يعتبر الرئيس شكري القوتلي أول رئيس سوري يزور بلدات ومدن الجزيرة والفرات، حدث ذلك في فترته الرئاسية الأولى، وتحديداً في نهاية تشرين الأول / أكتوبر 1945، حيث بدأ رحلة شملت معظم مدن وبلدات الشمال السوري ( الحسكة، القامشلي، عامودا، الدرباسية، دير الزور، الرقة). وقد تزامنت زيارة الرئيس القوتلي إلى منطقة الجزيرة مع الإنذار الذي وجهه محافظ الفرات إلى مندوب سلطات الانتداب الفرنسي الذي كان يتواجد في دير الزور والذي أخبره بوجوب مغادرته المنطقة خلال أسبوع. وحذر المحافظ المندوب الفرنسي بأنه في حال لم يعمل بهذا الانذار فإن السلطات السورية ستكون غير مسؤولة عن حياته.
المحطة الأولى – الوصول إلى الحسجة (الحسكة)
في صباح يوم الاثنين المصادف التاسع والعشرين من تشرين الأول / أكتوبر 1945، صعد الرئيس شكري القوتلي طائرته في مطار دمشق، وكانت وجهته الأولى إلى محافظة الجزيرة (الحسكة الحالية)، وكانت حاشية الرئيس المرافقة تتألف من السادة: لطفي الحفار وزير الداخلية، محمد العايش نائب رئيس المجلس النيابي، والدكتور محسن البرازي أمين السر العام، والدكتور حسني سبح الطبيب الخاص للرئيس وعميد الجامعة السورية (جامعة دمشق الحالية).
وصلت طائرة الرئيس إلى مدينة الحسكة (الحسجة) قاعدة ومركز محافظة الجزيرة في ظهر ذلك اليوم، وكان في استقباله محافظ الجزيرة ونوابها في المجلس النيابي، وشيوخ ووجهاء القبائل والعشائر ورؤساء الطوائف والموظفين، وحشد كبير من الجماهير.
استعرض القوتلي قطع الجيش والدرك، وتوجه إلى قصر المحافظ، وكانت الجماهير المحتشدة على الطريق تهتف وتحيي الموكب، واستراح في قصر المحافظ، واستقبل عند الساعة 05:30 مساءً الوفود الشعبية. وبات ليليته في قصر المحافظ.
المحطة الثانية – الوصول إلى القامشلي
أنطلق موكب القوتلي من الحسجة باتجاه القامشلي، فوصلها عند الساعة 12 من ظهيرة يوم الثلاثاء 30 تشرين الأول/ أكتوبر 1945، وكان في استقباله جماهير غفيرة من مختلف الملل والنحل وألوف من الفرسان من أبناء المنطقة، وقد أقيمت له مأدبة غداء في بدعوة من نائب الجزيرة عبد الباقي نظام الدين في منزله في قرية زنود القريبة من القامشلي.
ألقى بعدها الرئيس خطبة تاريخية لجماهير القامشلي المحتشدة.
خطبة القوتلي في القامشلي
كان خطاب القوتلي أمام جماهير القامشلي جامعاً ورائعاً ويتضمن جملة من العبر والدروس التي يحتاجها كل سوري اليوم، ونسخة الخطاب كاملة هي كما يلي:
” أيها الأخوان ،،،،
أنه لمشهد جميل يملأ نفسي غبطة وشعوراً هذا المشهد الذي آراءه، فلقد أظلّ هذه البقعة العزيزة وأظلّني وأظلّكم علم واحد هو علمنا الوطني، الذي يخفق في هذه الأجواء وليس على هذه التربة أجنبي متحكم ولسان حالكم يقول: نحن الدولة، أجل أنتم الدولة ولا فرق عندنا وعندكم بين فرد وفرد وجماعة وجماعة على اختلاف نحلكم ومللكم ولغاتكم ومذاهبكم وأديانكم، ولا سلطان لأحد عليكم غير سلطان السلطات المنبثقة عنكم، وأنه ليحق لي أن أباهي وأفاخر وأني لأهنئكم بأنّ ثمرة جهادكم وتضحياتكم قد اينعت وقد وصلتم إلى ما تبغون وتتمنون من حكم أرجو أن يكون عادلاً لا يُفرّق بين مسيحيّ ومُسلم، ولا بين كُرديّ وعربيّ، فكُل فرد منكم فلذة من كبدي وأعز شيء عندي، ولا يمكن أن يمسّه بحول الله ظلم أو جور، فالجميع سواسية في نظر هذا العهد الاستقلالي الحر، إلا أنني سأكون قوياً شديداً على كل قوي يريد أن يتسلط على ضعيف، انكم في هذا الدور الذي هو دوركم وفي هذا العهد الذي هو عهدكم، كل منكم تتمتعون بكامل الحرية وأن لا حدود لهذه الحرية غير حرية الآخرين وحدود القانون، فلا يتجاوز ويتعدى حدود أخيه مسلماً كان أو مسيحياً، بل تظلون متضامنين متآخين فلا تجدون مني إلا كل تضحية في سبيل مصلحتكم، أن الحكم القائم لم يكن حقاً رشيداً إلا لأنه يمثلكم وينبثق منكم ويحقق رغبات كل فرد منكم، فأبوابنا مفتوحة لسماع كل شكوى وإنصاف كل مظلوم وإنما أرجو أن تكونوا كلكم أقوياء وليس بينكم قوي ظالم مستبد ولا ضعيف معتدى عليه مظلوم فينال كل منكم حقه فيدرك قسطه هذا هو الاستقلال، وتلك هي ثمرة جهادكم ونضالكم أمن وسلام ذلك ما نبتغيه من السيادة والعزة والاستقلال. قال أحد خطبائكم أن هذه البقة حصن منيع، لا شك في أنها الحصن المنيع القوي، وأنها الخط الأول في سبيل الدفاع عن فلسطين العربية، فعليكم أن تقوموا في وجه كل دلال أو سمسار يسعى لقاء منفعة خسيسة لتهريب الصهيونيين الذين يريدون ان يخرجوكم من دياركم بعد أن يخرجوا إخوانكم العرب من فلسطين لا سمح الله، اننا نحترم اليهودية كدين إلهي، ولكننا نقاوم بكل قوانا الصهيونية ونحاربها بكل سلاح ماض، لانها تريد أن تخرجنا من ديارنا، أن اخواننا في فلسطين المؤمنين بوطنيتكم وغيرتكم ليعقدوا عليكم اكبر الآمال وثقوا أن فلسطين إذا خذلت لا سمح الله ، سيكون أبناؤنا وأحفادنا أذلّة بيد الصهيونيين، فأزرعوا زرعاً طيباً ، ليحصد منه أبناؤكم وأحفادكم أطيب الثمر ولن ينهزم أبناء الجزيرة أمام عدوان الصهيونية الغاشمة بل سينعقد على رؤوسهم أكليل الظفر أكليل الغار. أيها الأخوان، أن النعمة التي تنعمون بها وأنعم بها هذه النعمة التي جعلتني أتحدث إليكم وأسمعكم وتسمعوني وتتحدثون إلي هي النعمة التي أنعم الله بها علينا بزوال الاجنبي من هذه الديار، ونحن ماضون في طريقنا، دائبين في مسعانا، لا نريد أن يبقى أجنبي في هذه البلاد، فالجلاء رائدنا وهدفنا ولا حياة لنا إلا به وأني أعاهد الله وأعاهدكم بأن الجلاء يجب أن يتم في أقصر وقت مستطاع، وإلا فأرواحنا رخيصة وحياتنا لا معنى لها إذا مكنا أجنبياً أن تطأ اقدامه هذه البلاد”
أمضى القوتلي ليلته تلك بحسب شهادة شينو شمعون في منزل أصفر ونجار الكائن مقابل البريد القديم في طلعة سينما حداد باتجاه الغرب، (ما يسمى اليوم الإصلاح الزراعي). وتوجه صباح اليوم التالي إلى بلدتي عاموده والدرباسيّة، حيث كانت الجماهير على طول الطريق تهتف للرئيس، وتناول الرئيس وحاشيته الغداء في عامودا على مائدة نائب الجزيرة سعيد أسحق، وعاد القوتلي بعدها باتجاه القامشلي، حيث كان بانتظاره حفل أقامته طائفة الأرمن الكاثوليك في القامشلي.
القوتلي في ضيافة طائفة الأرمن الكاثوليك في القامشلي
أقامت طائفة الأرمن الكاثوليك في القامشلي حفلة كبرى على شرف الرئيس القوتلي، الذي قبل الدعوة، واستمع إلى القصائد والخطب الكثيرة التي ألقيت من أبناء الطائفة في الحفل، والتي تضمنت الاعتراف بجميل الوطن السوري الذي آمنهم من خوف وأطعمهم من جوع، وأكرم وفادتهم كل الإكرام.
خطبة القوتلي
على أثر ذلك وبعد كل ما سمعه رئيس الجمهورية في ضيافة الأرمن، ارتجل القوتلي خطاباً ممتعاً قال فيه:
” ان حفاوتكم البالغة في هذا المساء، لها أعظم الأثر في نفسي، وستبقى ذكراها منقوشة على صفحات قلبي، فقد اترعت فؤادي فرحاً وسروراً لأنني شاهدت بأم عيني، ولمست بيدي أن أبناء هذه البقعة العزيزة متحدون متضامنون معتزون بأيمانهم الوطني، مرتبطون بتربة بلادهم الغالية، حريصون على الراية المحبوبة التي هي الشعاع الساطع بالأمل والرمز الخالد لحرية الوطن واستقلاله. أيها الأخوان أي شيء أعز على المؤمن أن يكون عزيزاً في بلاده، وأي شيء أشهى على القلب من أن يكون سيداً في وطنه وأن يرى كل فرد من أفراد الأمة قد عرف معنى العزة والسيادة وأهداف الحكم الوطني وكره بنفسه الاستعمار والتحكم؟ فأنتم اليوم حكام بلادكم لا مسيطر على أنفسكم وعلى أهليكم وعلى عشيرتكم وعلى بيوتكم إلا أنتم أنفسكم، لقد زرعتم طيباً بتضامنكم وجهادكم فاحصدوا طيباً، فما حصد إلى ما زرع، فبارك الله في سيادتكم وحريتكم واستقلالكم.
أيها الأخوان، يجب على كل طائفة من الطوائف المسيحية أن تعتقد بأن لها مهما كانت قليلة مثلما للأكثرية من حقوق وعليها مثلما على الأكثرية من واجبات، فلا تتهاونوا في حقوقكم مهما كانت ضئيلة، ولا تهملوا أداء واجباتكم مهما كانت صغيرة، فيكفي المرء مجاً وفخراً وراحة ضمير، أن يشعر ويعتقد في أعماق نفسه أنه مخلص لبلاده، مؤد واجب وطنه، مستمع بكل ما يتمتع به سواه من أبناء الوطن بعدل وأنصاف.
واستطرد فقال: أيها الاخوان، لقد ازدهرت مدينتكم لكن هل تتناسب حالها اليوم من الازدهار مع تلك المدة الطويلة مدة (الخمسة والعشرين)* عاماً التي مرت على إنشائها، اننا نريد لها أن تكون أوفر ازدهارا ويجب أن تكون أوفر ازدهارا، لذلك نعمد على تأمين قرض ينفق على إعمار الجزيرة، ومنها القامشلي، وإصلاح حالها وتعبيد طرقها، والعناية بشتى مرافقها، وأني لأرجو أن يوفقنا الله لذلك بأسرع مما يمكن.
وختم فخامته خطابه بقوله: لقد مضت الأيام السوداء لا ردها الله، ولم يبق أن شاء الله إلا أيام السرور والأمن والاطمئنان.
الوصول إلى دير الزور:
يوم الخميس المصادف في الأول من تشرين الثاني / نوفمبر 1945، انطلقت طائرة من مطار القامشلي تقل الرئيس القوتلي والوفد المرافق باتجاه دير الزور، حيث وصلت الطائرة عند الساعة 01:40 ظهراً.
دير الزور كانت طوال الأسبوع تستعد لاستقبال الزعيم السوري، وازدانت شوارعها بالرايات والسجاد والزهور وأقواس النصر، واستقبل الرئيس في المطار عطوفة المحافظ غالب ميروز، ومعالي نائب رئيس المجلس النيابي محمد العايش، والنواب وقائد القوات البريطانية وكبار الضباط وقائد اللواء الثالث للجيش السوري، وقائد لواء الدرك والمفتي والرؤساء الروحيين ورؤساء العشائر ووجهاء المدينة ومفكروها ورجال العشائر والشرطة، وعندما نزل الرئيس من الطائرة، حيته بطارية المدافع بإحدى وعشرين طلقة، وعزفت الموسيقى النشيد السوري.
وبعد أن استعرض الرئيس قطعة الشرف العسكرية، اخذ الموكب بالمسير، ترافقه أربع مصفحات، من ورائها سيارات المستقبلين، تواكبها فرقة من رجال الدرك وأخرى من الشرطة على الدراجات، واصطف فرسان العشائر على جانبي الطريق، وبلغ حماس الناس أشده فأحاطوا بالسيارة، وحملوا الرئيس على الأكف من المطار حتى دائرة الجمرك، واصطف أفراد الجيش والدرك والمصفحات وطلاب المدارس والكشاف ومن ورائهم الأهلون الذين لا يحصى عددهم، من مدخل المدينة الشرقي حتى مقهى عثمان بك، وعند وصول موكب الرئيس إلى مقهى الجسر، حيته الموسيقى بالنشيد السوري والجماهير بالتصفيق والهتاف، والنساء بالزغاريد والورود، وفرسان العشائر بإطلاق النار، وترجّل الرئيس من السيارة المكشوفة التي قدمها له الجيش السوري، وكانت مفروشة بالسجاد والازاهير، قام بتحية الجماهير الغفيرة الهاتفة بحياته وحياة الوطن، ونحرت الخراف عند قدميه، ثم عرض قوى الجيش مشاة وفرساناً والقوى الميكانيكية وحاملات الجنود والعتاد. ثم خطب النائب محمد العايش محيياً الرئيس وشاكراً له تجشمه المشاق والمصاعب لزيارة قطعة من الوطن المقدس اشتركت بالنضال في سبيل هذه الساعة المباركة، وخطب السيد محمد نوري الفتيح باسم المدينة محيياً الزعيم الرئيس وصحبه وشاكراً تشريفهم عروس الصحراء، مشيداً بجهاد زعيم البلاد، للوصول بسفينة الوطن إلى شاطئ السلامة، راجياً الله أن يأخذ بيده لرفع شأن الوطن العزيز والتضامن مع الشعوب العربية وجامعتها لدفع الأذى عن فلسطين العزيزة.
وخاطب الرئيس الجماهير المحتشدة لاستقباله، شاكراً ما لقيه من الحفاوة البالغة وقال:
انكم أيها الأخوان تحتفلون بجندي قاد سفينتكم، مستنداً على جهودكم واخلاصكم وتضامنكم، بارك الله فيكم وحياكم. اتحدث إليكم عن الماضي المفعم بالجهاد وعن المستقبل الذي يعوزه الإخلاص والتضامن لتبدأ البلاد صفحة مجيدة غالية من العمران والإصلاح والتجدد والانقلاب، وختم بقوله: ان بناء المستقبل يحتاج إلى تضامن الامة ممثلة بنوابها وحكومتها وأنا في مقدمتهم مستعد لبذل أعز ما لدي وهو روحي في سبيل حماية استقلال الوطن وحرية البلاد.
ثم تحرك موكب الرئيس إلى دار المحافظة للاستراحة، وفي الساعة السابعة توجه الرئيس وصحبه إلى مقهى الجسر لتناول طعام العشاء على مائدة أعدتها البلدية على شرف فخامته ضمت عدداً كبيراً من النواب ورجال الحكومة ورؤساء الطوائف والعشائر والوجوه والاعيان والضباط البريطانيين وضباط الجيش السوري والدرك.
وبعد الانتهاء من تناول الطعام، ألقى عطوفة المحافظ كلمة رقيقة وتتابع الخطباء، ثابت عزاوي باسم البلدية، وبولس شحاده باسم الرؤساء الروحيين، واحمد الفتيح مدير التجهيز العام، والقى الشاعر محمد الفراتي قصيدة عصماء، وكان مسك الختام كلمة رد بها القوتلي على ما ورد على ألسنة الخطباء شاكراً لعروس الصحراء ما قوبل به من الحفاوة في هذه الحفلة الزاهرة.
في اليوم التالي، استقبل القوتلي في دار المحافظ المهنئين، كما استقبل مظاهرة حماسية قام بها الأهالي احتجاجاً على وعد بلفور الجائر، ولما اقترب وقت الظهر، توجه فخامته يرافقه موكب كبير إلى الجامع الحميدي حيث أدى صلاة الجمعة. وبعد الصلاة تناول الرئيس الغداء على مائدة النائب السيد راغب البشير في المحاميد، ثم عاد إلى الدير إلى دار السيد محمد العايش، ثم زار المستشفى الوطني ومدرسة التجهيز، وفي الساعة السادسة لبى دعوة قوات البادية (سرية الهجانة) لطعام العشاء، أشرف على ترتيبها توفيق نظام الدين معاون مدير العشائر وقائد الفوج الثالث لقوى البادية والملازم بطل الضمير وفهد الفهد وباقي الضباط.
توجه الرئيس في صباح اليوم التالي السبت الثالث من تشرين الأول عام 1945 إلى قضاء الميادين، وكان في مقدمة المستقبلين السيد توفيق القضماني ورؤساء العشائر ووجود البلدة ورؤساء عشائر البوكمال بالأهازيج واطلاق النار، واشترك الأهلون جميعاً في استقباله استقبالاً رائعاً، والقيت الخطب، وقد السيد سيف الدين الراوي عضو مجلس الإدارة شكره وترحيبه بكلمة طيبة، وتكلم السيد صالح العليوي باسم البلدية، وألقى الأستاذ احمد الوكاع قصيدة عامرة كانت موضع اعجاب الجميع. ورد فخامته بكلمة شكر لأهل الميادين وحيا فيهم عاداتهم العربية الاصيلة، وطلب منهم ان يكونوا متضامنين تحت لواء الوطن والعلم السوري. ثم عاد إلى دير الزور في اليوم نفسه. وقد اقامت بلدية القضاء في دار القائمقام حفلة غداء شائقة على شرف الزعيم، وبعدها ذهب الرئيس سيراً على الأقدام باتجاه الأرض التي تقرر انشاء مستوصف عليها حيث وضع حجر الأساس لهذا المستوصف. ومن هناك غادر الميادين باتجاه دير الزور، وهناك حضر حفلة الشاي المقامة في مقر قيادة اللواء في نادي الضباط بحضور قواد الجيش البريطاني ورجال الحكومة والنواب والوجهاء، وفي الليل أقام السيد محمد صالح هنيدي حفلة عشاء في داره على شرف الرئيس وصحبه، ألقى خلالها عبد الرزاق الهنيدي كلمة ترحيب، ورجاه أن يكون للمنطقة نصيب من اهتمام وعناية الحكومة من الوجهة الاقتصادية والزراعية والثقافية، فأجابه الرئيس بأنه سيحقق هذه المطاليب، وغادر الضيوف بعد تناول القهوة بكل حفاوة.
الوصول إلى الرقة
غادر القوتلي وحاشيته دير الزور في الساعة العاشرة من صباح يوم الأثنين بالطائرة متوجهاً إلى الرقة، فوصلها في الساعة 11، وكان الاحتفال بقدومه كبيراً، وفي الساعة 12:30 تناول فخامته الغداء على مائدة الشيخ بشير الهويدي رئيس عشيرة العفادلة، وغادر فخامته الرقة قاصداً حلب مودعاً بالحفاوة التي استقبل فيها.
المصادر:
- صحيفة الدفاع، العدد 3196 الصادر في 31 تشرين الأول عام 1945
- جريدة ألف باء الدمشقية:
- العدد 7135، السنة 26، الثلاثاء 30 تشرين الأول/ أكتوبر 1945
- العدد 7136، السنة 26، الاربعاء 31 تشرين الأول 1945
- العدد 7137، السنة 26، الخميس 1 تشرين الثاني 1945
- العدد 7138، السنة 26، الجمعة 2 تشرين الثاني 1945
- العدد 7139، السنة 26، الأحد 4 تشرين الثاني 1945
- العدد 7140، السنة 26، الثلاثاء 6 تشرين الثاني 1945
- عبد الله الخاني، جهاد شكري القوتلي، في سبيل الاستقلال والوحدة، دار النفائس ( دمشق: 2003)
- ابراهيم شمعون، زالين في عهد الرئيس السوري شكري القوتلي،موقع عناوين anaueen.com .
الهوامش:
* يذكر القوتلي في سياق خطبته في القامشلي بأن المدينة نشأت منذ 25 سنة، والواقع عندما زارها القوتلي فقد مضى على نشأتها 19 سنة فقط.
انظر:
مهند الكاطع: الجنرال هور في القامشلي 1936م
مهند القاطع: العشائر الكردية في شرق الفرات
مهند الكاطع: تغييرات الحدود السورية – التركية (1916-1939)
مهند الكاطع: إسكان التركمان في الرقة
انظر ايضاً:
التقسيمات الإدارية في لواء دير الزور 1921- 1926
أسماء التلال التي كانت معروفة على الخارطة الجغرافية في منطقة الجزيرة السوريّة 1932
الرعيل الأول من المدرسين في محافظة الجزيرة 1941- 1942
مجموعة من شيوخ العشائر العربية والكردية من سنجقي الفرات و الجزيرة 1935
تبدلات الحدود السورية – التركية في فترة ما بين الحربين
رجال قبليون من رأس العين عام 1911
قوات البغّالة في الجزيرة 1911 – 1913