وثائق سوريا
بلاغ إلقاء القبض على سلمان المرشد عام 1946
أصدرت وزارة الداخلية بعد إلقاء القبض على سلمان المرشد بلاغاً ذكرت فيه تفاصيل عملية الإعتقال.
نص البلاغ:
البلاغ الأول
كانت الحوادث التي وقعت منذ عشر سنوات ونيف في جبل العلويين تشغل الرأي العام لخطورتها وأهميتها، وكان سليمان المرشد محور هذه الحوادث وقعاب الرحى فيها وقد وقع في شباط 1945 من الاعتداءات الجديدة وغصب الأراضي وإقصاء الفلاحين عن مزارعهم ما حمل الحكومة على أن تتخذ اجراءات رأتها في حينها ملائمة وحدها للمصالحة، اذ عمدت إلى تأليف لجنة مؤلفة برضاء واتفاق الطرفين للتحقيق والدرس في هذا الموضوع الهام.
إلا أنه لوحظ منذ تأليف هذه اللجنة إلى أن وضعت قراراتها النهائية ان سليمان لم يكن حسن النية في تسهيل مهمتها ولا في الانصياع لقراراتها إلى أن وقع ذات يوم ان جاء ولده فاتح المرشد إلى المحافظ يطلب إليه تسليم غلال قرية “المهالبة” المختلف عليها بين والده والفلاحين وأشار في حديثه إلى عزم أبيه على إرسال جماعة من أعوانه لاستلام الغلال فحذره المحافظ مغبة هذه النية وأبلغه ان تعليماته إلى الدرك ستتضمن وجوب تسليم الفلاحين حصتهم على أن تفرز حصة المتصرف وتعطى إلى شخص ثالث أمين إلى أن تنفذ قرارات اللجنة فتسلم نهائياً إلى صاحب الحق فيها إلا ان ظواهر الأسرار لم تكن تدل على احترام أوامر المحافظ الموافقة للحق والقانون حرصاً على الأمن وحفاظاً لحقوق الأفراد المغصوبة ولتتخذ هذه القوات الموقف اللازم فيما اذا سولت لسليمان نفسه تحدي القانون والخروج عليه. وأرسلت في الوقت نفسه من يبلغه عدالة مقرراتها.
وقد عاد الرسول معلناً رضوخ سليمان في الوقت الذي ورد فيه نبأ هاتفي من مخفر قرية “المهالبة” يفيد ان فاتح المرشد قد دخله وهو يتهدد ويتوعد باستلام الاغلال بالقوة.
ووردت أخبار أخرى تتضمن ان اعوان سليمان قد تجمعوا بأسلحتهم الكاملة في قرى مختلفة من قضاء الحفة وقرية “الجوبة” مقر سليمان المرشد. فلم تر الحكومة بداً من اتخاذ تدابيرها الفعالة فأرسلت قوات من الدرك للمحافظة على أرواح الابرياء وعلى حقوق الأهلين وأوفدت رسولاً ايضاً إلى سلمان ينصحه بالخضوع للمقررات المتخذة من قبل اللجنة الخاصة بعد أن أوعزت إلى قيادة الدرك بالمباشرة بتنفيذها.
وعاد الرسوم معلناً خضوعه للمقررات من جهة ومبلغاً شكواه من ذهاب الفلاحين لاستلام غلالهم من جهة أخرى وأنه يخشى الاصطدام معهم اذا بقوا في قرية “الجوبة”.
رأى المحافظ استناد إلى هذه الشكوى ان يوفد قائد اللواء الخامس بالذات للاشراف على الوضع الراهن وللحيلولة دون وقوع الاصطدام بين الفريقين وما ان وصل في صباح 13 أيلول 946 إلى موقع “العذرء” الذي يبعد ستة كيلومترات عن “الجوبة” حتى تساقط عليه وعلى جنوده وابل من الرصاص من كمين بثه سلمان من جماعته كانوا يرابطون في الأدغال وبين الصخور خدعة منه بغية الايقاع بقوى الأمن مما اضطر معه للمقابلة بالمثل والمقاومة ولم تكد تمضي ساعات ثلاث حتى تشتت جموع العصاة وأوفد سليمان دركياً كان اعتقله في بدء الحوادث إلى قائد اللواء الخامس يعلن استسلامه وخضوعه.
فاحتل “الجوبة” في الساعة الخامسة من اليوم ذاته، واعتقل سليمان المرشد وسيق إلى اللاذقية.
وقد استشهد في هذه الحادثة من قوات الدرك الملازم الأول جميل هلال قائد فصيل الحفة والدركي طاهر مكالس وجرح القائد صادق الداغستاني والملازم حسن الخير والوكيل الضابط هايل الجرمقاني والعريف عدنان الزين والدركي عبد الكريم هارون والدركي تيسير السباعي واحصي من المتمردين حتى الآن اثنا عشر قتيلاً.
أما مخاتير القرى المجاورة وأهلوها فقد جاؤوا يقدمون إلى قائد اللواء الخامس ولاءهم وشكرهم ويسدون العون إلى قرى الأمن لخلاصهم من هذه الحالة السيئة التي كانوا عليها والذي كان السلاح سبباً في اضطراب حبل الأمن منذ عام 1936 وستبقى القوات مرابطة إلى أن يتم تنفيذ قرارات اللجنة لينعم كافة المواطنين بالتمتع بحقوقهم الطبيعية الكاملة وبهذا انطوت في هذه المنطقة صفحة التمرد والعصيان والخروج على القانون وليطمئن الناس فيها إلى حماية الحكومة في أموالهم وأرواحهم.
البلاغ الثاني:
النص:
استسلم في الأمس فاتح بن سليمان المرشد مع خمسة من رفاقه فأودع سجن اللاذقية.
انظر:
قوى أمنية لإعادة السكان الذين نزحوا لاختلافهم مع سلمان المرشد عام 1946
تصريح سلمان المرشد حول عدم مشاركته في استقبال شكري القوتلي في اللاذقية 1944