بطاقات بحث
من الحكايات الشعبية الشامية – زهرة الرمان
من الحكايات الشعبية الشامية – زهرة الرمان
وثقها الباحث نزار الأسود .
المكان: دمشق – حي الميدان.
الراوية: امرأة عجوز.
كان ياما كان حتى كان، كان في قديم الزمان ملك وملكة، ولهما ابنة وحيدة اسمها زهرة الرمان. وذات يوم مرضت الملكة مرض الموت.
خافت الملكة أن تشقى ابنتها من بعد موتها، وأن تعذبها الخالة زوجة الأب، فأوصت وصيفاتها أن تقطع يدها بعد موتها، وأن تلفها بالحرير على شكل عصا، وأن تعطي هذه العصا، إلى الخالة زوجة الأب (الملكة الجديدة).
وبالفعل ماتت الملكة ونفذت الوصيفة وصيتها، وأعطت العصا للملكة الجديدة، فكانت كلما عذبتها “زهرة الرمان” ضربتها بهذه العصا.
كانت يد الأم، حتى بعد موتها، رحيمة بالبنت، فلم تؤذها ولم تؤثر فيها..
فتعجبت الخالة زوجة الأب من ذلك وأرادت أن تعرف ما سر العصا السحرية التي لا تؤثر في البنت؟؟ فأمرت وصيفتها أن تفتحها، فظهرت يد الأم الحنون ملفوفة بالحرير.. مما أغضب الخالة غضباً شديداً، فألقت يدَ الأم بعيداً، وقررت أن تتخلص من زهرة الرمان!.
أمرت الملكة الراعي أن يأخذ، “زهرة الرمان”، إلى الغابة، وأن يضيّعها فيها. فذهب الراعي إلى الغابة ومعه البنت. وكانت زهرة الرمان قد ملأت جيبها حصى، وأخذت تلعب به في الطريق، ثم تلقيه حصاة حصاة إلى أن وصلت إلى الغابة.
انتظر الراعي في الغابة غفلة من البنت، فتركها وحيدة ومضى عائداً إلى القصر، إلا أن زهرة الرمان- التي كان يمشى رضا أمها أمامها- كانت تشعر بما يخبأ لها، فعادت إلى القصر ثانية، على آثار الحصى. وعندما وصلت سألتها الملكة: كيف عدت يا زهرة الرمان؟؟ فأجابت البنت: مشيت إلى القصر على آثار الحصى التي كنت ألقيتها في الطريق..!!
وفي اليوم التالي، أمرت الملكة الراعي أن يذهب بزهرة الرمان إلى الغابة، وأن يذبحها، وكي تتأكد الخالة من موت زهرة الرمان، قالت للراعي : يجب أن تأتيني بكأس من دمها..
ذهبت زهرة الرمان، البنت الحلوة، إلى الغابة مع الراعي.. إلا أن الراعي، الذي أشفق على البنت، ذبح غزالاً..!! وعاد بكأس من دمه إلى الملكة على أنه من دم زهرة الرمان.. وترك البنت في الغابة..
في هذه المرة، ضاعت زهرة الرمان في الغابة، ولمّا حل المساء، وخيم الظلام، امتلأ قلبها خوفاً، ولاسيما عند سماعها أصوات وحوش الغابة.!
تسلّقت زهرة الرمان شجرة، ونامت بين أغصانها حتى أشرف شمس الصباح. ثم نزلت من الشجرة، وأخذت تمشي وتمشي حتى وصلت إلى بيت، فنظرت من النافذة فرأت ساحرة..
دخلت زهرة الرمان إلى البيت، وسلّمت على الساحرة، وأخذت تمشط شعرها برفق، وتنظفها، وتعتني بها.
سألت السّاحرة زهرة الرمان: ماقصتك. فقصت عليها زهرة الرمان قصتها، فرّق قلب الساحرة، وأشفقت على البنت الحلوة. فأعطتها الساحرة كثيراً من الجواهر، وألبستها ثيابها الجميلة. وقدمت لها عربة ملوكية لتركبها في طريق عودتها إلى القصر. وحين أرادت البنت أن ترحل، قدمت الساحرة إليها كل ما تحتاج إليه..!!
استغربت الملكة عودة زهرة الرمان إلى القصر، وفي السهرة أخذت تسألها عمّا جرى معها، وابنة الملكة الشريرة القبيحة إلى جانبا تسمع كلامها.
كانت زهرة الرمان تروي قصتها، بصدق، فوصفت كيف ذبح الرّاعي غزالاً وملأ الكأس من دمه، ثم روت قصة الساحرة. وكيف أعطتها الثياب والجواهر، والعربة الفاخرة، بعد أن مشطت شعر السّاحرة واعتنت بها..
امتلأ قلب الملكة حسداً وغيرة من ابنة زوجتها، فقررت أن تفوز ابنتها بهدايا الساحرة.
أرسلت الملكة ابنتها إلى بيت الساحرة، وأوصتها أن تفعل ما فعلته ابنة زوجها، وأن تعود بالمجوهرات والذهب، والهدايا الثمينة.
وصلت الأميرة بنت الملكة إلى بيت الساحرة، فدخلت وسلّمت عليها، ثم أخذت تمشط شعرها، إلا أنها لجهلها كانت تؤذي الساحرة وهي تمشطها.
وقفت الساحرة وسط الدار وعدت على ابنة الملكة قائلة: أدعو الله أن ينبت على جسمك أذن حمار كلما نطقت كلمة فإذا قطعتها نبتت أذنان اثنتان.
عادت البنت إلى أمها باكية، وقد نبت على جسمها أذن حمار. فحزنت الملكة على ابنتها، وأوصتها أن لا تتكلم بعد الآن.
خُطبت “زهرة الرمان” لشاب غني، هو ابن ثري من أثرياء الملكة، وكتبُ الكتاب، وجّهزت “زهرة الرمان”، وجاءت ليلة زفافها.
غارت الملكة من زهرة الرمان، ابنتها في القصر لا يسأل عنها أحد، ولا يطلب يدها أحد، وزهرة الرمان يتهافت عليها الخطاب، وتفوز بعريس ثري وجميل.
في ليلة الزفاف، أمسكت الملكة بزهرة الرمان، وحبستها في تنور القصر، ثم ألبست ابنتها ملابس زهرة الرمان، وأسدلت على وجهها ملاءة كيلا تعرف. وأجلست الملكة ابنتها على الأريكة إلى جانب العريس، وهي ما تزال توصيها، إيّاك أن تتكلمي.
أخذ العريس عروسه ابنة الملكة، وانطلق بها من القصر إلى بيته في عربة جميلة. وكانلزهرة الرمان قطة وديعة، تحب زهرة الرمان لأنها ربتها، وحنت عليها!
لحقت القطة العربة وهي تموء وتقول للعريس: (ميو ميو زهرة الرمان في التنور، ميو ميو هذه ليست زهرة الرمان!!) وابنة الملكة لا تستطيع أن تتكلم خوف أن ينبت على جسمها أذن حمار.
تعجب العريس من كلام القطة فأوقف الجياد وكشف الملاءة على وجه عروسه – على ضوء السراج- فعرف كل شيء، وأدرك مكيدة، الملكة، زوجة الأب التي تكيد لابنة زوجها، فترك ابنة الملكة، وعاد إلى القصر حيث أنقذ زهرة الرمان من التنور ثم انطلق بها إلى بيته.
وتوته توته خلصت الحتوتة، حلوة أمّا مفلوتة(1).
(1) (تشبه هذه الحكاية حكاية سندريلا، وأيضاً حكاية، عروسة الحناء، واليمنية في بعض جزئياتها، وقد استبدل القصاص الشعبي بجزئية ضياع فردة الحذاء جزئية القطة، وكذلك أضاف جزئية العصا التي لا تؤذي البنت).
انظر:
من الحكايات الشعبية الشامية – شجاعة حطاب
من الحكايات الشعبية الشامية – الشجرة والطفلة الصغيرة
من الحكايات الشعبية الشامية – ثلاثة عشر “13”