وثائق سوريا
حديث حافظ الأسد بعد محادثاته مع الياس سركيس في آذار 1981
حديث حافظ الأسد إلى الصحفيين بعد انتهاء محادثاته مع الرئيس اللبناني الياس سركيس في دمشق في الحادي عشر من آذار عام 1981م.
صحيفة النهار، 12 آذار 1981
س- ما هي النتائج العملية التي أسفرت عنها زيارة الرئيس سركيس لسوريا؟
ج- أظن أن الرئيس سركيس أعطى أحدكم ورقة مكتوبة وفيها العناوين الأساسية التي اتفق عليها. وفي شكل عام كانت المحادثات جيدة، وكنا نناقش الأمور بروح الأخوة الحقيقية، وبذلنا مشتركين الجهود للاهتداء إلى حل نافع ومفيد يخفف بعض ما نحن فيه.
س- هل اتفق على شء على الصعيد الأمني؟
ج- نعم اتفقنا. والنقاط التي تحويها الورقة قسم منها يتعلق بالمجال الأمني.
س- بالنسبة للجنوب، الوضع متوتر كما تعرفون وهو وحده الساحة الباقية مشتعلة فيما بقية الساحات العربية ساكنة. هل توصلتم إلى ترجمة الشعار القائل بأن الجنوب مسؤولية عربية مشتركة ؟
ج- من النقاط التي تناولها البحث ادخال الجيش اللبناني الجنوب، ونحن في سوريا نؤيد هذا الأمر. أما في ما يتعلق بالمواجهة مع إسرائيل فنحن في سوريا الجزء الأساسي في هذه المواجهة سواء أكان الأمر على الحدود السورية مباشرة أم على الحدود اللبنانية.
س- هل تعتقد أن النتائج التي توصلت إليها القمة تحقق الآمال التي يعلقها اللبنانيون عليها؟
ج- كما تعرفون، ان المشكلة ليست بهذه البساطة. كنا نبحث عن مسالك عملية وممكنة، ومن الطبيعي اننا نراعي قدر الامكان هواجس جميع الأطراف ان صح التعبير. ومن خلال هذا التعقيد حاولنا ان نهتدي إلى حلول نافعة. لا أستطيع أن أقول أن ما توصلنا إليه يحقق الآمال التي يعلقها كل الناس على لقائنا ولكن اعتقد اننا سرنا خطوة أو خطوات نافعة.
س- قيل ان هناك بعض التدابير الأمنية التي من شأنها تعطي بعض الصلاحيات الجديدة للجيش اللبناني. هل تم التوصل إلى شيء ما في هذا الموضوع؟
ج- لم نناقش بنداً اسمه صلاحيات الجيش اللبناني لأن هذا من صميم السيادة اللبنانية ويتعلق بالدولة اللبنانية. لم نتطرق إلى هذا الأمر.
س- توسيع رقعة انتشار الجيش اللبناني مثلاً؟
ج- قلت منذ قليل اننا بحثنا في موضوع دخول الجيش الجنوب اللبناني فقط.
س- ما هي المراحل التي قطعتها الوحدة الليبية – السورية، وما هو تأثيرها على الوضعين العربي واللبناني خصوصاً؟
ج- ان أعضاء لجنة الوحدة السورية – الليبية موجودون الآن في دمشق، السوريون منهم والليبيون ويتابعون المناقشات التي بدأناها وقطعنا فيها شوطاً خلال لقاءاتنا في طرابلس. فنحن متفائلون وقد سمعتم تصريحات اخواننا الليبيين واصرارهم على تحقيق الوحدة ولدينا التصميم نفسه والإصرار نفسه.
س- هل تعتقدون أن المعاهدة السورية – السوفياتية تعيد التوازن إلى ساحة المواجهة العربية بعد خروج النظام المصري منها واخلاله بميزان القوى في الشرق الأوسط؟
ج- انها عمل مهم في إطار تحقيق التوازن الاستراتيجي بيننا وبين الإسرائيليين وعملية التوازن ربا تحتاج إلى بعض الوقت ولكن نحن الآن في سبيل استكمالها في سوريا وبالتعاون وتمتين العلاقات مع الاتحاد السوفياتي، بكل بساطة سيتحقق التوازن.
س- يحكى عن تغيير في السياسة الأمريكية مع وصول ريغان إلى الحكم، كما يحكى عن تغيير ممكن في السياسة الإسرائيلية عندما يتسلم حزب العمل مقاليد السلطة في إسرائيل. هل تتوقعون شيئاً ايجابياً في حال حدوث هذا التغيير؟
ج- ليس نافعاً التنبؤ في هذا المجال. وما يمكن ان أقوله هو أننا لم نلمس حتى هذه اللحظة أي تغيير في السياسة الأميركية.
س- هل من لقاءات قريبة على صعيد “جبهة الصمود والتصدي” ؟
ج- كما تعرفون، منذ قليل حدثت بيننا جميعاً لقاءات ربما كانت ذات طابع ثنائي، لكنها كلها كانت تدخلاً في اطار التنسيق بين أطراف جبهة الصمود والتصدي، ربما نفكر في عقد لقاءات جماعية على مستوى الوزراء وربما على مستوى القمة في ما بعد، لكن الاتصالات بيننا مستمرة وكانت مكثفة طوال هذه الفترة.
س- طالبت أكثرية اللبنانيين بأن يكون الحل الأمني، اذا كان هناك من حل أمني، على أساس مبادئ الوفاق. فهل كان هذا الأمر موضوع نقاش؟
ج- هذا الأمر ركزنا عليه كثيراً وأخذ وقتاً طويلاً من مناقشاتنا. لا يمكن الا أن يكون الوفاق هو الطريق الأساسي نحو السلام. يجب أن يتفق الناس وأن يحلوا أمورهم.
س- هل توصلتم إلى صيغة لتحريك الوفاق؟
ج- اتفقنا على بعض الأمور، وسيعمل كل منا من جانبه ما هو مطلوب منه. كما قلت لكم في بدء لقاءاتنا أن الأمرلا يتوقف علينا فقط، على الجميع التعاون، على القوى، على الأحزاب، على الأطراف، حتى على رجال الصحافة، على الجميع أن يتعاونوا لأن هذه مشكلة كبيرة ويجب أن نعالجها بنفس طويل والا يتسرب أي يأس إلى نفوسنا اذ ليس أمامنا من خيار آخر. لا بد من الاتفاق والا..
س- والا سيبقى الوضع كما هو؟
ج- والا سيبقى كما هو اذا لم يسوء أكثر.
س- ما هو تقويمكم للجهود المبذولة لإقامة “جبهة وطنية عريضة” في لبنان؟
ج- نحن نبارك هذه الجهود التي تبذل لتحقيق هذه الجبهة لأننا نعتقد بأنها ستكون مفيدة لدفع عملية السلام في لبنان، بقدر ما يتوحد اللبنانيون، يخدم هذا عملية السلام.
انظر:
زيارات وجولات حافظ الأسد الخارجية
زيارات وجولات حافظ الأسد الداخلية
الموقف الإقليمي والعربي من وصول حافظ الأسد إلى السلطة 1970
قرار تعيين اللواء حافظ الأسد وزيراً للدفاع 1966
انظر ايضاً:
وثائق وبيانات سورية 1900 – 2000