شهادات ومذكرات
من مذكرات أكرم الحوراني – حوار مع ضابط ألماني والتجمع في حلب
من مذكرات أكرم الحوراني (10 /83)
من مذكرات أكرم الحوراني – حوار مع ضابط ألماني والتجمع في حلب
لم أكن أعرف عبد الله البيسار من طرابلس، لذلك فوجئت عندما وصلتني من قبله سيارة شحن جديدة لأحفظها عندي “أمانة”. ويبدو أنه فعل ذلك بتوجيه منير الريس، وكانت سلطات فيشي الخاضعة للألمان تصادر السيارات الكبيرة لدعم الآليات العسكرية.
فأودعت السيارة سراً في مكان أمين بحي الحاضر..
وذات يوم أتاني إلى البيت رجل ألماني وطلب مني تسليمه السيارة، فذهبت معه إلى حي الحاضر وسلمته إياها. فتقدها وتفحص الدواليب الاحتياطية فيها، وركبها وقال أنه يشكرني على أمانتي لأن هذه هي المرة الأولى التي يعثر فيها على رجل أمين، فقلت له: إنك تشكرني لتسيئ إلى بلادي، والظاهر أنك لم تتعرف على الشرفاء في هذه البلاد.. فاعتذر وقاد السيارة ومضى.
التجمع في حلب
بعد قضاء الانكليز على ثورة رشيد عالي الكيلاني في العراق، التي امتدت من 2 إلى 31 مايس 1941، اجتاح الإنكليز سوريا في 8 حزيران. وقبل هذا التاريخ بأيام أبلغنا في حماه ضرورة تجمع فلول الثورة في حلب للبحث والمذاكرة، وبالرغم من أنني لم أقتنع بضرورة هذا الاجتماع فقد ذهبت مع بعض رفاقنا إلى حلب. فالتقينا هناك بمنير الريس وعبد الهادي المعصراني وعدد كبير من جماعة القوتلي، وقد نزلت مع الريس والمعصراني في فندق الحمراء.
وفي اليوم الثاني دعينا إلى أوتيل بارون، واجتمعنا بشخص ألماني في إحدى غرف ذلك الفندق، فأخرج من جيبه خريطة وأشار إلى أن الألمان سيأتون للشرق الأوسط عن طريق القفقاس بعد احتلالهم روسيا. وكان يفهم من حديثه التشجيع على مقاومة الإنكليز لبينما تصل القوات الألمانية إلى المنطقة، فرجعنا إلى الفندق دون أن أعلق على حديثه. ولكنني قررت العودة إلى حماه وأخبرت رفاقي بذلك.
وفي الليلة الثانية أغارت الطائرات الإنكليزية على حلب فقصفت فندق بارون فأخطأته، وسقطت القنابل قرب فندق الحمراء حيث كنت أغط نائماً في إحدى غرفه التي يشاركني فيها منير الريس، فأفقنا على دوي القنابل وقد دخل الغبار والدخان من نوافذ الغرفة، فخيل إلي أن القنابل استهدفت الفندق. وقد هرب جميع النزلاء، وبقيت مع منير الريس حيث تابعنا نومنا حتى الصباح، عندما أفقنا على ذلك المشهد الأليم مشهد أهالي حلب وهم يغادرون مدينتهم إلى الأرياف بالسيارات والعربات وسيراً على الأقدام هرباً من غارات الطائرات البريطانية التي استمرت بقصف المدينة عدة ليال، ثم رجعنا إلى حماه على غير طائل، منتظرين ما سوف يفعله الانكليز بنا.
انظر:
انظر ايضاً:
من مذكرات أكرم الحوراني (65)- الشهبندر يعارض من منفاه ويدافع عن عروبة لواء الاسكندرون
من مذكرات أكرم الحوراني (66) – تنازلات جميل مردم .. وتراجع فرنسا عن تصديق معاهدة 1936
من مذكرات أكرم الحوراني (67) – التجربة والخطأ في الحزب السوري القومي
من مذكرات أكرم الحوراني (68) – حملة في حماة ضد الحزب السوري القومي
من مذكرات أكرم الحوراني (69) – لبنان والحزب السوري القومي
من مذكرات أكرم الحوراني (70) – التجربة والخطأ
من مذكرات أكرم الحوراني (71) – إنشقاق في صفوف الكتلة الوطنية بحماه
من مذكرات أكرم الحوراني (72) – الشباب في حماه والكتلة الوطنية
من مذكرات أكرم الحوراني (73) – منهاج حزب الشباب
من مذكرات أكرم الحوراني (74) – تكوين حزب الشباب
من مذكرات أكرم الحوراني (75) – صدام مع الكتلة الوطنية.. أول مرة أدخل فيها السجن
من مذكرات أكرم الحوراني (76) – حكومة المديرين
من مذكرات أكرم الحوراني (77) – محاولة اغتيال بهيج الخطيب
من مذكرات أكرم الحوراني (78) – إغتيال الشهيد الشهبندر
من مذكرات أكرم الحوراني (79) – الحرب العالمية الثانية
من مذكرات أكرم الحوراني (80) – شعب سورية يهب لنصرة العراق
من مذكرات أكرم الحوراني (81) – فرقة من مجاهدي حماة تتوجه إلى العراق عام 1941
من مذكرات أكرم الحوراني (82) – فشل الثورة في العراق 1941