بطاقات بحث
من الحكايات الشعبية الشامية – ثلاثة عشر “13”
من الحكايات الشعبية الشامية – ثلاثة عشر “13”
وثقها الباحث نزار الأسود .
ثلاثة عشر “13”
دمشق حي الميدان.
الراوي رجل يحترف الرواية.
كان ياما كان حتى كان، كانت امرأة في قديم الزمان تعيش مع زوجها ولها منه ثلاثة عشر ولداً، وقد سمي الولد الأخير ثلاثة عشر. ثم حملت الأم بالولد الرابع عشر، فاجتمع الأخوة وقالوا: إذا أنجبت أمنا طفلاً فسوف نترك هذا البيت وهذه البلاد، ونرحل في أرض الله الواسعة، أما إذا أنجبت طفلة، أختاً لنا، فسنبقى في هذه البلاد وفي هذا البيت… ؟
وعندما اشتد الطلق بالأم، وجاءت الداية لتولّدها، أعطى الأخ الأكبر الداية مالاً وقال لها، وقد أمسك قلبه بيده أن يكون المولود طفلاً: خذي هذه المكحلة وهذا اللجامٌ، فإذا ولدت أمنا، وأنجبت طفلة ضعي المكحلة على الباب، إشارة لنا، وإذا أنجبت طفلاً ضعي اللجام أمام الباب، فقالت القابلة “الداية” حاضر تكرم، على الرأس والعين سأفعل ما قلته لي.
وعندما أنجبت الأم طفلة فرحت، ومن شدة الفرح غلطت الداية فوضعت اللّجان أمام الباب، عندها حمل الأخوة أغراضهم وسافروا من بلد إلى بلد. بلد يقيمهم، وبلد يحطهم حتى وصلوا إلى مغارة فأصبحت بيتاً لهم، وأصبح لكل منهم، ملعقة وصحن وفراش..
وبعد مدة من الزمن، كبرت البنت وصارت صبية، بينما مات الأب حزناً على أولاده. وفقدت الأم بصرها من الحزن والأسى. وذات يوم قالت البنت لأمها:
“يا أمي أنا جائعة، فنهضت الأم، وأخذت تبحث لابنتها عن رغبف من الخبز، حتى وجدت رغيفاً، من أيام أبيها – يرحمه الله برحمته- قد تعفّن ويبس وجهه من الجفاف. فقالت الأم لأبنتها: إن شاء الله يا ابنتي يصبح الرّغيف خيّالاَ، وأنت تتبعينه كالرجل..!!
وبإذن الله، ومشيئته، بدأ الرغيف يتدحرج، والبت تركض وراءه، إلى أن وصل إلى مغارة بعد سير طويل، ودخلت البنت إلى المغارة، فوجدت 13 ثلاثة عشر صحناً، و13 فراشاً و 13 شوكة وأشياء كثيرة جداً، وقد اعتاد الأخوة أن يأتي كل واحد منهم إلى المغارة، وينظفها كل يوم، ويكنس ويجلي الصحون ويحضر الطعام. ويومها كان دور الأخ الأضغر (13) البالغ من العمر أربعة عشرة عاماً، فدهش! المغارة نظيفة والطعام الجاهز، والصحون تلمع. فقال في نفسه: لن أقول لأحد، ولن أحدّث إخواتي بما رأيت في المغارة.
وعندما جاء دور الأخ الأكبر، فالأكبر، حتى كبير الأخوة وجد الشئ نفيه، فقال لإخوته: يا أخوتي من ينظف المغارة، ويجهز الطعام، ويحضّر كل شيء، وكلّ شيء فيها على ما يرام!! هل جاء أحد منكم ونظّف المغارة؟ من فعل هذا؟ فقال الجميع: نحن أيضاً وجدناها نظيفة ووجدنا فيها الطعام جاهزاً. ثم قال أحدهم : لابد من إنسان في المغارة.
عندها وقف الأخ الكبير وصاح قائلاً: اظهر ياإنسان؟ عليك الأمان. فإن كنت رجلاً فأنت أبونا، وإن كنت امرأة فأنت أمنا!! فقفزت البنت من مخبئها وقالت: أنا التي كنت في المغارة.
قال الإخوة جميعاً: أهلاً وسهلاً بكم بيننا أختاً عزيزة مكرمة. ولكن ما قصتك؟ فقصت البنت عليهم القصة من أولها إلى آخرها. فقال الأخ الكبير: ياللعجب! القصة قصتنا، وأنت إنما إختنا. فعاشت معهم سعيدة مسرورة.
وبعد مدة من الزمن وبينما كانت الأخت تطبخ، وبحثت عن حجر كانت تشعل به النار، فلم تجده، ولم تستحسن إيقاظ إخواتها للسؤال عنه. فصعدت إلى ظهر المغارة، وبدأت تنظر يميناً ويساراً حتى رأت ضوءاً بعيداً، فذهبت إلى مكان الضوء فوجدت غولاً فقالت له: السلام عليكم يا عمي الغول. فقال لها: لولا سلامك ما سبق كلامك لأكلتك وفصفصت عظامك. والآن ماذا تريدين؟؟ فقالت البت: أريد حجراً لأوقد النار. فقال لها: إذا أعطيتك حجراً ثم أتيت إليه فهل تفتحين لي الباب؟؟
فقالت البنت للغول: نعم. فأخذ الغول حجراً، ووضعه في وعاء كان مع البنت، ولما كانت أظافره طويلة جداً، مدها فثقب الوعاء..!
كلما سارت البنت، تساقط الجمر من الوعاء، إلى أن وصلت إلى المغارة، ومعها القليل القليل، واستطاعت أن توقد النار بالباقي. وطبخت وعندما استيقظ الإخوة أكلوا وذهبوا. وبعد ذلك جاء الغول على آثار الجمر الذي أصبح صفوة، وقال للبنت: افتحي لي الباب!! فرفضت البنت، عندها قال الغول: إذن أخرجي لي إصبعك لأمصّها. فأخرجت البنت إصبعها ومصّها الغول. وكان الغول يأتي كل يوم، ويمص إصبع البنت..
بعد مدة من الزمان، أخذ جسم البنت يضعف. فقال لها أخوها الكبير يوماً: ما لجسمك يضعف يوماً بعد يوم؟؟ فلم تجب البنتُ ولمّا سألها أخوها مرة ثانية، قصت قصة الغول.
قال الأخ الكبير: أنا سأقتل هذا الغول. فحمل سيفه وسهر الليل كي يقتله، ولكن هبت عليه ريح طيبة فأنامت عينيه. وجاء الغول، فخافت البنت أن يحل بأخيها مكروه. فمدّت يدها فمصّ الغول إصبعها وبلع دمها.. ثم جاء دور الإخوة بعد الأخ الكبير. وتكررت القصة كان الأخ ينام والغول يمص إصبع البنت، وأخيراً جاء دور الأخ (13) فأحضر علبه وثقبها من أسفلها، وملأها ماء، وجلس تحتها، فكلما سقطت عليه نقطة ماء صحّته، وطردت النوم من عينيه، وأثناء ذلك جاء الغول كعادته، فطرق الباب، ففتح له (13) فمدّ الغول رأسه، فقطعه (13) بالسيف. نظر (13) بدهشة، وإذا رأس أخته مقطوع أيضاً، لأن دمها قد اختلط بدم الغول فحل بها ما حل به.
قال الأخ الكبير لـ (13) كيف قتلت أختنا؟؟ ثم ضربه ضرباً موجعاً، فبكى (13) بكاء مراً مما حدث!! بعدها قرر الأخ الكبير أن يترك الإخوة المغارة ويسافروا. فجمعوا ثيابهم وأغراضهم وسافروا من بلد إلى بلد، حتى وصلوا إلى ديار رجل متوحش، يقال له : أبو أحمد الغول. قال أبو أحمد للإخوة: أهلاً وسهلاً بكم في داري. وقال لـ (13) : اذهب إلى عند أم أحمد، وقل لها أن تذبح الخروف الذي بعثته إليها.. وكان يقصد بالخروف الأخ (13).
ذهب (13) إلى أم أحمد، ووقف بعيداً عن البيت، وأخذ ينادي : أم أحمد!! يا أم أحمد!! فأطلت أم أحمد من الشباك. فقال لها (13): يقول لك أبو أحمد : أذبحي الخروف الذي بعث به إليك. فقالت له: تعال إلى هنا لأفهم منك، ولكن (13) فهم أنها تريد ذبحه هو .. فقال لها: لا أنت من عندك وأنا من عندي، ثم تركها ومضى.
بعد ذلك نزلت أم أحمد إلى السوق زعلانة، واشترت خروفاً وأعدته للضيوف. وبعد أن أكل الضيوف وشبعوا قرر أبو أحمد الانتقام فقال لضيوفه: لكم عندي مفاجأة. فقالوا: مفاجأة ؟؟! قال: نعم. وأدخل إلى الغرفة ثلاثة عشرة بنتاً – على عدد الضيوف- وزوج كل بنت منهن أخاً من ضيوفه. وألبس كلّ ضيف طربوشاً أحمر..
وفي الليل وهم نائمون، لم يغمض لـ (13) جفن، فسمع أبو أحمد يقول لأم أحمد: خذي هذه السكين، وأدخلي إلى غرفة الضيوف، واذبحي كل واحد منهم يلبس طربوشاً، فقالت له: نعم سوف أفعل كما قلت لي.
ولما سمع (13) الكلام قفز بسرعة، ورفع الطرابيش من على رؤوس إخوته، ووضعها على رؤوس زوجاتهم، وتظاهر بالنوم. فدخلت أم أحمد وذبحت كل من يلبس طربوشاً.
وفي الصباح، استيقظ الإخوة، وإذا بزوجاتهم في دمائهن. فقص عليهم (13) القصة كاملة فضربوه وشتموه وأبعدوه عنهم فأصبح (13) بلا أم ولا أب ولا إخوة، بخلاف المثل القائل : افعل خيراً تجد خيراً، وهذا هو المقلب الثالث الذي يجري لـ (13).
وظل (13) وحيداً، وقد تركه إخوته، وسافروا إلى ملك يحكم البلاد منذ زمن. وقد امتلأ قلبهم غيظاً من أخيهم (13) وعزموا أن يوقعوا به، فقالوا للملك: ياملك الزمان إذا كان جيشك في صحراء فكم غطاء يحتاج؟ قال الملك: 300000 غطاء. فقالوا ياملك الزمان عند أبي أحمد الغول غطاء يكفي جيشك كله. قال الملك: ومن يأتي به؟ قال الإخوة: (13) يأتيك به ياملك الزمان. فأمر الملك أن يأتي جنوده بـ (13) ولو كان تحت الأرض.
ذهب جنود الملك، وأتوا بـ (13)، قال الملك : أهلاً وسهلاً.. أنت اليوم يا (13) سوف تأتيني بغطاء أبي أحمد الغول السحري، فإذا أتيت به فلك مال كثير، وسأصنفك في عداد جيشي وكلما جئتني بشئ من عند أبي أحمد الغول، رفعت مرتبك أكثر فأكثر..
قال (13) ياملك الزمان أنا لا أستطيع، أرجوك، الرحمة، وكيف أذهب إلى بيت الغول؟ أبو أحمد سوف يقتلني؟؟ فقال الملك: إذن سوف أقطع رأسك! ما رأيك؟ ونادى الملك للسياف!
قال (13): كما تشاء، يا جلالة الملك، سوف آتي به مهما كلف الأمر، ولكن أمهلني، أريد منك مهلة ثلاثة أيام وثلث. قال الملك: أنا موافق أذهب، مع السلامة.
ذهب (13) إلى بيت أبي أحمد الغول، فوصل في منتصف الليل، وقد أيقن إخوته بهلاكه فوجد أبا أحمد وأم أحمد نائمين، فدخل البيت واندس بينهما، وقال حوح، أنا بردان، أم أحمد ابتعدي، حوج، ولما ابتعدت أم أحمد، سحب الـ (13) الغطاء، وظل كذلك حتى سحب كل الغطاء وسرعان ما جرى به إلى الملك ورفع الملك رتبته في الجيش، وأنعم عليه بجائزة كبيرة من المال.
وفي اليوم التالي، قال الإحوة: أبو أحمد لم يقتل (13) لقد نجا وأتى بالغطاء، يجب أن نخبر أبا أحمد ليأخذ حذره منه، ويجب علينا أن ندبر له مكيدة جديدة ثم قالوا للملك: يا ملك الزمان، إذا كان جيشك مسافراً، فكم مصباحاً يحتاج كي ينير له الطريق؟؟ قال الملك: 300000 مصباح، فقالوا : عند أبي أحمد الغول، مصباح واحد، يضيء الطريق أمام جيشك كله. فقال الملك: ومن يستطيع منكم أن يأتيني به؟ فقالوا : إنه (13) يا ملك الزمان. قال متعجباً: (13). قالوا : نعم يا ملك الزمان الـ (13) وهكذا تم المقلب الخامس.
قال الملك لجنوده : أريد (13) حالاً وسريعاً فذهب الجند وأتوا بـ (13) فقال له الملك: أهلاً وسهلاً ؟؟ يجب عليك أن تأتي بالمصباح، من عند أبي أحمد ..؟ وقبل أن يستعطف (13) الملك، قال له: إذا لم تأت به قطعت رأسك.
ذهب (13) إلى بيت أبي أحمد، فسمع أبا أحمد، يقول لزوجته: أمسكي المصباح. إلا أن زوجته كانت تغالب النعاس.. بينما أبو أحمد يغسل يديه في البئر، والمصباح على حافة البئر.
ركض (13) ركضاً أخف من النسيم، فأخذ المصباح، على أنه أم أحمد، ثم هرب به.. فأخذ أبو أحمد ينادي: أم أحمد، هاتي المصباح، ناوليني المصباح أنا في قاع البئر. بيد أن أم أحمد لم تسمع، فخرج أبو أحمد من البئر وصاح بزوجته: أين المصباح؟ فأجابته قائلة: لقد تركت المصباح على حافة البئر.
عرف أبو أحمد أن الخبيث (13) قد أخذ المصباح، ومضى به. وصل (13) إلى قصر الملك، وأعطاه المصباح، فرفع الملك رتبته في الجيش وأنعم عليه، ومنحه مكافأة مالية أكبر من المكافأة الأولى.
وفي المقلب السادس، قال الإخوة للملك: ياملك الزمان إذا كنت مسافراً إلى بلد بعيد جداً فكم ساعة تحتاج إلى قطع المسافة؟ أجاب الملك ستة أيام، قال الإخوة: عند أبي الغول، حصان تصل عليه إلى حيث تشاء، وإلى أبعد بلد بثلاث ساعات، فقال الملك متعجباً: ثلاث ساعات ومن يأتيني به؟ قالوا: (13) ياملك الزمان هذا أخونا، ونحن نعرفه حق المعرفة، إنه لا يتعب، ولكن كلّمه كلاماً قاسياً وكن شديداً عليه ليطيعك!
صاح الملك بجنوده: أين (13) أحضروه لي حالاً. فذهب الجنود وأحضروا (13)، فقال له الملك: اليوم يجب أن تأتيني بالحصان الذي عند أبي أحمد. قال (13): ولكن يا ملك الزمان، هذا الحصان إذا لمسه أحد يصيح، فإذا صاح أدركني أبو أحمد، وقتلني. قال الملك: إذا قتلك أبو أحمد، فذلك خير من أن أقتلك أنا؟؟ قال (13): سوف أذهب وأمري لله.
ذهب (13) ليلاً إلى بيت أبي أحمد، فصعد على السطح، حيث حفر حفرة وشرع يرمي التراب على الحصان، فصرخ الحصا، وعندما سمع أبو أحمد صراخ الحصان استيقظ من نومه وركض نحو الحصان، فلم يجد أحداً عنده، فقال في نفسه: إني أحلم. ثم عاد ونام نوماً عميقاً. فقفز (13) على ظهر الحصان، وركبه وهرب إلى الملك، وقدم له الحصان، فأنعم عليه الملك وجعله من قواد جيشه.
وفي اليوم التالي، جاء الإخوة وقالوا للملك: إذا كان في بلدك فرح فكم طبلاً تحتاج؟ قال الملك: 100000 طبل، قال الإخوة: عند أبي أحمد طبل يكفي الحفل كله. قال الملك: ولكن من سيأتي به؟ قالوا: (13).
أرسل الملك إلى (13) وجنوده فأتوا به، قال الملك: يجب عليك أن تأتيني بطبل أبي أحمد. فخاف (13) وتوسل إلى الملك أن يعفيه من هذه المهمة، ولكن بدون جدوى.
ذهب (13) إلى بيت أبي أحمد لأخذ الطبل، فإذا بالطبل يضرب عليه بلا ضارب طبل، والطبل يملأ الدنيا أنغاماً وألحاناً.. وأما هذه المرة، فقد أمسك أبو أحمد (13) وقيده بالسلاسل، وقال لزوجته: إني ذاهب لأعزم الأهل والأقارب، فأذبحي لنا (13) وأطبخيه..!! فقالت الزوجة: نعم..!!
قامت أم أحمد لتخبز العجين، فكانت تخبز رغيفاً، ويسقط رغيف آخر من يدها في التنور. فقال لها (13): فكي قيدي لأخبز لك..!! فقالت له: أخشى إن فككت السلاسل أن تهرب..!! قال :لا. إن هربت فسوف يمسكني أبو أحمد. ومازال بها حتى وافقت. ففكت قيوده، فطبخ وعجن، وخبز وجهّز كل شء، ثم قال لها: أرجوك خذي هذه السكين ولكن إذا ذبحتني فلا تفعلي هكذا. ومثّل (13) الذبح فذبح أم أحمد وأخذ الطبل إلى الملك، وقال له: هذا هو الطبل..
عندما عاد أبو أحمد مع ضيوفه، أكلوا وشبعوا ثم اكتشفوا أن الزوجة قد ذبحت فجنّ جنونهم وتسمم بعضهم بالطعام.
تزايد حقد الإخوة لنجاح (13) فعزموا على أمر ما. وذهبوا إلى الملك ليكيدوا فقالوا : ياملك الزما، هل لك أن تشاهد أبا أحد بأم عينك، قال الملك: نعم، ولكن من سيأتيني به، قالوا: (13). وكالعادة رفض الملك توسلات (13).
قال (13) للملك: ياملك الزمان، أطلب منك أن تكتب لي ورقة لشيخ الحدادين ليصنع لي ما أريد، فقبل الملك وكتب له ورقة، فأخذها (13) وذهب إلى شيخ الحدادين، وقال له: أريد منك أن تصنع لي صندوقاً من حديد إذا أنزلته إلى أسفل أغلق، وإذا رفعته إلى الأعلى فتح..
أخذ (13) الصندوق ومضى به إلى أبي أحمد، وصعد على سطح الدار حيث حفر حفرة فيه، وأنزل الصندوق داخل الغرفة ورفعه قليلاً وصاح فجأة:
أبا أحمد؟؟ أبا أحمد!! أنا عزرائيل جئت لأقبض روحك، اقترب من الصندوق، وفاقترب أبو أحمد من الصندوق وجلس فيه وهو يترحم ويستعطف (13) على أنه عزرائيل.. قال (13) لا مهرب لك مني اليوم، وأنزل الصندوق فوق الأرض فأغلق علي أبي أحمد، ثم قفز (13) إلى أرض الغرفة، فقال له أبو أحمد: أهذا أنت!! أيها الشيطان؟ قال (13): هاها وهو يضحك على أبي أحمد. فقال أبو أحمد: أنا أعرف أنك تريد أن تأخذني إلى الملك ولكن إذا أخرجتني خارج حدودي فسوف آكل الناس جميعاً، قال (13): ماذا؟؟ ما أفعل بك؟ سوف آخذك إلى الملك ليرى رأيه بك!!
جاء الناس من كل حدب وصوب، كباراً وصغاراً لمشاهدة أبي أحمد الغول، وبعد مدة، أطلق سراحه من الصندوق، فأكل الناس جميعاً ومضى يبحث عن (13) ليأكله، قال (13) لأبي أحمد: كذلك ستأكلني والدم يسيل من فمك، لن تجد طعماً لي، أنزل إلى قاع البئر، واغسل فمك من دم الناس، وإني في انتظارك. هنا قال أبو أحمد: ولكن إياك أن تهرب، قال (13): لن أهرب..
عندما نزل أبو أحمد إلى قاع البئر، قال له (13): اسمع إذا أردت الآن أن أقتلك قتلتك، ولكن ما مصير الناس الذين أكلتهم؟؟ قال أبو أحمد: أرأيت الحصان الذي أخذته من عندي وعليه رمل أحمر. خذ الرمل ورشه على الأرض يظهر الناس.
ذهب (13) وأحضر صخرة كبيرة، وماها فوق أبي أحمد وهو في البئر فقتله ورش رمل الحصان الأحمر فوق الأرض فظهر الناس. وقال (13) للملك: أأكون أنا فوق العرش وأنت تحته.. إذا قتلت أنا أحمد الغول فلم يصدق الملك حتى رأى الغول ميتاً.
فصار (13) ملكاً بدل الملك ثم أمر (13) أن تعطش الأحصنة سبعة أيام وأن تجوع الكلاب سبعة أيام.. وأن يربط أخوته بذنب الأحصنة، وتتبعهم الكلاب تنهش منهم حتى يموتوا..
وتوتة توتة خلصت الحتوتة.
انظر:
من الحكايات الشعبية الشامية – شجاعة حطاب
من الحكايات الشعبية الشامية – الشجرة والطفلة الصغيرة