كامل القدسي
ولد الفريق كامل باشا القدسي بحلب في عام 1849 في أسرة عريقة ذات نفوذ ومكانة، تنتسب إلى القطب الصوفي الشيخ أبي عبد الله الحسين الشهير بقضيب البان الموصلي الحسني (المتوفي سنة 573 هـ/ 1177 م).
أصل الأسرة هذه من أورفة، وكانت تنتمي إلى المؤسسة الدينية في مرحلة ما قبل التنظيمات العثمانية.
والده السيد حسام الدين أفندي ابن نقيب الأشراف السيد تقي الدين أفندي القدسي الباني الحسني (1828-1891).
درس القدسي على يد أساتذة أخصائيين في مدينة الحلة العراقية، حيث كان يعمل والده قائم مقام لها.
تابع تحصيله العلمي ببغداد فالتحق بمكتبها (مدرسة) الإعدادي الملكي (المدني)، ثم بكليتها الحربية متخرجاً برتبة “ملازم”.
اتبع دورة أركان حرب في الكلية الحربية بالأستانة، وتخرج فيها حاصلاً على رتبة “يوزباشي أركان حرب” (نقيب).
عمل القدسي بعد تخرجه في بلاونة (بليفنا) ببلغاريا تحت إمرة القائد العثماني الشهير المشير إبراهيم درويش باشا للمشاركة في فك الحصار الذي فرضه الجيش الروسي على القوات العثمانية المرابطة في المدينة تلك.
عاد إلى الأستانة بعد انتهاء الحرب وتمت ترقيته إلى رتبة “قول آغاسي” (رائد).
تقلب في العديد من المناصب العسكرية والإدارية العالية، فكان على التوالي:
– مفوضاً (ممثلاً) للدولة العثمانية بجزيرة قبرص؛
– مديراً للأملاك الهمايونية (السلطانية) بحلب مع ترقيته إلى رتبة “بكباشي” (مقدم) فـ”قائم مقام” (عقيد) ثم “ميرالاي” (عميد)؛
– ياوراً (مرافقاً عسكرياً) للسلطان العثماني عبد الحميد الثاني؛
– مفتشاً للجيش العثماني المرابط في ولاية قونية؛
– رئيساً للجنة التحقيق في تجاوزات المشير أحمد راسم باشا والي طرابلس الغرب؛
– متصرفاً وقائداً لموقع حمص؛
– قائداً لموقع طرابلس الغرب؛
– رئيساً لإحدى الشعب التابعة للـ”سرعسكر” (قائد الجيش العثماني) في الأستانة مع ترقيته إلى رتبة “ميرلوا” (لواء) التي يلقب حاملها بالـ (باشا) من الدرجة الثانية، وينعت بـ (صاحب السعادة) دوماً؛
– معاوناً للمشير إبراهيم درويش باشا مشير المابين الهمايوني (البلاط السلطاني) مع ترقيته إلى رتبة “فريق” التي يلقب حاملها بالـ (باشا) من الدرجة الأولى، وينعت بـ (حضرة صاحب السعادة) دوماً، ويعد من أرباب المراتب العالية (أصحاب مراتب)، مما يخوله نفوذاً واسعاً وصلاحيات خاصة في دوائر الدولة كافة؛
– قائداً لموقع ديار بكر؛
– أخيراً، قائداً للرديف (الاحتياط) ومفتشاً للجيش العثماني الخامس بدمشق، حيث اضطلع بدور محوري في تنفيذ مشروع سكة حديد الحجاز أو ما عرف باسم (السكة الحميدية الحجازية) منذ انطلاقته الفعلية في العام 1900 حتى وصول أول قطار إلى المدينة المنورة في صيف العام 1908.
شارك في تمديد خط السلك البرقي من العاصمة اسطنبول إلى الحجاز عبر دمشق مصاحباً للمواقع المرسومة لخط سكة حديد الحجاز.
أحيل الفريق كامل باشا القدسي إلى التقاعد لبلوغه السن القانونية عام 1909، وعاد إلى مدينته حلب، منصرفاً للاهتمام بالأعمال الزراعية في قرية عران التابعة لقضاء الباب التي كان يملكها.
عين الفريق كامل باشا القدسي في العهد الفيصلي حاكماً عسكرياً عاماً بحلب، وكانت تلك ولايته الأولى على حلب. ولم تطل مدة القدسي في حكم حلب أكثر من شهر، إذ سرعان ما خلفه فيها اللواء شكري باشا الأيوبي، بينما سمي القدسي مرافقاً فخرياً للمك حسين ملك العرب.
شارك القدسي في عداد وفد (أعيان حلب) الذي قابل وعندما وصلت لجنة “كينع-كراين” في مقر إقامتها بفندق بارون في الرابع والعشرين من تموز 1919م.
أُسند إلى القدسي في عهد الانتداب الفرنسي منصب حاكم دولة حلب العام سنة 1920، وكانت تلك ولايته الثانية والأخيرة على حلب.
استقال القدسي من منصب حاكم دولة حلب في العام 1922 ولزم قريته وداره(1).
توفي القدسي بحلب في العام 1926، ودفن في مقبرة الصالحين(2) .
الأوسمة والميداليات التي نالها
– الوسام العثماني ذا الرصيعة من الدرجة الثانية؛
– الوسام المجيدي ذا الوشاح من الدرجة الأولى؛
– ميدالية الامتياز العثمانية؛
– ميدالية سكة حديد الحجاز العثمانية ؛
– ميدالية اللياقة العثمانية؛
– وسام جوقة الشرف الفرنسي برتبة (قائد)؛
– وسام الاستحقاق الزراعي الفرنسي برتبة (ضابط)؛
– وسام الاستحقاق البحري الفرنسي برتبة (ضابط).
– وسام اللجيون دونور “جوقة الشرف”(3).
قرارات كامل القدسي في دولة حلب
انظر:
(1) أسند المنصب من بعده إلى زكي الكوراني.
(2) عمرو الملاَح: الفريق كامل باشا القدسي (1849-1926) رجل دولة، وقائد عسكري
عمرو الملاّح: الحلبيون ودورهم في المؤتمر السوري العام (3/2)
(3) جريدة حلب الرسمية، العدد 181 الصادر يوم الخميس الثالث من شباط عام 1921م.
![](/wp-content/uploads/2020/03/أحداث-التاريخ-السوري-المعاصر-2323323-300x52.png)