فارس الأتاسي – التاريخ السوري المعاصر

“البعثة العلمية” كما سمّاها أصحاب إمتياز الصحف العربية في كتابهم الذي حمل نفس الاسم، “الهيئة العلمية الأدبية السورية” أو “هيئة سورية وفلسطين العلمية” كما سمّتها الإدارة المركزية، والتي تم تشكيلها من علماء بلاد الشام بتوجيه من أحمد جمال باشا قائد الجيش السلطاني الرابع في سورية، لـ “عرض إخلاص السوريين لسدة الخلافة الإسلامية الكبرى، ومشاهدة عظمة الدولة العليّة واستعدادها الحربي، وبث عواطف أهالي هذه البلاد إلى إخوانهم الغزاة المجاهدين”، و”ليبصروا بأعينهم مبلغ حوادث الانتصارات من الصدق حتى إذا رجعوا إلى قومهم يصفون لهم ما شاهدوا” عند مضيق الدردنيل، حيث عهد جمال باشا إلى الألوية والأقضية في الولاية “أن تختار أفرادًا من العلماء والفضلاء والوجهاء ليمثلوا قومهم في رحلة الاستانة وجناق قلعة”.

كما ارتأى جمال باشا أن يبقى الوفد في العاصمة استانبول “يختلط بأهلها ويقف على مكنوناتها وأوضاعها ومعاهدها، ويؤكد للترك عواطف العرب القديمة”، وتحرّك الوفد السوري من دمشق عبر الخط الحديدي في 19 ذي القعدة 1333هـ/ 28 ايلول 1915م، والتقى بالوفد البيروتي في رياق واكتمل الوفد في حلب، ثم اجتمعوا في دار الولاية بحضور بكر سامي بك والي حلب، وانتخبوا رئيس مجلس التدقيقات الشرعية ومفتي الجيش الرابع في سورية؛ الشيخ أسعد افندي الشقيري رئيسًا للهيئة، وذلك حسب كتاب” البعثة العلمية إلى دار الخلافة الإسلامية” الذي يحتوي على جميع تفاصيل هذه الرحلة.

وقد وجّهت السلطة العثمانية إلى عهدة رئيس الهيئة العلمية الشيخ أسعد افندي الشقيري، مفتي دمشق أبو الخير افندي عابدين، مفتي بيروت مصطفى نجا، مفتي حلب محمد صالح العبيسي قلادة اللياقة الذهبية، وإلى مفتي القدس الشافعي طاهر أبو السعود، مفتي عينتاب عارف افندي، مفتي حيفا محمد مراد افندي، نقيب أشراف نابلس رفعت تفاحة، من علماء بيروت عبد الباسط الأنسي صاحب جريدة الإقبال، من علماء عكا إبراهيم العكي وعبد الرحمن عزيز، من علماء طرابلس عبد الكريم عويضة، من علماء اللاذقية محاسن الأزهري، من علماء القدس علي ريماوي، من علماء يافا سليم يعقوبي، من علماء حمص توفيق الأتاسي، من علماء حماة أحمد الكيلاني، من علماء دمشق عطا العجلاني وعبد المحسن الاسطواني وعبدالقادر الخطيب وتاج الدين بدر الدين، ومن علماء حلب بدر الدين نعساني وعبد اللطيف خزندار، ومن علماء الموصل محمد حبيب العبيدي، ومدير جريدة المقتبس محمد كرد علي، ورئيس بلدية طولكرم عبدالرحمن افندي، ومدير جريدة البلاغ محمد باقر، ومن علماء جبل لبنان عبدالغفار تقي الدين، ومن أشراف جبل حوران محمد حلبي، ومن أشراف حوران محمد الزعل، قلادة اللياقة الفضية، وذلك بموجب إرادة سنية صدرت بإيعاز من دائرة المشيخة الإسلامية عبر رئيسها شيخ الإسلام مصطفى خيري افندي لمقام الصدارة العظمى، بتاريخ 22 ذي الحجة 1333هـ/ 31 تشرين الأول 1915م، وبتصديق من الصدر الأعظم سعيد حليم باشا والسلطان محمد رشاد الخامس.