في صباح الحادي والعشرين من تشرين الثاني عام 1946 استطاع نحو 400 قروي من منين الوصول عبر شاحنة نقل إلى وسط دمشق للاعتصام وإيصال شكواهم حول المخاتير في منطقتهم إلى الرئيس شكري القوتلي الذي استمع إلى الشكوى وأحالها إلى المراجع المختصة.
وذكرت صحيفة ألف باء الدمشقية أن مدير الشرطة العام سرعان ما وصل إلى المنطقة وهيأ للقرويين سيارات أعادتهم إلى منين وباشر التحقيق عن كيفية وصول القرويين إلى وسط دمشق دون أن تعلم بذلك الشرطة أو الدرك.
الخبر الذي نشرته صحيفة ألف باء
العنوان:
طريقة مبتكرة لإيصال الشكوى
كيف قابل 400 قروي رئيس الجمهورية
نص الخبر:
في الساعة السابعة من صباح أمس وقفت سيارة نقل كبيرة أمام المستشفى الجراحي ونزل منها نحو 400 قروي اصطفوا بالحال صفاً عسكرياً وساروا في سبعة أرتال يحمل كل رتل منها لوحة كتب عليها “منين تستصرخ عدالتكم لإنقاذها من مختاريها بدوي محيش وبدوي الحامد وأنصارهما” وقصد هؤلاء بستان الرئيس ووقفوا صفين من أول مدخل الشارع إلى آخره واللوحات مرفوعة وقد لفت منظرهم أنظار الناس فوقفوا يتفرجون عليهم ولما علم فخامة رئيس الجمهورية بوقوفهم أمام قصره العامر استدعى وفداً منهماً وسأله عن شكايتهم وأعلمهم أنه سيحيل ذلك إلى المراجع المختصة.
وجاء مدير الشرطة العام لما أعلمه مخفر عرنوس بالأمر، وهيأ للقرويين سيارات أعادتهم إلى منين وباشر التحقيق عن كيفية وصولهم دون أن تعلم بذلك المخابر الواقعة على طريقهم فتبين أن مخفر الدرك في جسر تورا ظنهم عمالاً فلم يعترض سبيلهم كما سأل محافظ الشام مدير ناحية منين وقيادة الدرك فيها عن أسباب عدم إبلاغه مغادرتهم منين بمثل هذه المظاهرة التي تلفت الأنظار.
تعقيب الباحث عماد الأرمشي:
المشفى المشار له في الخبر هو مستشفى الطلياني.
البستان : هو بستان الرئيس.
مخفر عرنوس : هو مكان مديرية الدرك الفرنساوية في عرنوس.