بطاقات بحث
أبو كاترينا – من الحكايات الشعبية الشامية
أبو كاترينا – من الحكايات الشعبية الشامية
دمشق – زقاق رستم
روتها امرأة عجوز تجاوزت المائة من عمرها.
توثيق الباحث نزار الأسود.
أبو كاترينا
ذات يوم جاء أبو كاترينا إلى بيته، ومعه كيلو من البرغل، وقال لزوجته: اصنعي لنا من هذا البرغل أربعين قرصاً من الكبة، ولا يزيدي عن ذلك ولا تنقصي..!! فإذا لم تفعلي كما قلت لك فأنت طالق. فقالت له زوجه: سوف أفعل ما تريد، وأبذل كل جهدي.
وأخيراً استطاعت الزوجة أن تلبي رغبة زوجها، وأن تعمل الكبة كما يريد، أربعين قرصاً. وبينما هي تشوبها فرحة، دق الباب شحاد وقال لها: أرجوك، وأتوسل إليك، لقد فاحت علّي رائحة الكبة فأعطني قرصاً منها لله تعالى!!
فأشفقت عليه الزوجة، وخافت أن يحصل لها ولزوجها وأسرتها أذى من الكبة، وعين الشحاد فيها.. فأعطته قرصاً منها!!
وعندما جاء أبو كاترينا، عدّ أقراص الكبة فوجدها ناقصة، فقال لزوجته: أفعلت ما قلت لك؟ فقصت عليه القصة، وقالت جاء مسكين فأعطيته قرصاً، وفصار عندي تسعة وثلاثون قرصاً، فقال لها غاضباً: اذهبي فأنت طالق، اذهبي فأنت طالق..!! فقالت له متوسطة: أرجوك سامحني، لن أفعل ذلك مرة أخرى.
فقال لها : أنت طالق، اذهبي إلى بيت أهلك. فبكت الزوجة وأخذت ترشّ الدرب بدموعها، وهي تبكي والأرض تسقي، حتى وصلت إلى بيت أهلها، وقصت القصة وما جرى معها على أخيها. فقال لها: حسناً لا تحزني ولا تأسفي سأفعل معه أكثر مما فعل معك. أمّا أنت الآن فخذي هذه الفتيلة واذهبي إلى بيت زوجك، وتوسلي إليه أن يعيدك، وعندما يرضى، ويحن قلبه عليك، وينام، اشعلي هذه الفتيلة .. فيفقد وعيه وعلّي الباقي، فقالت له: حسناً سأفعل ما قلته لي.
وفي منتصف الليل، جاء الأخ إلى بيت أخته وطرق الباب، ففتحت له أخته، ووجد أبو كاترينا يغط في نوم عميق، وقد فعلت أخته ما قاله لها، فأخذ أبو كاترينا ووضعه في كيس خيش وربطه وأخذه مع أخته إلى حفار القبور، وقال للحفار: احفر لنا ثلاثة قبور متواصلة ومتداخلة، فحفر الحفار كما قيل له، وجاء الأخ بأبي كاترينا ووضعه في القبر واختفى مع أخته في القبر الثاني والثالث.. ثم أشعل فتيلة فأخذ أبو كاترينا يصحو من نومه وعندما حاول أبو كاترينا النهوض، صاحا به.. يا أهل القبور، كلّكم، قوموا لنقل لكم، حيط جهنم خرب، قوموا عمروه كلكم.. ويخيم الهدوء قليلاً على المقبرة. ثم يصيحون من ناحية أخرى باسم الأموات، وبصوت يختلف عن الصوت الأول: نحن متنا وفنينا.. والدور على أبي كاترينا. فقال أبو كاترينا بصوت حزين: لا أرجوكم . وعرف أنه مات، وأدرك ما معنى الحساب، وما معنى العمل الصّالح والعمل الصالح! وتمنى لو أنه أحسن في حياته لينال الجنة.
فقالوا له: لماذا أنت فعلت بزوجتك هكذا؟ فقال لهم نادماً: أرجوكم أعطيكم جميع أموالي، وأكون عند حسن ظنكم شريطة أن تعيدوني إلى الدنيا اعمل صالحاً.
فقالوا له: لا هيا قم وعمر حائط جهنم ثم أعادوا على مسامعه نداء أهل القبور والحوار معهم..
ثم أشعل الأخ الفتيلة فنام أبو كاترينا فأخذوه إلى البيت وعندما آفاق، نظر إلى جسمه فإذا هو أزرق من الرعب، وتذكر ما حصل معه، ففرح فرحاً شديداً أنه في البيت، وقال لزوجته : عفوت عنك أيتها الزوجة الحنون، وأنا المخطئ وأريد منك السماح، فسامحته زوجته ورجع إنسانا صالحاً.
انظر:
من الحكايات الشعبية الشامية – شجاعة حطاب
من الحكايات الشعبية الشامية – الشجرة والطفلة الصغيرة
من الحكايات الشعبية الشامية – ثلاثة عشر “13”
من الحكايات الشعبية الشامية – زهرة الرمان
البنت الصالحة – من الحكايات الشعبية الشامية
الخضر – من الحكايات الشعبية الشامية
الأب الظالم – من الحكايات الشعبية الشامية