You dont have javascript enabled! Please enable it!
بطاقات بحث

الأب الظالم – من الحكايات الشعبية الشامية

الأب الظالم – من الحكايات الشعبية الشامية

دمشق – زقاق رستم

روتها امرأة عجوز تجاوزت المائة من عمرها، وهي أيضاً راوية حكاية (أبو كاترينا).

توثيق الباحث نزار الأسود .


كان ياما كان حتى كان، كان في قديم الزمان ملك وله سبعة أولاد. وكان له ولد اسمه “محمد” من زوجة ثانية. كره الإخوة السبعة أخاهم كثيراً، حتى طلبوا من أبيهم أن يعاجزه. وذات يوم طرد الأب ابنه محمداً من البيت.! فهام الابن الأصغر على وجهه في البراري. وأخيراً وصل إلى جدول ماء صغير، وإذا بضفدع يقفز بين رجليه، فأخذه وقال هل: أنت رفيقي يا خلقة ربي.

وبعد مدة توثقت العلاقة بين محمد والضفدع، وأصبح لمحمد بيت ومحل يذهب إليه كل صباح. فكان كلما عاد من عمله إلى البيت وجده نظيفاً ومرتباً، ووجد طعامه جاهزاً! فاحتار وسأل الجيران: هل أنتم تفعلون هذا ؟ فيقوقون : لا .. نحن لا ندخل بيوت أبناء الملوك.

وذات يوم صادق محمد شيخاً وقوراً . وكان هذا الشيخ يحب محمد كثيراً. فقال له: مالك يا ولدي.! أنت محتار في أمرك.! فقص عليه محمد قصة الضفدع، وقصة البيت والجيران. فقال له الشيخ: ياولدي استعمل الحيلة وانظر ماذا يكون من أمر هذا الضفدع.

وهكذا رأى محمد الضفدع تخلع ملابسها على ضوء القمر، وتصبح صبية جميلة. فكلمها وقال لها: أنت التي تفعلين هذا دون أن أدري، فلم تجبه. وحاولت أن تلبس ثوب الضفدع، إلا أنه سبقها إليه وألقاه في النار. فسألته: لم فعلت هذا؟

فقال لها: لقد أحببتك، وأنت زوجتي بعهد الله، والخائن عدو الله.

وفي الصباح تزوجها، فكان بينهما محبة ومودة. وأحب الناس محمداً لطيبته مما أثار غيره إخوته ونقمتهم.

قال الملك لأولاده: أنا يا أولادي سأعجز ابني بثلاث. وعند الصباح نادى الديك بالعامية (يانيام وحدوا عظمة من لا تغفل عينه ولا تنام) عندها نادى الملك عساكره وقال لهم: ائتوني بولدي محمد لأطلب منه طلباً. فلما جاء قال له الملك: أريد طبق حلوى آكل منه أنا وجنودي ويبقى عندي أكثر مما أكلت ..!!

خرج محمد من عند أبيه يائساً وهو يقول: من أين لي بمثل هذا الطبق؟؟ وقص قصته على زوجته، وأخبرها بطلب أبيه المستحيل. فقالت له : لاتحزن سأتدبر الأمر في الصباح. وفي الصباح قالت له: اذهب إلى حيث وجدتني وناد: ياعيوش ردي على أختك رؤوش، وأعطني قطعة من العجين الذي عندكم ..!!

فعل محمد ما قالت له زوجته، وأخذ صحن الحلوى من عيوش، وذهب به إلى الملك. فأكل الملك وجنوده وحاشيته منه، وبقي في طبق الحلوى أكثر مما أكل.

ثم طلب الملك من محمد طلبه الثاني، طلب سجادة تفرش قاعة القصر بطولها وعرضها.. فقص القصة على زوجته. فقالت له: اذهب إلى أختي وناد: يا عيوش ردي على أختك رؤوش، وأعطني بعضاً من الصوف الذي عندكم.

أخذ محمد الصوف أعطاه لزوجته، فصنعت منه سجادة، حملها على جواده، حتى وصل إلى قصر أبيه الملك. ثم طلب من الجند أن يحملوا السجادة، فلم يستطع الأول ولا الثاني، إلى أن حملها جماعة من الجند، وفرشوا بها قاعة القصر، فازداد غيظ إخوته منه، وازداد حقدهم عليه. فقالوا للملك: اطلب منه طلباً لا يقدر  عليه. فطلب الملك منه أن يأتي برجل طوله فتر، وله ذقن.. فقال محمد في نفسه: لقد أحضرت لأبي طلباً من صنع الإنسان. أما هذا الطلب فمستحيل، إنه من خلق الله، فمن أين لي به؟

وكالسابق أخذ ينادي: ياعيوش ردي على أختك رؤوش، هل نسيتموها؟؟ ابعثوا لي بأخيها ليزورها.. وما ان انتهى من كلامه حتى شاهد رجلاً طوله فتر، ويركب ديكاً، وبيده سيف..!! ويناديه: صهري أين أختي؟؟ إني مشتاق إليها..!!

ولما أصبح الصبح، ونادى الديك: يانيام، وحدوا عظمة من لا يغفل ولا ينام، ظهر الرجل المعجزة أمام الملك، وهو ينادي محمداً: صهري صهري..

ثم قال الرجل المعجزة للملك: كنت ذات يوم أزرع بطيخاً، فسُرق محصول البطيخ بكامله. وعندما نزلت إلى السوق لأبحث عنه، رأيت محصولي الذي سرق. وقد جلس رجال أمامه يعرضونه للبيع. فقلت ياناس البطيخ بطيخي، فاجتمعوا حولي. وبينما كنت أتشاجر مع اللصوص، قال رجل من الناس: اقطعوا بطيخة، فإن كان لون بزرها مثل لون بزر بطيخ هذا الرجل فالبطيخ له. وأخرج الرجل المعجزة سيفه، ليمثل للملك كيف قطع الناس البطيخة، فقطع رأس الملك. وقال للوزراء والجند: إن تكلم أحد قطعت رأسه كما قطعت رأس الملك. ثم نادى صهره، وقال له: اجلس على عرش الملك، ولاتحزن فهذا جزاء من يظلم ابنه..!!

توتة توته خلصت الحتوتة.


انظر:

الحكايات الشعبية في دمشق

الحكايات الشعبية في سورية

من الحكايات الشعبية الشامية – شجاعة حطاب

من الحكايات الشعبية الشامية – الشجرة والطفلة الصغيرة

من الحكايات الشعبية الشامية – ثلاثة عشر “13”

من الحكايات الشعبية الشامية – زهرة الرمان

البنت الصالحة – من الحكايات الشعبية الشامية

 الخضر – من الحكايات الشعبية الشامية



 أحداث التاريخ السوري بحسب السنوات


سورية 1900 سورية 1901 سورية 1902 سورية 1903 سورية 1904
سورية 1905 سورية 1906 سورية 1907 سورية 1908 سورية 1909
سورية 1910 سورية 1911 سورية 1912 سورية 1913 سورية 1914
سورية 1915 سورية 1916 سورية 1917 سورية 1918 سورية 1919
سورية 1920 سورية 1921 سورية 1922 سورية 1923 سورية 1924
سورية 1925 سورية 1926 سورية 1927 سورية 1928 سورية 1929
سورية 1930 سورية 1931 سورية 1932 سورية 1933 سورية 1934
سورية 1935 سورية 1936 سورية 1937 سورية 1938 سورية 1939
سورية 1940 سورية 1941 سورية 1942 سورية 1943 سورية 1944
سورية 1945 سورية 1946 سورية 1947 سورية 1948 سورية 1949
سورية 1950 سورية 1951 سورية 1952 سورية 1953 سورية 1954
سورية 1955 سورية 1956 سورية 1957 سورية 1958 سورية 1959
سورية 1960 سورية 1961 سورية 1962 سورية 1963 سورية 1964
سورية 1965 سورية 1966 سورية 1967 سورية 1968 سورية 1969
سورية 1970 سورية 1971 سورية 1972 سورية 1973 سورية 1974
سورية 1975 سورية 1976 سورية 1977 سورية 1978 سورية 1979
سورية 1980 سورية 1981 سورية 1982 سورية 1983 سورية 1984
سورية 1985 سورية 1986 سورية 1987 سورية 1988 سورية 1989
سورية 1990 سورية 1991 سورية 1992 سورية 1993 سورية 1994
سورية 1995 سورية 1996 سورية 1997 سورية 1998 سورية 1999
سورية2000

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى