – من الحكايات الشعبية الشامية
الصندوق – من الحكايات الشعبية الشامية