من الصحافة
شكري القوتلي يضع حجر الأساس لمستشفى المجتهد
نشرت صحيفة ألف باء خبراً حول وضع الرئيس شكري القوتلي حجر الأساس لبناء مستشفى المجتهد في يوم الخميس العاشر من نيسان عام 1947م.
عنوان الخبر في الصحيفة:
رئيس الجمهورية يضع الحجر الأساسي في بناء المستشفى
معلومات عن المستشفى الجديد وكلمة مدير الصحة العام والأستاذ الحكيم
النص:
احتفلت وزارة الصحة والإسعاف العام بعد ظهر أمس بوضع الحجر الأساس لمستشفى دمشق في شارع المجتهد، وقد لبى الدعوة كبار الموظفين وعلية القوم وأخذ كل منهم موقعه في سرادق أقيم في مكان الاحتفال.
وفي الساعة الخامسة أقبل فخامة فخامة رئيس الجمهورية فاستقبله رئيس الوزراء والأستاذ الغزي ومدير الصحة والإسعاف العام وحيته ثلة من الشرطة وعزفت موسيقى الدرك النشيد السوري ثم تقدم الدكتور أحمد قدري مدير الصحة والأسعاف العام فألقى بالنيابة عن وزير الصحة، رئيس الوزراء، خطاباً قيماً ومما قاله:
ان مستشفى دمشق التي نحتفل الآن بوضع حجر بنيانه الأساسي والذي لكم يا فخامة الرئيس الجليل الفضل الأعظم في تأسيسه وتشييده، قد وضع تصميمه على أحدث ما وصل إليه الفن الحديث وهو يتسع لمائتين وخمسين سريراً، منها ما هو خاص بالجراحة ومنها ما هو خاص بالأمراض الباطنية والنسائية وفروع الاختصاص، وفيه أقسام منها للعمليات الجراحية الكبرى والصغرى، ومنها للمخابر الكيماوية والجرثومية ومنها قسم للأشعة وقسم للصيدلة وقد ألحق به مستوصف للعيادات الخارجية وقد بوشر منذ الآن بالعمل على درس وتهيئة تأثيثه وتجهيزه بأحدث الآلات والأدوات والاثاث وكل ما نرجو من الله تعالى أن يتم بنيانه في ظل فخامتكم وان نحتفل بتدشينه تحت وارف ظلكم وان يفوز برعايتكم الكريمة فينعم بعدد من الأطباء والمأمورين والقوام والمشاورين الفنيين والاداريين يتناسب مع مكانة وأهمية الأعمال الطبية التي سيضطلع بها فتقر ثمة دمشق به عيناكم كما أنه سيحفظ لكم في كل حجر من أحجار بنيانه ذكراً خالداً مقروناً بالثناء والتعظيم كما يردد عيد الجلاء الذي يليه في كل هزيج من أغاريد افراحه اسمكم المحبوب على ممر الأجيال والسنين.
وهذا ولا يسعني بالختام إلا أن أشكر لأصحاب الدولة والمعالي رئيس الوزارة السورية والوزراء الكرام ما بذلوه من الاهتمام في تحقيق هذا المشروع الحيوي وللنواب الكرام ما ابدوه من المساعدة من سبيل تأييده واقراره كما أني أشكر للسادة الحضور تلبيتهم دعوتنا بحضورهم هذا الاحتفال العظيم والله ولي التوفيق.
وقد ألقي الأستاذ وحيد الحكيم المحامي كلمة حي الميدان مقدساً هذا اليوم الذي رأى فيه حي الميدان باكورة العمل الإنساني المجيد فيه، وهو الحي الذي قاسى في سبيل عقديته المقدسة ما قاسى حتى أضحى ترابه مجبولاً بدم الشهداء الأبرار الذين ذهبوا في سبيل الله والدفاع عن الوطن فما استكان للظلم الغاشم ولا تودد لأجنبي فحق له ان يفتخر بهذا اليوم الذي يرى فيه المجاهد الأمين والزعيم الجليل السيد شكري القوتلي يضع بيده الكريمة أول حجر في اشادة مستشفى في ربوعه.
ثم قال اللهم لك الحمد الذي انعمت علينا ما انعمت. الا انظروا ياقوم الفارق بين العهدين فحق لكم ان تفتخروا وحق علينا ان نعتز اذا قمتم بما وعدتم من مكافحة الفقر والمرض والجهل.
وبعد ذلك مشى فخامة الرئيس الأول إلى الأساس فوقع الكلمة الآتية: (في الساعة الرابعة والنصف بعد ظهر يوم الخميس الواقع في 16 جمادى الأول 1366 هجرية المصادف 10 نيسان 1947 ميلادية وضع فخامة رئيس الجمهورية السورية السيد شكري القوتلي المعظم الحجر الأساس لبناء مستشفى دمشق في عاصمة الجمهورية السورية).
وكانت هذه الكلمة مسطرة بالخط الثلث العربي، وقد طويت الورقة التي تحمل هذه الكلمة ووضعت ضمن أسطوانة الرصاص”لأن الرصاص أقوى المعادن على مرور الزمن” وركزت تحت الحجر الأساسي الذي وضع بعد أن أخذ فخامة الرئيس بيده الكريمة “ملعقة البناء” حيث رمى بها قليلاً من الملاط وقال: بسم الله الشافي باسم الوطن أضع الحجر الأساسي لهذا المستشفى. والله الحمد،
وقد عزفت الموسيقى النشيد السوري قبل ركوب فخامة السيارة عائداً إلى قصره العامر.
انظر:
زيارات وجولات واستقبالات شكري القوتلي الداخلية