بطاقات بحث
المجلس الاستشاري في سورية 1931
أحدث المجلس الاستشاري لتنفيذ القانون الأساسي في سورية بموجب القرار رقم 1 الذي أصدره هنري بونسو المفوض السامي الفرنسي في التاسع عشر من تشرين الثاني عام 1931م، أي قبيل الانتخابات النيابية التي جرت في العشرين من كانون الأول في العام نفسه(1).
مقر المجلس كان في دمشق، و يلتئم بناء على دعوة المفوض السامي سواء أكان ليطلع على الحالة وليبدي رأيه في كل مسألة تطرح عليه.
أما الهدف من تشكيل المجلس فهو مساعدة المفوض السامي لتنفيذ القانون الأساسي في سورية، كما ورد في نص قرار تشكيله، بالإضافة إلى إبداء الرأي للمفوض السامي حول الأوضاع في سورية وما تتطلبه تلك الأوضاع من تدابير لضمان الاستقرار فيها.
أعضاء المجلس:
تألف المجلس من الذين سبق لهم القيام برئاسة الدولة ورئاسة المجلس التمثيلي منذ بدء الانتداب، بالإضافة إلى رئيس محكمة التمييز ورؤساء غرفة تجارة حلب ودمشق، رئيس الجامعة في دمشق(2)، وهم:
1- جميل بك الألشي رئيس الحكومة المؤقتة 1920
2- حقي بك العظم حاكم دولة دمشق 1920
3- مصطفى بك برمدا حاكم دولة حلب 1923
4- صبحي بك بركات رئيس اتحاد دول سوريا 1926
5- الداماد أحمد نامي بك رئيس دولة سوريا 1926
6- الشيخ تاج الدين الحسني رئيس الوزارة 1928
7- هاشم بك الأتاسي رئيس الجمعية التأسيسية 1928
بالإضافة إلى أعضاء استشاريون آخرون هم:
1- رئيس مجلس الشورى (حقي بك العظم وهو عضو حكماً ايضاً).
2- رئيس محكمة التمييز (حقي بك العظم وهو عضو حكماً ايضاً).
3- عميد جامعة دمشق (رضا بك سعيد)
4- رئيس مجلس سنجق اسكندرون الاداري (ابراهيم بك المومن)
5- رئيس غرفة تجارة حلب (سليم جمبارت)
6- رئيس غرفة تجارة دمشق (عارف الحلبوني)
افتتاح أعمال المجلس:
انعقد المجلس أول وأخر مرة في تمام الساعة العاشرة والنصف من يوم الاثنين السابع من كانون الأول عام 1931م، وجرى الافتتاح في البهو الكبير في المشيرية، حيث رتبت المقاعد على شكل دائرة شبه مستديره، وبدون وضع طاولة في الوسط.
حضر جميع الأعضاء ما عدا هاشم الأتاسي رئيس الكتلة الوطنية(3).
كانت مناقشات أعضاء المجلس باللغة العربية وقام المترجم الخاص للمندوب السامي السيد أنطون رزق بمهمة الترجمة إلى الفرنسية.
دام إجتماع المجلس حتى فترة ما بعد الظهيرة من ذلك اليوم.
افتتح المندوب السامي هنري بونسو أعمال المجلس بكلمة، أكد أن الهدف من إنشاء المجلس هو أن يتمكن بونسو من التعبير عن أفكاره بحرية ومناقشة أفكاره(4).
ثم تحدث الداماد أحمد نامي الذي اقترح تدويل جلسة المجلس وتوثيقها، ثم طرح إشكالية عدم حضور هاشم الأتاسي ممثلاً عن الكتلة الوطنية في المجلس ولاسيما أنه سبق وترأس الجمعية التأسيسية عام 1928م.
بعد ذلك تحدث الشيخ تاج الدين الحسني.
ثم انتقل الحديث عن الانتخابات حيث أوضح بونسو أن (موعد الانتخابات سوف يصادف في شهر رمضان المبارك، ورمضان يكون فيه مشقة على أخواننا المسلمين كما وأن تأجيل الانتخابات إلى ما بعد العيد يطول علينا فأرى إذا جعلنا الانتخابات الأولى في 20 كانون الأول عام 1931 والانتخابات الثانوية في 5 كانون الثاني عام 1932 يكون اوفق للجميع).
وقال : (أن مجموع عدد كراسي النواب سيكون كالسابق ولكن هناك بعض نواب من الأقليات كانوا انتخبوا عن دمشق في الانتخابات السابق والآن سيكونون من غير دمشق).
ودار في الإجتماع حوار بين بونسو والأعضاء من أجل مقاعد الأقليات، ولكن المندوب أقنعهم بأن (الإحصاء دل على وجوب ذلك. وكان بونسو يقصد بالأقليات النائب عن الأرثوذكس وغيره، وأما النائب الموسوي فسيكون من دمشق لا من حلب)(5).
(1) قرار إنشاء مجلس استشاري لتنفيذ القانون الأساسي في سورية عام 1931
(2) الحكيم (يوسف)، سورية والانتداب الفرنسي، صـ 228
(3) يذكر عبد الرحمن الكيالي أن الأتاسي لم يحضر الاجتماع احتجاجاً على إمتناع العميد عن إعطاء جواب على مذكراته التي قدنها له، ولعلمه بأن المجلس لاخير فيه للأمة، واعتقاده أنه وسيلة لتبرير إجراءات المندوب وموقفه من الاستدلال على حياده، انظر: الكيالي (عبد الرحمن)، المراحل في الانتداب الفرنسي في نضالنا الوطني، الجزء الأول، صـ 120.
(4) كلمة هنري بونسو في المجلس الاستشاري لتنفيذ القانون الأساسي عام 1931
(5) صحيفة لسان الحال- بيروت، العدد 11186 الصادر في يوم الأربعاء التاسع من كانون الأول عام 1931م.
انظر ايضا: صحيفة 1931- هاشم الأتاسي وتفاصيل المناقشات التي دارت في المجلس الاستشاري
انظر:
رسالة المندوب السامي الفرنسي إلى تاج الدين الحسني