وثائق سوريا
كلمة هاشم الأتاسي في تأبين عبد الرحمن الشهبندر
اغتيل الدكتور عبد الرحمن الشهبندر في مكتبه بدمشق في السادس من تموز عام 1940م.
في الثاني من أيلول عام 1940 وبمناسبة الأربعين على الوفاة أقيم حفلاً تأبينياً على مدرج الجامعة السورية.
شارك في الحفل عدد كبير من الشخصيات السورية والعربية وأرسل بعضهم كلمات ورسائل رثاء إلى لجنة التأبين قرأُت في الحفل.
وقرأ زكي الخطيب رسالة الرئيس هاشم الأتاسي التي رثى فيها الدكتور الشهبندر.
نص الرسالة:
رسالة الرئيس هاشم الأتاسي:
تترد في نفسي لواعج الألم عندما أكتب هذه الكلمات لأشارك فيها على البعد بأحياء ذكرى فقيد الأمة، وعلماً من أعلامها الذين حملوا لواء الدعوة العربية وهي ناشئة في مهدها، فعلاً صوته في الدفاع عنها وركب الأخطار في سبيلها وقد تجاوز أثره كما تجاوز صدى الرزء به حدود بلاد الشام فطوى المراحل وبلغ مختلف الأقطار.
وإذا كان حقاً عليّ ألا أنسى عهود صحبة قديمة ورفقة في أيام محنة شديدة مرت بنا قبل عشرين سنة فان الأسف الذي يملأ جوانحي ليشتد عندما تعرض في خاطري عواقب الجرأة على مثل هذه الجريمة التي هي دون أن تسمى سليمة والتي تستباح فيها الدماء المحرمة فتسئ إلى سمعة الوطن وتفتح عليه باب الفتنة وتورث الأبناء الأحقاد والضغائن في الوقت الذي ينبغي لهم أن ينصرفوا إلى غير ذلك مما يجمع أمرهم ويضم شتاتهم، وأن ينظروا إلى الماضي فيستفيدوا من عبره وعظاته وأن يتأملوا فيما يستقبلونه من أحداث خطيرة فيعملوا على اتقاء المكاره ويضمنوا لبلادهم ما ترجوه من أمن وسلامة وعز وكرامة.
وعسى أن تكون هذه واعظة ومنذرة فلا تتجدد أمثالها في هذه البلاد التي لا عهد لها بها من قبل، أما الفقيد العزيز الذي رزئنا به فإذا كان خلا مكانه فقد بقي ذكره حيا في جلال صمته كما كان بفصيح بيانه أحسن الله جزاءه وأجمل العزاء به(1).
(1) الحكيم (حسن)، عبد الرحمن الشهبندر حياته وجهاده، الدار المتحدة للنشر – لبنان 1985، صـ 279
اقرأ:
صحيفة 1939: لمن يكون عرش سورية؟
كلمة الأمير عبد الله بن الحسين في تأبين عبد الرحمن الشهبندر